ودعا شلح خلال كلمة فه بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزة تشرين ثاني/نوفمبر الماضي منظمة التحرير إلى التحرر من قيود التسوية.
وطالب قيادة المنظمة باعتماد حق وخيار المقاومة كبرنامج لقوى الشعب، وإعادة الاعتبار للبعد العربي والاسلامي للقضية.
وطرح الأمين العام للجهاد خلال كلمته المطولة رؤية لإعادة بناء المشروع الفلسطيني من جديد على أسس واستراتيجية باعتباره مشروعا شاملاً يمثل الشعب الفلسطيني بأكمله، بعد فشل الرهان على مشروع التسوية والمفاوضات.
وأشار إلى أن محاولة إعادة صياغة المشروع الوطني بحاجة إلى جهد وفكر وعطاء الجميع، موضحاً أن التناقض مع برنامج المقاومة وخيارها يتناقض مع إرادة الشعب الفلسطيني.
وفي ملف المقاومة، أكد شلح أن المقاومة مستمرة وأكبر دليل على ذلك هو فوز حماس في الانتخابات البرلمانية عام 2006 م الذي لم يعترف بها العالم الذي صمم التسوية لتصفية قضية فلسطين.
وتابع “حركة حماس لم تفرط بخيار المقاومة وأنها مع كل القوى رأس حربة هذا المشروع”.
واستطرد “أقول وبكل صراحة إن من ينتقد حماس اليوم ينتقدها لأنها انخرطت في السلطة، حتى خصومها وخاصة حركة فتح وأهل السلطة يقولون لتبقى حماس مقاومة ولها كل الاحترام”.
وشدد شلح على أن المقاومة على درجة عالية من الجهوزية ومستوى كبيرة من المسئولية، منوهاً إلى أن نتائج الحرب الماضية جعلت مهمة المجاهدين أصعب.
وأردف قائلاً “المقاومة في أي حرب جديدة لا تملك إلا أن تنتصر ولا تتراجع عن الحرب السابقة ولن تتراجع وستحقق المزيد من الانتصارات”.
وعدَّ الأمين العام للجهاد قرار حركته وحماس ضرب مدينة تل أبيب خلال الحرب الماضية كان تاريخياً بكل معنى الكلمة وفاجأ إسرائيل.
واستطرد “إن حرب الأيام الثمانية حققت معادلة ردع فلسطينية فاجأت العدو والعالم بصمود المقاومة التي قاتلت ببسالة وشرف وخلفها كل جماهير الشعب الفلسطيني وقواه حتى وضعت الحرب أوزارها بالتهدئة”.
ومضى يقول “ليس المهم عدد الصواريخ وقدرتها التدميرية، بل المهم الدلالة المعنوية .. مجرد السؤال اليوم عن مصير تل ابيب ولو بعد حين ربما يجعلنا في نظر البعض مجانين”.
وفي ملف القدس، انتقد شلح تقصير السلطة الفلسطينية في هذا الملف، متساءلاً “ماذا فعلت السلطة والمفاوضات للقدس في ظل ما تشهده من مذبحة وحرب تطهير عرقي بكل معنى الكلمة؟”.
وفي ملف الرئيس الراحل ياسر عرفات، أكد أن اغتياله بقنبلة نووية صغيرة يبعث برسالة لكل المراهنين على أي سلام مع “إسرائيل” أن عرفات الذي قاسمهم جائزة نوبل حاصروه ثم قتلوه، ” أي مستقبل ينتظر أجيال الشعب الفلسطيني بالرهان على أي علاقة مع هذا الكيان”.
وأشادت قوى وفصائل وطنية وإسلامية في غزة بخطاب الأمين العام للجهاد، مؤكدين أنه لا ينبغي لأيّ اختلافات بين الفلسطينيين أن تطغى على صراعهم مع الاحتلال، وضرورة إعادة بناء المشروع الوطني من جديد.
ورأى ممثلون استمعوا لكلمة شلح عبر الفيديو كونفرنس من قاعة رشاد الشوا بغزة أن الكلمة كانت شاملة لكل القضايا التي تهم الشعب الفلسطيني وفي مقدّمتها التمسك بالمقاومة والوحدة الوطنية.