السليمانيون هم أحد الجماعات الإسلامية التركية المحسوبة على التيار الراديكالي المحافظ، نشأت عقب تأسيس الجمهورية التركية الحديثة على يد مصطفى كمال أتاتورك عام 1923، ولا تزال تلعب دورًا مهمًا في المجتمع التركي حتى الآن، فهي من الجماعات التي تملك نفوذًا وتأثيرًا قويًا في الداخل التركي، وخاصةً فيما يتعلق بتوجيه سلوكيات وآراء الناخبين في أثناء الانتخابات.
من هم السليمانيون؟
هم جماعة أسسها أحد شيوخ النقشبندية، وهو: سليمان حلمي تونهان، ﻭيعرف أحيانًا ﺒ (ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﺭﺴﻭل)، ولد في ﻋﺎﻡ 1888ﻡ ﻓﻲ ﻗﺭﻴﺔ ﻭﺍﺭﺘﻼر ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺴﻴﻠﺴﺘﺭﺍ ﺍﻟﺒﻠﻐﺎﺭﻴﺔ -كانت حينذاك تابعة للدولة العثمانية-، وتنتمي عائلته إلى ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﻨﻘﺸﺒﻨﺩﻴﺔ ﻭﺘﺭﺠﻊ ﺒﻨﺴﺒﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﻥ ﻤﺤﻤﺩ الفاتح، ولا شك أن لعائلته أثر كبير في توجهاته التعليمية وطبيعته عمله، فقد اهتم والده بتعليمه العلوم الدينية والشرعية، حيث تلقى علومه الابتدائية على يد والده.
قدم سليمان حلمي إلى إسطنبول عام 1908 قاصدًا مدارسها الدينية، وحصل على 1913 على شهادة من مدرسة فاتح أحمد أفندي ليلتحق بعدها بالمدرسة السليمانية التي منحته شهادة الدكتوراه في التفسير عام 1920، وأصبح بذلك أستاذًا وشيخًا متخصصًا في العلوم الإسلامية، فضلًا عن إجادته اللغة العربية، وفي العام نفسه عين بوظيفة شيخ جامع في إسطنبول، وفي عام 1922 أصبح مدرسًا وشيخًا في المدرسة السليمانية.
بصورة عامة، ﻟﻡ ﺘﺘﺠﺎﻭﺯ ﻤﺅﻟﻔﺎﺕ ﺘﻭﻨﺎﻫﺎﻥ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﻜﺘﺏ ﻭهي “ﺤﺭﻭﻑ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺤﺭﻜﺎﺘﻪ”، ﻭﻫﻭ ﻜﺘﻴﺏ ﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ، ﻤﻌﺘﻤﺩًا ﻋﻠﻰ ﺃﺴﻠﻭﺏ ﻭﻨﻅﺎﻡ ﺠﺩﻴﺩ ﺃﺸﺒﻪ ﺒﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺘﺠﻭﻴﺩ، وكتاب “ﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﻜﺒﺭﻴﺕ ﺍﻷﺤﻤﺭ”، ﻭﻫﻲ ﺭﺴﺎﻟﺔ ﺘﺤﺘﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻷﺭﺒﺎﺏ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﺼﻭﻓﻲ، وثالثًا “ﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ” ﻭﻫﻭ ﻜﺘﺎﺏ ﻴﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﺒﺔ ﻭﺁﺩﺍﺒﻬﺎ ﻭﻤﺎ ﻴﺠﺏ ﺘﺭﻜﻪ ﻭﺍﺠﺘﻨﺎﺒﻪ.
تمسكت الجماعة بأفكار توناها وفتح مدارس القرآن حيثما كانوا وتواجدوا، وتمثل هدفها الأساسي في إقامة دولة إسلامية واستعادة المجد الذي دمرته العلمانية بحسب رأيهم.
تتبنى السليمانية مسار عمل قائم على اقتراح أن تبليغ الدين وإقامته بالمعنى الحقيقي لا يمكن عمله من خلال مؤسسة رسمية حكومية، كما ترى الجماعة أن ذلك يمكن عمله من خلال أعضائها والاندماج مع الجمهور بإنشاء منظمة واسعة في جميع أنحاء البلاد، وهو أمر يمكن تحقيقه من خلال استخدام قانون الجمعيات، وهكذا افتتحت الجماعة العديد من الجمعيات والأقسام لهذا الغرض، واعتمدت في تمويلها على المساعدات المقدمة والمحصلة من داخل وخارج تركيا، ومن الدخل القادم من المشاريع التجارية، إضافة إلى إيرادات الأضاحي التي يقدمها.
مبادئ الجماعة
يمكن القول إن ما شكل أسس السليمانية هي الاجتماعات التي عقدت بين الأتباع في ثلاثينيات القرن الماضي، والتي انتهت بقيام سليمان حلمي بعقد دورات تحفيظ القرآن عام 1943، وخلال السنوات اللاحقة قام حلمي بجهود فردية في تعليم الناس القران وإنشاء حلقات لهم. وهكذا تشكلت الأسس الأولى للجماعة في ظل هذه الظروف حتى مجيء العام 1949، عندما سمح القانون بفتح دورات القرآن لأول مرة، لتنتشر بعدها الطائفة في جميع أنحاء البلاد في وقت قصير.
بعد ذلك، أتيحت الفرصة لسليمان حلمي لنشر دورات القرآن ودعوته لتدريب المسؤولين الدينيين في وقت قصير، لكن رئاسة الشؤون الدينية عارضت هذا التوجه ومنعت توظيف الأعضاء الذين تخرجوا من هذه الدورات خلال الستينيات، وهو ما يشرح ربما العداء الطويل بين جماعة السليمانيين ووزارة الأوقاف حتى الآن، أو المؤسسات الدينية الحكومية بصورة عامة، إذ لم تر السليمانية أن رئاسة الشؤون الدينية تمثل وجهة نظر الإسلام ولا المسلمين ﻭﺍﻋﺘﺒﺭﺘﻬﺎ ﻤﻊ ﺨﺭﻴﺠﻲ ﻤﺩﺍﺭﺱ ﺍلأئمة ﻭﺍﻟﺨﻁﺒﺎﺀ ﻭﺨﺭﻴﺠﻲ ﺍﻟﻜﻠﻴﺎﺕ الشريعة ﻤﻥ ﺃﻜﺒﺭ ﺃﻋﺩﺍﺌﻬﺎ ﻟﻜﻭﻨﻬﺎ ﺘﻌﻴﻥ ﺃﻨﺎﺴﺎ ﻏﻴﺭ ﺃﻜﻔﺎﺀ، ﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﺭﺌﺎﺴﺔ ﺍﻟﺸﺅﻭﻥ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻌﻘﺩ كل ﺃﺴﺒﻭﻉ ﺍﻤﺘﺤﺎﻨﺎﺕ ﻟﻘﺒﻭل ﻭﻋﺎﻅ ﻭﻤﻔﺘﻴﻥ ﻭﻤﻌﻠﻤﻲ ﻗﺭﺁﻥ ﻭﺃﺌﻤﺔ ﻭﺨﻁﺒﺎﺀ ﻻﻴﺤﻤﻠﻭﻥ ﺃﻴﺔ ﺸﻬﺎﺩﺍﺕ ﺃﻭ ﻤﺅﻫﻼﺕ ﺘﺅﻫﻠﻬﻡ ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﻓﻲ ﺍﺩﺍﺀ ﺍﻻﻤﺘﺤﺎﻨﺎت بحسب رأيهم.
دخل السليمانيون منذ تأسيس حركتهم في صراع مع رئاسة الشؤون الدينية إذ لم تعتبرها ممثلة عن الإسلام، ما دفعها إلى تأسيس مؤسسات موازية للمؤسسات الدينية التي تشرف عليها الدولة، فهي تتصف بالانضباط الصارم بين أعضائها، فهم خلفا للنقشبنديين ولجماعة النور، يتحركون ككتلة واحدة أو جسم واحد في مجالات عدة.
أما في الجانب الاقتصادي، فتتميز الجماعة السليمانية بمصادرها ومواردها الاقتصادية المهمة عبر مشاريعها التجارية المتعددة، وهذه ميزة غالبية الطرق الصوفية، أما بخصوص الولاءات السياسية لهذه الجماعة الدينية فتتسم بالظرفية وتتنوع بين مجموعة من الأحزاب اليمينية.
مع تأسيس الجمهورية التركية الحديثة والإجراءات الجديدة التي تتعلق بدور الدين في إدارة الدولة وتوجيه نظمها الإدارية أعتقد سليمان حلمي وأن تلك التغيرات الحادثة لا يمكنها من بعد أن تقيم مجتمعا مسلم
مع تأسيس الجمهورية التركية الحديثة والإجراءات الجديدة التي تتعلق بدور الدين في إدارة الدولة وتوجيه نظمها الإدارية، اعتقد سليمان حلمي أن تلك التغيرات لا يمكنها أن تقيم مجتمعا مسلمًا محافظًا على قيمه وتقاليده، وإنما ترنوا إلى خلق مجتمع جديد وتربية أجيال أخرى داخل أنساق فكرية بعيدة عن الإسلام ومطعمة بأيديولوجيات غربية منقولة.
اتخذ سليمان أفندي أيضًا موقفًا معارضًا للإجراءات التي تتعلق بالتعليم الديني، مثل موقفه تجاه انضمام مدارس الأئمة والخطباء إلى وزارة التعليم، إذ نادي بربطها برئاسة الشؤون الدينية على اعتبار أن القائمين على الشؤون الدينية هم العلماء العثمانيون الذين تعلموا الدين في المدارس العثمانية.
الهيكل المحلي – الدولي
تتألف الجماعة من 800 جمعية، و1200 عنبر ونزل، و16 مؤسسة و28 شركة في جميع أنحاء تركيا، ويتجلى التنظيم المحلي للسليمانيين في شكل مسؤولين إقليميين ودوليين مقربين للزعيم عارف أحمد دنيزولغون، ويعد المجلس الأكثر تفويضًا داخل المنظمة هو “اتحاد جمعيات المساعدة لطلاب الدورات والمدارس” الذي تأسس في منطقة عمرانية، بإسطنبول، ويضم حوالي 100,000 طالب.
بدأت السليمانية أنشطتها في الخارج لأول مرة في عام 1974 عندما أنشأت مساجد في مدن مختلفة في ألمانيا، وأنشأت جمعية المراكز الثقافية الإسلامية (IKMB) في كولونيا بألمانيا في عام 1975، وبحسب التقديرات تنتمي حوالي 400 جمعية إلى السليمانيين في جميع أنحاء أوروبا، علمًا أن أعضاء الجماعة ركزوا مؤخرًا على أنشطتهم في الولايات المتحدة الأمريكية والدول الآسيوية.
بدأ السليمانيون الانخراط أيضًا في أنشطة داخل الولايات المتحدة في عام 1975 وأضفوا الطابع المؤسسي في هذا البلد اعتبارًا من عام 1979، واستخدموا مسجد ومجمع الفاتح، الذي لا يزال في نيويورك، كمقر رئيسي.
ومن أهم الجمعيات التابعة للجماعة داخل وخارج البلاد، هي: جمعية المساعدة للدورة وطلبة المدارس، ومنظمة تسمى اتحاد المراكز الثقافية الإسلامية، ومؤسسة إيكاف للبحوث الثقافية، مؤسسة الخدمة للعلوم القرآنية والثقافة الوطنية (إزمير)، ومؤسسة علي هانجي أوغلو (مانيسا)، ومؤسسة فاتح (طرابزون)، ومؤسسة عزيز محمود هدي، ومؤسسة نشر العلوم، ومؤسسة معمار سنان.
السليمانيون والعمل السياسي
كان لتوجيهات وأفكار توناهان ونشاطه السري في تعليم القرآن وانتقاداته لمنهجية أتاتورك وخلفاؤه دور كبير في مواجهات مع الحكومة التي بادرت إلى اعتقاله في أكثر من مناسبة حيث صدر قرار بالقبض عليه واقتيد إلى السجن عام 1934 وبقي في السجن الانفرادي لمدة 3 أيام، وفي عام 1939 تمت محاكمته في محكمة الجنايات الأولى بإسطنبول، وفي عام 1944 ألقي القبض عليه مرة أخرى واقتيد إلى محكمة العقوبات حيث أودع في السجن الانفرادي لمدة 8 أيام.
ﺃﻋﻘﺏ ﺫﻟﻙ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺒﺴﺤـﺏ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﻤﻨﻪ ﻜﺨﻁﻴﺏ ﺒﺴﺒﺏ ﻨﺸﺭﻩ ﺁﺭﺍﺀ ﻤﻌﺎﺩﻴﺔ ﻟﻠﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻲ، ﻭﻓـﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1945 ﻋﻠﻤﺕ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺒﺄﻥ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﺤﻠﻤﻲ ﻜﺎﻥ ﻴﺠﺘﻤﻊ ﺒﺒﻌﺽ ﺍﻟﻨـﺎﺱ ﺍﻟﻤﻘﺭﺒﻴﻥ ﻟﻪ ﻟﻐﺭﺽ ﻨﺸﺭ ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺤﺭﻜﺘﻪ ﻭﻷﺠل ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺘﻡ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻟﻠﻌﺩﺍﻟﺔ ﻭﺒﻌﺩ ﻤﺭﺍﺠﻌﺔ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻟﺘﺼﺭﻓﺎﺘﻪ ﻭﺘﺤﺭﻜﺎﺘـﻪ ﺃﺼـﺩﺭﺕ ﻗﺭﺍﺭًا ﺒﺤﻘﻪ ﻴﺅﻜﺩ ﻋـﺩﻡ ﺃﻫﻠﻴﺘـﻪ ﻟﺤﻤـل ﻭﺜﻴﻘـﺔ ﻤﺯﺍﻭﻟـﺔ ﺍﻟﺨﻁـﺏ ﻓـﻲ ﺍﻟﺠﻭﺍﻤﻊ. ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1957 ﻗﺒﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻊ ﺼﻬﺭﻩ ﻭﺒﻌﺽ ﻁﻼﺒﻪ ﻭﺒﻘﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻥ ﻟﻤﺩﺓ ﺸﻬﺭﻴﻥ ﺍﻨﺘﻅﺎﺭًا ﻟﻠﻤﺤﺎﻜﻤﺔ، ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺠﺩﻴﺭ ﺒﺎﻟﺫﻜﺭ ﺃﻨﻪ ﻭﻓﻲ ﻜل ﻫـﺫﻩ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﻻﺕ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺎﺕ ﻟﻡ ﻴﺩﻥ ﻭﻟﻡ ﻴﺤﻜﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺎﻟﺴﺠﻥ ﻭﻟﻭ ﻟﻴﻭﻡ ﻭﺍﺤﺩ.
في أعقاب الحرب العالمية الثانية، ﺩﺨﻠﺕ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻨﻴﺔ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺨﻬﺎ ﺇﺒﺎﻥ ﺍﻨﺘﻘﺎل ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺘﻌﺩﺩﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ، ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺸﻌﺭ ﺍﻟﺴﺎﺴﺔ ﺍﻷﺘﺭﺍﻙ ﺃﻥ ﺒﻼﺩﻫﻡ ﺒﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺙ ﻭﻫﻡ ﻴﺭﻗﺒﻭﻥ ﺘﺴﺎﻗﻁ ﺍﻷﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﻔﺎﺸﻴﺔ، ﻭﻫﻜﺫﺍ ﺒﺩﺃﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺘﺸﻬﺩ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺨﻬﺎ اﺘﺴﻤﺕ ﺒﺎﻻﻨﻔﺭﺍﺝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﺃﺒﺭﺯ ﻤﻅﺎﻫﺭﻩ ﺘﺄﺴﻴﺱ ﺃﺤﺯﺍﺏ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ، ﻓضلًا ﻋﻥ ﺍﻨﺘﻌﺎﺵ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﻭﺍﻟﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﺩﺕ ﻟﻤﺯﺍﻭﻟﺔ ﻨﺸﺎﻁﺎﺘﻬﺎ ﻭﺒﺼﻭﺭﺓ ﻋﻠﻨﻴﺔ ﻭﺃﺨﺫﺕ ﺘﻤﺎﺭﺱ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻭﺒﺙ ﺩﻋﻭﺍﺘﻬﺎ ﻭﺍﻨﺘﻘﺎﺩﺍﺘﻬا ﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻲ ﻭﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﻀﺭﻭﺭﺓ ﻋﻭﺩﺓ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﺤﻀﺎﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ. كل هذا أدى في النهاية إلى ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺍﻨﺘﺨﺎﺒﺎﺕ ﺒﺭﻟﻤﺎﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻴاﺭ 1950، ﺃسﻔﺭﺕ ﻋﻥ ﻓـﻭﺯ ﺍﻟحﺯﺏ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ﺒﺯﻋﺎﻤﺔ ﺠـﻼل ﺒﺎﻴاﺭ ﻭﺘشـﻜﻴﻠﻪ ﺤﻜﻭﻤﺔ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﺒﺯﻋﺎﻤﺔ ﻋﺩﻨﺎﻥ ﻤﻨﺩﺭﻴﺱ.
ﻭﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻓﻭﺯ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﻨﺘﺨﺎﺒﺎﺕ ﻫﻭ إﻋﻁﺎﺅﻫﻡ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻋوﺩ ﺤﻭل ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺭ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﻭﺇﺸﺎﻋﺔ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘـﻴﺽ ﻤﻥ ﺤﺯﺏ ﺍﻟﺸـﻌﺏ ﺍﻟﺠﻤﻬـﻭﺭﻱ ﺒﺯﻋﺎﻤـﺔ ﻋﺼﻤﺕ ﺍﻴﻨﻭﻨو، ﻟﺫﺍ ﻓﺄﻥ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ﻭﺒﻌﺩ ﺘﺴﻠﻤﻪ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺃﻋﺎﺩ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﻭﻋﻤل ﻋﻠﻰ ﺒﻨﺎﺀ ﻤﺩﺍﺭﺱ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻟﺘﺨﺭﻴﺞ ﺍﻷﺌﻤﺔ. ﻜﻤﺎ ﺃﻋﻴﺩﺕ ﺍﻟﺼﻠﻭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻭﺍﻤﻊ ﻭﺭﻓﻊ ﺍﻷﺫﺍﻥ ﻭﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ، وهكذا ﺒﺩﺃﺕ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﺅﺴﺴﻬﺎ ﺒﺎﻹﻋﻼﻥ ﻋﻥ ﻨﺸﺎﻁﻬﺎ ﺒﺸﻜل ﻋﻠﻨﻲ، ﻭﺒﺩﺃ ﺒﺎﻓﺘﺘﺎﺡ ﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﻭﻤﻨﺫ ﻋﺎﻡ 1951 ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺯﺍﻴﺩﺕ ﺇﻋﺩﺍﺩﻫﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻌﺩ.
ﻜﻤﺎ ﻭﺒﺩﺃﺕ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺘﺩﺨل ﻤﻌﺘﺭﻙ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ، ﺇﺫ ﺤﺎﻭل ﺘﻭﻨﺎﻫﺎﻥ ﺍﺴﺘﺜﻤﺎﺭ ﻓﺭﺼﺔ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺎﺤﺔ ﻓﻲ ﺘﻭﺴﻴﻊ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺴﻴﻤﺎ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﻌﺘﻤﺩًا ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺎﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺤﺘﻔﻅ ﺒﻬﺎ ﻤﻊ ﻜﺒﺎﺭ ﺘﺠﺎﺭ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﻜﺄﻨﻁﺎﻟﻴﺎ ﻭﺍضنا ﻭﻤﺭﺴﻴﻥ ﻭﺍﺴﺒﺎﺭﻁﺔ ﻭﺒﻭﺭﺩﻭﺭ ﻭﻤﺎﻨﺴﻴﺎ ﻭﻜﻭﺘﺎﻫﻴا ﻭﺍﻓﻴﻭﻥ ﻗﺭﻩ ﺤﺼﺎر ﻓﻀﻼ ﻋﻥ إﺴطنبول، حيث ﺃﺴﺘﻁﺎﻉ ﻜﺴﺏ ﺍﻟﺘﺄﻴﻴﺩ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻓﻀلًا ﻋﻥ ﺍﻟﺩﻋﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﻟﻠﻁﺭﻴﻘﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺘﻤﺘاﺯ ﺒﺎﻨﻀﺒﺎﻁ ﺃﻋﻀﺎﺌﻬﺎ ﻭﻗﻭﺓ ﻗﺎﻋﺩﺘﻬﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻤﻤﺎ ﺠﻌﻠﻬﺎ ﻤﺭﻜﺯ ﺍﺴﺘﻘﻁﺎﺏ ﻭﺠﺫﺏ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺨﺎﺼة ﺃﻴﺎﻡ ﺍﻻﻨﺘﺨﺎﺒﺎﺕ.
اﺘﺴﻤﺕ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺒﺎﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ﺒﺎﻹﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﺨﻼل ﺍﻷﺸﻬﺭ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻤﺎ ﻟﺒﺜﺕ ﺃﻥ ﺒﺩﺃﺕ ﺒﺎﻟﺘﺭﺍﺠﻊ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﺘﻤﺩﻫﺎ ﺍﻟﺤﺯﺏ، ﻓﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤـﻥ ﻤﺭﻭﻨﺔ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺨﻼل ﺤﻤﻠﺘﻪ ﺍﻻﻨﺘﺨﺎﺒﻴﺔ ﻋﺎﻡ 1950 ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴـﺔ، ﺇﻻ ﺃﻨـﻪ ﺴﺭﻋﺎﻥ ﻤﺎ ﺒﺎﺩﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻀﺩ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺃﺒﺭﺯﻫﺎ ﺇﺼﺩﺍﺭ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﻓﻲ ﺘﻤﻭﺯ 1951 ﻴﻘﻀﻲ ﺒﺤﻤﺎﻴﺔ ﺸﺨﺹ ﻭﺘﻤﺎﺜﻴل ﻭﺇﺼﻼﺤﺎﺕ أﺘﺎﺘﻭﺭﻙ.
ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍلإﺠﺭﺍﺀ ﻭﺴﻭﺍﻩ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﻘﻁﻴﻌﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻨﻴﻭﻥ ﻭﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ، ﻭاﺘﺠﻪ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻨﻴﻭﻥ ﻻﺘﺨﺎﺫ ﻤﻭﺍﻗﻑ ﻤﻌﺎﺭﻀﺔ ﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺤﺯﺏ، ﻭﺘﻜـﺭﺱ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺒﺈﺒﺩﺍﺀ ﺘﻭﻨﺎﻫﺎﻥ ﺩﻋﻤﻪ ﻭﺘﺄﻴﻴﺩﻩ ﻟﻠﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭية، ﻜﻤا اﻨﺘﻘﺩ ﺩﻋﻡ ﻭﺘﺼﻭﻴﺕ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻭﺒﺎﻟﻀﺩ ﻤﻥ ﻁﻤﻭﺤﺎﺕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻟﻼﺴﺘﻘﻼل.
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﺃﺯﻡ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ، ﻭﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻤﻼﺤﻘﺔ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﻤﻥ ﻗﺒـل ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ، ﻓﻔﻲ ﻋﺎﻡ 1957 ﺍﻟﻘﻲ ﺍﻟﻘﺒﺽ ﻋﻠﻰ ﺘﻭﻨﺎﻫﺎﻥ ﻭﺼﻬﺭﻩ ﻭﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺃﺘﺒﺎﻋﻪ ﻭﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻱ ﺒﺴﺠﻥ ﺘﻭﻨﺎﻫﺎﻥ ﻟﻤـﺩﺓ ﻤﺎﺌﺔ ﻋﺎﻡ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻁﻠﺒﻪ ﺠﻭﺒﻪ ﺒﺎﻟﺭﻓﺽ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻌﺩﻡ ﻭﺠﻭﺩ ﺃﺩﻟـﺔ ﻭﻗﺭﺍﺌـﻥ ﻋﻠﻰ ﻨﺸﺎﻁﻬﻡ ﺍﻟﻤﻨـﺎﺅﻯ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ.
وجهت اتهامات للسليمانيين بالوقوف إلى جانب حركة فتح الله غولن، ومنذ ذلك الوقت، أعلنت الجماعة العداوة على الحكومة الحالية برئاسة رجب طيب أردوغان وحزب العدالة الذي يترأسه.
عقب وفاة مؤسس الحركة سليمان حلمي توناهان، تولى خلفه كما قاجار رئاسة الحركة، وفي عهده اتسمت الحركة بالانفتاح على الأحزاب التي تقربت هي الأخرى من الجماعة، وكانت العلاقة الأبرز هي العلاقة التي تشكلت مع أبو الإسلام السياسي نجم الدين أربكان، حيث كانت الحركة من الداعمين لأحزابه التي شكلها عبر عقود من العمل السياسي وأبرزها حزب الرفاه.
ﺒﻌﺩ ﺘﺸﻜﻴل ﺤﺯﺏ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻋﺎﻡ (2001) بدا أن العلاقة بين الطرفين طيبة، خاصة وأن حزب العدالة والتنمية فتح المجال لجميع الحركات والتيارات الإسلامية للعمل بحرية، فمثلا ذهب أصوات السليمانيين في إسطنبول إلى مرشحي الحزب في انتخابات عام 2002 وكان للجماعة دور قوي في تحشيد أصوات الجاليات التركية في الخارج خاصة ﻓﻲ أﻟﻤﺎﻨﻴﺎ ﻭﻫﻭﻟﻨﺩﺍ ﻭﺒﻠﺠﻴﻜﺎ ﻭﺍﻟﻨﻤﺴا ﻭﻓﺭﻨﺴﺎ ﻭﺍﻟﺴﻭﻴﺩ ﻭﺴﻭﻴﺴﺭﺍ.
بقيت العلاقة بين الطرفين ودية، إلى حين محاولة الانقلاب العسكري في العام 2016، بعدما وجهت اتهامات للسليمانيين بالوقوف إلى جانب حركة فتح الله غولن، ومنذ ذلك الوقت، أعلنت الجماعة العداوة على الحكومة الحالية برئاسة رجب طيب أردوغان وحزب العدالة الذي يترأسه، ما دفع الحركة إلى توجيه أصواتها نحو حزب الجيد الذي تقوده ميرال أكشنار، وفي انتخابات البلدية الأخيرة التي أجريت في العام 2019، توجهت أصوات الناخبين من السليمانيين نحو أكرم إمام أوغلو الذي فاز بالفعل برئاسة البلدية ذلك العام.
بالنسبة للانتخابات المقبلة، يبدو من المؤكد أن حزب العدالة والتنمية سيفقد أصوات السليمانيين خاصة أولئك الموجودون في الخارج، لم تعلن الجماعة رسميا لأي مرشح تبدي تأييدها، لكن ربما يكون التحالف الذي يقوده الحزب الجمهوري والطاولة السداسية هو من سيحصل على أصواتهم خاصة بعد وجود بعض الإسلاميين فيه مثل حزب السعادة وحزب المستقبل برئاسة رئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو.
تعتبر جماعة السليمانيين من الجماعات ذات التاريخ الطويل في الحياة السياسية التركية، ورغم أنها كحال باقي الجماعات المماثلة تنادي بأنها ليس جماعة سياسية ولا تملك أي نشاط سياسي، إلا أن لها تأثيرا كبيرا في توجيه الناخبين نحو اختيار حزب معين أو قائمة معينة، وهو ما حصل بالضبط طوال التاريخ السياسي التركي انطلاقا من مرحلة التعددية التي أعقبت الحرب العالمية الثانية.