فيضان نهر شبيلي جنوباً:
ففي جنوب البلاد لقي اكثر من ٥٠ شخصاً مصرعهم وشردت اكثر من ٤ آلاف أسرة بعد فيضان نهر شبيلي. وقال الناطق بإسم إدارة شبيلي الوسطى داوود حاجي آرو: “إننا محاصرون في مكان قاحل، ليس أمامنا مكان نفر اليه لأن المنطقة كلها منكوبة بسبب الفيضان، الطرقات مقفلة وحتى ولو حاولنا مساعدة الناس، لن يكون ذلك ممكنا عن طريق البر، لعدم وجود طرق يمكن للسيارات سلكها. إنها كارثة كبيرة”.
ولا يزال أكثر من ١٠ آلاف عائلة عالقة في المناطق المنكوبة بعد ان دمرت المياة اكثر من ٥١٠٠ منزلا، بحسب ما رواة آرو. انهم مازالوا في خطر بعد تدمير الفيضانات لمنازلهم ومزارعهم وجرفت مواشيهم ومخزونات الغداء، في غضون ساعات لم يعد لديهم أي ممتلكاتٍ تذكر. وأضاف مناشداً للجمعيات والدول والهيئات القادرة على إغاثتهم بان يفعلوا ذلك باقصى سرعة إذ ان الوضع خطير ولا يحتمل التاخير.
ولقد زار الرئيس الصومالي المنطقة بصحبة بعض هيئات الإغاثة العالمية العاملة في الصومال والمتواجدة بالقرب من اكبر المناطق المتضررة كالهلال الاحمر التركي والقطري والإماراتي إلا انهم يعانون من مشاكل لا تحصى اهمها صعوبة الوصول الى المتضررين حيث دمرت الفيضانات الطرق والجسور المأدية اليها. وقال الناطق باسم الرئاسة الصومالية عبد الرحمن عمر عثمان ياريسو لصباحي، “الحكومة الصومالية تتحمل مسؤولياتها في مساعدة الصوماليين المنكوبين وقد قدمت إمدادات طبية لمنطقة شابيلي الوسطى. لكن تلك المساعدات قليلة وغير كافية لتلبية حاجات السكان الذين تضرروا بفعل فيضان نهر شابيلي، وأنا أكرر مناشدة الرئيس لهيئات الإغاثة والدول الصديقة والصوماليين المقتدرين أن يساعدوا الصوماليين المنكوبين”. وحتى الآن لم تستجب أي من منظمات الإغاثة الدولية لمناشدات الحكومة حيال هذا الموضوع، إلا أن ياريسو أكد أن الدول الصديقة للصومال لا بد وأن تتعهد بمساعدتها.
يذكر أن هذه ليست أول مرة يفيض فيها نهر شبيلي هذا العام بل هي المرة الثانية، فلقد إرتفع منسوب المياه فيه بشكل تدريجي طيلة الاعوام السبعة الماضية ولم يتم إتخاذ أي إحتياطات إحترازية لمنع تكرار ما يحدث كل عام في شهو فيضان النهر والتي هي بين سبتمبر ونوفمبر.
إعصار وأمطار غزيرة وفيضانات شمالاً:
شمالاً وفي منطقة بونتلاند ضربت عاصفة عنيفة سواحل المنطقة مما تسبب في قتل ٣٠٠ شخص على الاقل وفقدان المئات جراء الامطار الغزيرة والرياح العاتية والفيضانات التي جرفت معها المنازل والمواشي. وتعتبر مدينة آيل التاريخية في محافظة نغال اكثر المدن تضرراً مدمرة ميناء المدينة والمرافق الرئيسية فيها، وأدت مياه الفيضانات الى تدمير الطريق الرئيسي الذي يصل عاصمة الولاية “غارووي” مع المناطق المحادية لها وخاصة ميناء بوساسو الاستراتيجي.
من جهته أعلن المسؤولون عن مدى الأضرار المادية لهذه العاصفة، حيث أن أكثر من ١٠٠ ألف رأس ماشية قتلوا جراء جرف المياه لها او لتعرضهم للعاصفة العاتية التي ضربت المنطقة، الأمر الذي يعتبر كارثياً وخاصة أن ٦٥٪ من الصوماليين يعتمدون كلياً على الثروة الحيوانية للحصول على قوتهم. وقال شهود عيان أن العاصفة رافقتها أمطار غزيرة لم يشهدوا مثيلاً لها من قبل أدت الى مقتل أعداد كثيرة من السكان والماشية ولا يمكن الوصول الى من بقي على قيد الحياة منهم لأن الطرق مدمرة تماماً ويغطيها الوحل فلا أمل في الوصول اليهم براً حتى لى تمكنوا من جمع المعونات لهم.
تعليق: هذا الرجل فقد ٤٠٠ رأس ماشية بسبب العواصف والامطار من أصل ٤٣١ رأساً كان يملكه
وتشير الاحصائيات الأولية للأمم المتحدة أن ما بين ٣٠ ألف الى ٥٠ ألف شخص بحاجة الى مساعدات فورية واسعة النطاق، من مياة نظيفة وغداء وأدوية لتجنب كارثة أكبر جراء شرب المياه الملوثة. ويعتبر هذا الإعصار والذي بلغت سرعته الى ٥٠ ميل في الساعة الاكثر دموية في تاريخ الصومال، ومع هذا فإن ما يصل الى الصومال من مساعدات يكاد معدوماً بالمقارنة مع حجم الكارثة.
مقارنة مع التغطية الإعلامية وحجم المساعدات الفورية لإعصار هيان الذي ضرب الفليبين، فإن الصومال تلقى إهتماماً قليلاً من الاعلام العربي والدولي لأسباب غير معروفة. تلقت الفليبين في غضون أيام ملايين الدولارات من دول العالم، حيث تبرعت الولايات المتحدة ب ٢٠ مليون دولار، والمملكة المتحدة ب ١٠ مليون دولار، واليابان ب ١٠ مليون دولار، والامم المتحدة ب ٢٥ مليون دولار من المساعدات. أما الصومال فلم يتتدفق عليه المساعدات المتناسبة مع حجم الاضرار التي لحقت به بعد.