كشف المدّون التونسي ياسين العياري الأحد الماضي وثائق قال إنها تثبت حصول ابنة الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية (ائتلاف أحزاب يسارية) حّمة الهمامى٬ أسيمة الهمامي على سيارة فاخرة من نوع كيا من دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأشار العياري إلى أن تسليم هذه السيارة تم في سنة 2014 قبل فترة من الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي أقيمت السنة الماضية في تونس، في دلالة على كون هذه السيارة هدية لحمة الهمامي واليسار التونسي من دولة “رعاية الثورات المضادة” تحضيرًا للحملة الانتخابية.
ورغم تأكيد المدون ياسين العياري صحة هذه الوثائق واستعداده المثول أمام القضاء التونسي للإثبات صدق ما قال، فقد نفى الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية حمّة الهمامي في البداية ما تم تداوله في عدد من وسائل الإعلام حول حصول ابنته على سيارة فاخرة كهدية من الإمارات خلال فترة الانتخابات الماضية، وأكد حمّة الهمامى في بيان نشر عبر صفحته الرسمية بشبكة التواصل الاجتماعي أن هذا الخبر عار عن الصحة، وأعلن قراره مقاضاة المدوّن ياسين العياري من أجل نشر أخبار زائفة والاعتداء على عائلته وفق البيان ،غير أنه سرعان ما تراجع وأكد حصوله على السيارة وأن ابنته اشترتها بصفتها غير مقيمة في تونس وذلك للانتفاع بالامتياز الديواني والجبائي نظام “آر آس” وأن السيارة من نوع “كيا” وقامت بشرائها عبر الإنترنت بالطرق العادية والقانونية من قِبل تاجر سيارات لبناني، وقد قامت بخلاص ثمن السيارة من فرنسا وأنه لا علاقة لدولة الإمارات لا من قريب ولا من بعيد بذلك الموضوع (لم يقدم أي وثائق تثبت ذلك).
وثائق العياري أثارت جدلاً كبيرًا على موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك وتويتر وفي وسائل الإعلام المحلية، خاصة وأنها ليست الأولى فقد سبق أن كشف الإعلامي التونسي صالح عطية في شهر مايو 2014 في برنامج حواري على قناة الزيتونة الخاصة أن الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامى تلقي سيارة كهدية من دولة الإمارات.
أثارت هذه الهدية باهظة الثمن، ردود أفعال واسعة فى تونس، حيث رأى الناشطون الحقوقيون أن هذه “الهدية” هي في الحقيقة “رشوة” من الإمارات العربية المتحدة راعية الثورات المضادة يعاقب عليها قانون الأحزاب، وتصل العقوبة إلى حلّ الحزب الذي يتلقى مثل هذه الهدايا، وأفاد الناشطون أن الفصل 19 من المرسوم عدد 87 لسنة 2011 مؤرخ في 24 سبتمبر 2011 المتعلق بتنظيم الأحزاب السياسية، ما يلي: يحجر على الأحزاب السياسية قبول: تمويل مباشر أو غير مباشر نقدي أو عيني صادر عن أي جهة أجنبية، تمويل مباشر أو غير مباشر مجهول المصدر.
وسبق لدولة الإمارات أن أهدت رئيس حركة نداء تونس ورئيس تونس الحالي الباجي قائد السبسي في شهر أغسطس 2014 سيارتين مصفحتين قال الحزب فيما بعد إنهما جاءا “ببادرة من صداقات عريقة” لرئيس الحركة الباجي قائد السبسي بدولة الإمارات العربيّة الشقيقة وذلك لحمايته وحماية الفريق الساهر على مرافقته في إطار المنظومة الأمنية الموضوعة على ذمته من طرف وزارة الداخلية”.
وكتب صالح بن علي في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك ساخرًا من كلام حمة الهمامي وقوله إن السيارة اشترتها ابنته: “استيراد سيارة من الإمارات تتكلف على كل مقيم في فرنسا، إن كان حامل للجنسية الفرنسية أو لا، 20% قيمة مضافة و10% معتليم ديوانة (جمارك) لأن الإمارات لا تنتمي إلى الدول التي لها شراكة مميزة مع الاتحاد الأوروبي ولا تنتمي للاتحاد الأوروبي، بالتالي ابنة حمة التي اشترت سيارة من الإمارات فلقد دفعت كل هذه المعاليم ودفعت أيضًا تكاليف نقلها في الباخرة وبالتالي سترجع التكلفة النهائية للسيارة أعلى بكثير لو اشترتها من فرنسا، كل مقيم بفرنسا يعلم أنه لشراء سيارة أقل تكلفة، أمامه حلين فقط، التوجه لبلجيكيا أو ألمانيا.
وكتب علي “طالبة تدرس في فرنسا (أي ابنة الهمامي) تشتري سيارة من الإمارات، أي غباء هذا؟ عندما يكذب حمة على الأقل يقول شيئًا معقولاً ويصدق، شكرًا ياسين العياري على كشفك عمالة اليسار”.
فيما كتب حبيب شلبي “الكذب دائمًا ما يُكشف، وحياة حمة الهمامي كلها كذب، بدأت أوراقك بالانكشاف يا زعيم اليسار”، وقال سعيد جبالي “من الآن فصاعدًا نرجو أن يطلق على حمة الهمامي اسم حمة كيا، والكيا هي نوع سيارة باهضة الثمن لا يمكن لطالبة تدرس في الخارج أن تقتني سيارة فارهة يصل سعرها وتكاليف شحنها وإخراجها من الديوانة إلى أكثر من 100 ألف دينار”.
واتهم محمد دولة الإمارات العربية المتحدة برعاية الانقلابات والثورات المضادة في المنطقة العربية وكتب “ليس غريب على دولة الإمارات رعايتهم للفوضى والعنف والثورة المضادة”.
وسبق للصحفي التونسي سفيان بن فرحات أن نقل في قناة نسمة الخاصة حوار دار بينه وبين الرئيس الحالي، الباجي قائد السبسي، مفاده أن الإمارات اشترطت إعادة إنتاج المشهد المصري لتمكن السبسي من إعانات اقتصادية سبق وبشر بها في حملته الانتخابية، وواصل بن فرحات نقله أن السبسي اعتبر هذه الأجندة “مكلفة جدًا” وبأنه غير قادر على تطبيقها.
ووصف الرئيس التونسي السابق محمد المنصف المرزوقي ما اعتبره تدخل حكام الإمارات في حياة الشعوب بالفعل “الوقح”، و كثيرًا ما يهاجم سياسيون تونسيون حكام الإمارات باعتبارهم يتدخلون في شؤون بلادهم حسب قولهم.