ترجمة حفصة جودة
الزبير
عُلقت الملابس لتجف على شاحنة النفط التي تنتظر تحميلها، ينقل سائقو الشاحنات منتجات النفط الثانوية من حقل الزبير إلى المصانع في جنوب وشرق البلاد حيث يستخدمونها غالبًا لصنع الأسفلت، يحصل السائقون على 20 ألف دينار (13 جنيهًا إسترلينيًا) عن كل طن ينقلونه، ويمكن للشاحنة الواحدة أن تحمل 30 طنًا.
نهر ابن عمر
تقع منازل نوفل عبد الله خالدي – 35 عامًا – وأقاربه بجوار حقل نفط، نشأ خالدي هناك وقد فقد ابن عمه واثنين من جيرانه بسبب السرطان، يشعر خالدي بالقلق على أبنائه الثماني الذين يعانون عادةً من مشاكل تنفسية، لكنهم لا يملكون مكانًا آخر يذهبون إليه.
الزبير
علم يحمل صورة الحسين حفيد الرسول، بجوار حقيبة ممتلئة بالأدوية معلقة على جدار منزل وحيد واد مخطوف، شُخص مخطوف بسرطان المثانة في 2016 ثم شُخص بسرطان الثدي في 2022، وقد أخبره الطبيب أن السبب في ذلك التلوث حوله، تقع بلدة الزبير بجوار أحد أهم حقول النفط في جنوب العراق.
نهر ابن عمر
يتفقد مجموعة من الصيادين من قرية كرمة علي شباكهم في الصباح الباكر عند نهر شط العرب، وقد اعتادوا الصيد في تلك المنطقة كل يوم، وبيع أسماكهم مقابل 5 آلاف دينار (3 جنيهات إسترلينية) للكيلو، يقول الصيادون إن التلوث وارتفاع ملوحة النهر يقيدان ما يمكنهم صيده، حتى إنهم يجدون أحيانًا أسماكًا نافقةً تطفو فوق سطح المياه.
نهر ابن عمر
تُباع الأسماك بجوار نهر شط العرب، لكن حسبما يقول الصياديون فإن الأسماك لم تأت جميعها من هذا النهر بل يشترونها من مكان آخر، فمنذ 2017 لم تعد هناك أسماك كافية في نهر شط العرب الملوث للغاية.
الخورة
جثة جاموس الماء على الأرض في أهوار البصرة الشمالية التي كانت مصدر معيشة المجتمع المحلي المكون من المزارعين والصيادين، أصبحت المياه شحيحة في العشر سنوات الأخيرة ويقول السكان المحليون إن الأهوار جفت تمامًا هذا العام بعد أن بنت شركة إيطالية محطة مياه لإمداد حقول النفط بالمياه.
نهر ابن عمر
يقود أحد أقارب نوفل خالدي قطيع الماشية إلى المنزل، ويقول خالدي إن الماشية تعاني بشدة نتيجة التلوث ويعتقد أن بعضها نفق بسبب ذلك.
البصرة
يختبر الطبيب سعدي هادي سعة رئتي عامل تكرير النفط في المركز المحلي للصحة والأمان المهني، يقول هادي إن عمال النفط والغاز يعانون عادةً من مشكلات تنفسية لأنهم لا يرتدون أقنعة أو أي معدات حماية أخرى خلال العمل، في عام 2022 أجرى المركز اختبارات لنحو 18077 عاملًا، لكن النتائج لم تُنشر علانية.
الزبير
ينظر عبد الكاظم طاهر العيسوي – 66 عامًا – إلى فحص السرطان النقيلي في عقده الليمفاوية العنقية، شُخص العيسوي بالمرض عام 2019 وتلّقى علاجًا كيميائيًا، والآن يجري فحوصًا منتظمة كل شهرين.
عندما شُخص العيسوي بالمرض أول مرة، أخبره الطبيب أن عليه قبول الأمر كنتيجة حتمية للخدمة كجندي في حرب الخليج والعيش قريبًا من حقول النفط.
البصرة
تنتظر شيعة عباس – 60 عامًا، من الناصرية – بجوار سرير ابن أختها علي سعد هاشم – 11 عامًا – الذي يُعالج من سرطان الدم بمستشفى البصرة للأطفال، يضم جناح أورام الأطفال 45 سريرًا ويقضي الأطفال المرضى شهورًا هنا.
البصرة
يضع الطبيب حسام محمود صلاح – طبيب أورام الأطفال الذي يعمل أيضًا في مستشفى البصرة للأطفال – دمى الدب في عيادته الخاصة، يقول صلاح إنه لاحظ ارتفاعًا مستمرًا في حالات السرطان بين الأطفال خلال الـ20 عامًا الماضية، كما تضاعف عدد الحالات التي تخضع للعلاج في المستشفى بين عامي 2019 و2020 (من 200 حالة إلى 400)، يتحدث الطبيب بحذر عن الأسباب المحتملة لذلك، لكنه يعتقد أنه لا بد من إجراء دراسة وبائية شاملة عن الأمر.
الزبير
فقدت غزمية خالد – 48 عامًا – زوجها بسبب سرطان الكبد في يوليو/تموز 2022، وذلك بعد 6 أشهر فقط من تشخيصه بالمرض، كان زوجها يعمل بائعًا للخضراوات، لكن الطبيب قال إن سبب إصابته بالسرطان التلوث القادم من أبخرة الغاز، حيث تعيش الأسرة قرب أحد أكبر حقول النفط جنوب العراق.
الزبير
يحمل محمد يوسف – 24 عامًا – صورةً له مع صديقه ناصر، شُخص يوسف بسرطان الدم عندما كان عمره 8 سنوات، وقد خضع لعدة جولات من العلاج الكيميائي بين عامي 2008 و2012 وقضى 3 سنوات في مستشفى البصرة للأطفال حيث لم يكن يرى أسرته إلا من خلف الزجاج لحمايته من العدوى، يقضي يوسف الآن فترة النقاهة، لكن صديقه ناصر الذي التقاه بالمستشفى، توفى.
الخورة
اعتاد مهدي مطير – 57 عامًا وأب لـ5 أطفال – أن يصطاد السمك في أهوار البصرة الشمالية، ويستطيع مطير من قريته أن يرى الدخان المتصاعد من حقل نفط الزبير، يقول مطير إنه بعد عام 2021 جفت الأهوار نتيجة بناء شركة نفط لمحطة مياه جديدة.
في العراق، تضخ شركات النفط المياه في الآبار لاستخراج النفط، هذه المياه تُستخرج جزئيًا من القنوات والأنهار.
الزبير
شُخص عباس الشريف – 19 عامًا – بسرطان الدم عام 2012، وخضع للعلاج الكيميائي لمدة 5 سنوات والآن يحتاج لإجراء فحوصات منتظمة، ترك الشريف المدرسة عندما مرض والآن يأمل في استئناف دراسته.
صُدم علاء الشريف والد عباس عندما أخبره الطبيب أن التلوث هو السبب غالبًا في مرض ابنه، تعيش الأسرة في قرية الشعيبة قرب حقول نفط ومعمل تكرير، والآن لا يسمح له علاء بالخروج من المنزل عندما يكون الدخان كثيفًا، كما يبذل قصارى جهده للذهاب به في رحلات إلى كربلاء أو خارج البصرة ليستنشق هواءً نقيًا.
الزبير
ينظر فلاح حسن – 30 عامًا – إلى صورة والده الذي توفي بسرطان الكبد، يقول حسن إنهم لم يعتقدوا مطلقًا أن أبخرة الغاز والعيش بجوار حقول النفط أمر خطير لهذا الحد، تعاني زوجته أيضًا من الربو وبعد وفاة والده أصبح شديد القلق على أطفاله الثماني، لكن يشعر بالغضب أيضًا لأنه يعيش بجوار آبار النفط بينما لا يجد وقودًا لتدفئة منزله.
الزبير
يلعب الأطفال قرب الشعيبة، حيث يحيط بالمنطقة آبار نفط بينما تنبعث أبخرة الغاز من الآبار باستمرار.
أبو المثمر
يلعب الأطفال مع جاموس الماء في شمال البصرة، في السنوات الأخيرة جفت الأهوار تمامًا، ما حرم المجتمع من الأسماك ومراعي ماشيتهم.
الخورة
مهدي مطير من منزله، اعتاد مطير وزوجته صيد الأسماك لتوفير المعيشة لأسرتهم المكونة من 6 أفراد، قبل عام، جفت الأهوار نتيجة بناء شركة نفط لمحطة مياه جديدة، ففقدوا دخلهم، والآن يعمل مطير حسب مقدرته في البناء وفي حقول النفط أو أي أعمال أخرى في شركات النفط.
الزبير
يدخن مثنى شاكر – 35 عامًا – ومحمد صلاح حبيب – 26 عامًا – (من الأنبار)، في أثناء انتظارهما تحميل الشاحنات بالنفط من حقول الزبير، في كل مرة من القيام بهذا العمل يغيبان عدة أشهر عن بيوتهما.
الزبير
يقف مرتضى عبد الله وشقيقه في متجرهما الصغير حيث يبيعان الوجبات الخفيفة وكذلك زجاجات البنزين البلاستيكية، تبدو الزجاجات مشهدًا مألوفًا في الزبير حيث يُهرب ويكرر النفط الخام بشكل غير قانوني.
الزبير
يجلس نوري صادق حسن – 33 عامًا – في منزله بالشعيبة مع والدته وابن أخيه، حيث يخضع لغسيل الكلى بانتظار عملية زرع الكلى، وذلك بعد تشخيصه بمرض الكلى المزمن.
عمل حسن لمدة 3 سنوات عاملًا باليومية في مصنع “Hammar” بحقل الزبير، وعندما أخبره الطبيب أن سبب مرضه غالبًا التلوث الذي يتعرض إليه في عمله والمكان الذي يعيش فيه، لام نفسه، وما زال شقيقه وابن عمه يعملان هناك.
البصرة
يقع نهر شط العرب في البصرة عند نقطة التقاء نهري دجلة والفرات، وهو أحد أهم أنهار العراق ومصدر رئيسي للمياه في البصرة، وتُستخرج مياهه لأسباب مختلفة من بينها توفير مياه الشرب.
لكن نسبة التلوث والملوحة ارتفعت بشدة بينما انخفض منسوب المياه، وفي صيف 2018 ذهب أكثر من 118 ألف شخص إلى المستشفيات بأعراض قال الأطباء إنها مرتبطة بجودة المياه.
الزبير
يقود عدنان بطران سيارته كل يوم لمدة 30 دقيقة إلى الشعيبة حيث يدرب حمامه الزاجل، وهي هواية مربحة إذا تمكن من بيع بعض هذا الحمام، لكن من حوله تتصاعد أبخرة الغاز من حقول الزبير صباحًا ومساءً.
المصدر: الغارديان