أعلنت شركة “Policy” على تويتر بأنها منذ منتصف العام الماضي وهي تكثّف مجهودتها على تويتر لتحديد حسابات الأشخاص الذين يعملون تحت راية تنظيم الدولة الإسلامية داعش، فهو التنظيم الإرهابي الوحيد الذي أدرك أهمية شبكات التواصل الاجتماعي وكيفية استخدامها، واستطاع تكوين جيوش إلكترونية تفهم جيدًا كيفية التواصل مع الجيل الحالي، كما تفهم كيفية توصيل رسائل التنظيم إلى العالم والترويج لأفكاره ومبادئه، حيث أعلن تويتر يوم الجمعة الماضي عن غلقه لما يقرب من 125.000 حسابًا قد أعلنهم تويتر حسابات ترتبط بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.
يستخدم تويتر الآن سياسة محاربة البرمجيات الخبيثة “Spam-fighting” في البحث عن الحسابات الخاصة بالمتطرفين الجهاديين وكل من لهم علاقة بداعش، ويستطيع توتير الآن بعد حرب سجال دامت بينه وبين داعش أوتوماتيكيًا كشف أي حساب له علاقة بتنظيمات إرهابية، كما كان يستخدم تلك الميكانيكة مع الصور الإباحية المستغلة للأطفال والتي سببت ضغطًا على الموقع لفترة معينة، مؤخرًا أعلن توتير عن استطاعته تعقب أكثر من 125.000 حساب تابع لداعش استمر في البحث عنهم لمدة ثمانية شهور متواصلة وبالأخص بعد تفجيرات باريس الأخيرة.
يستخدم تويتر مع شركات التكنولوجيا مصادر متعددة لتكوين فرق البحث عن المتطرفين على تويتر والإيقاع بحساباتهم، حيث أعلن تويتر بأن التغريدة التي تحتوي على كلمات متطرفة أو متشددة يعد الآن نوعًا من أنواع العنف الإلكتروني وسيتم التعامل معه كما يتم التعامل مع الاستغلال الإلكتروني بمختلف أنواعه.
بعد تفجيرات باريس لم يكثف تويتر وحده المجهودات لتتبع وإغلاق حسابات المتطرفين من تنظيم داعش على توتير، بل شاركه في ذلك “أنونيموس” المجموعة الأشهر عالميًا في مجال الاختراق الإلكتروني، حيث قاموا بشن حملات موسعة على صفحات التواصل الاجتماعي وقاموا باختراق العديد من حسابات مقاتلي تنظيم داعش على توتير وفيس بوك.
في يناير الماضي طالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما من شركات الإنترنت بذل المزيد من الجهد في تتبع حسابات داعش الإلكترونية والحد منها ومنعها من الظهور أمام العامة، وذلك بعد الحادث الإرهابي الذي أسفر عن قتل 14 ضحية في سان بيرناندو، كاليفورنيا في ديسمبر الماضي، حيث وُجد على حساب فيسبوك الذي يخص أحد القتلة صور ومنشورات تخص تنظيم الدولة الإسلامية قبل ان تقوم شركة فيسبوك بمسح الحساب كليًا.
صرحت شركات التكنولوجيا بأن عملية اكتشاف حسابات من لهم علاقة بداعش على مواقع التواصل الاجتماعي أصعب بكثير من تتبع الصور المسيئة أو الصور الإباحية غير اللائقة، ولكنهم منذ نهاية العام الماضي وحتى الآن يستخدمون تكنولوجيا محاربة البرمجيات الخبيثة، التي تؤهلهم لكشف الحسابات التي تقوم بنشر تغريدات تحتوي على محتوى متطرف، أو الحسابات التي تقوم بمتابعة المتطرفين بشكل متواصل، ليستطيعوا بعدها إغلاق كل الحسابات المشتبه فيها.
كما أعلنت شركة تويتر في تصريحها يوم الجمعة الماضي بأنها ستستمر بالتعاون مع الأجهزة الأمنية وكذلك المؤسسات التكنولوجية الضخمة في تكوين فرق سُميت بفرق ضد الإرهاب من المتخصصين في كل من أمريكا وآيرلندا تعمل في تتبع المزيد من حسابات داعش على توتير في محاولة لحجبها كليًا ومنع داعش من استخدام تويتر كساحة إلكترونية للحرب.
تتم عملية البحث عن طريق مزيج من الحُكم الإنساني والنظرة التكنولوجية، فيتطلب الأمر مراقبة الفريق من المتخصصين تغريدات مستخدمي تويتر وتصنيفها ومعرفة الفرق فيما إذا كانت ذات محتوى حماسي أو محتوى ديني متطرف، مما يجعل الشركة تحت ضغط يهدد سياستها، والتي تعتمد على حرية التعبير، حيث صرّح رئيس الشركة يوم الجمعة الماضي بأنه تلقى العديد من التهديدات بالقتل من أعضاء تنظيم الدولة لإسلامية، ولكنه وضح بأن الشركة تستجيب للضغوطات الدولية والطلب المتزايد بغلق أي حساب يقوم بالترويج لأفكار داعش أو له علاقة بها أو مُتابع لها.
أعلن معهد بروكينغز (المعهد الأمريكي للبحث وتوفير الأفكار والمعلومات لشركات التكنولوجيا) عن الصفات الرئيسية في مستخدمي حسابات داعش أو متابعيهم:
1- يستخدم واحد من ضمن كل خمسة متابعين لداعش اللغة الإنجليزية كلغة أولية في استخدام تويتر.
2- لدى كل متابع لداعش أكثر من 1000 متابع على تويتر، وهو الرقم الذي يرتفع عن متوسط عدد المتابعين لمستخدم عادي في تويتر.
3- يعود نجاح داعش على مواقع التواصل الاجتماعي إلى رقم يتراوح ما بين 2000-500 مستخدم نشط وفعال على تلك المواقع بشكل مستمر لا يتوقف.
لا يعمل تويتر وحيدًا في هذا الأمر، فقد صرح رئيس فيسبوك في مؤتمر دافوس الاقتصادي العام الماضي بأنه من الممكن قمع داعش إلكترونيًا بغلق حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، كما صرح بأنه بعد اجتماع مغلق لفيسبوك مع الأمن الوطني الأمريكي بحثوا فيه أمر تطبيق التكنولوجيا الحسابية – الخوارزميات – (algorithm) في اكتشاف المحتوى الذي يتضمن أفكار متطرفة أو إرهابية أتوماتيكيًا ومسحه تلقائيًا فور اكتشافه، تبنى فيسبوك السياسة نفسها التي يتبعها تويتر في الحد من مشاركة داعش على مواقع التواصل الاجتماعي، فهل ستنتصر تلك الشركات على حرب داعش الإلكترونية قريبًا؟