أكد رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز أن استقرار ليبيا في مصلحة بلدان المغرب وأوروبا، مؤكدًا استعداد الاتحاد الأوروبي لحشد كافة الوسائل المادية والتقنية لإرساء السلم والاستقرار في ليبيا.
وقال شولتز أمام البرلمان التونسي أمس الإثنين إن “الاستقرار في ليبيا في مصلحة كل المغرب وكل أووربا”، مضيفًا أن الاتحاد الأوروبي لديه الهدف نفسه وهو قيام حكومة وحدة وطنية تتولى مهامها بدعم كامل من الشعب الليبي، وأضاف “على الأوروبيين أن يدركوا كل التبعات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية لعدم الاستقرار في ليبيا على السلم المدني والنمو الاقتصادي لديكم ولدى جيرانكم”.
كذلك أعرب شولز “عن الاستعداد لإطلاق إجراءات دعم لا مثيل لها وتعبئة وسائل مادية وتقنية تمكن الليبيين من أن يكون لهم أفق أوسع لإقرار السلم وهو ما يصب في مصلحة بلدان المغرب العربي كلها وأوروبا أيضًا”، وقال “نتقاسم معكم خيار تكوين حكومة وطنية يؤيدها مختلف أفراد الشعب الليبي”.
من جهة أخرى طلب المجلس الرئاسي الليبي أمس الإثنين من البرلمان المنحل في طبرق تمديد المهلة الممنوحة له لتقديم تشكيلة جديدة لحكومة الوفاق الوطني لأسبوع إضافي، وفق مصادر في المجلس، ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المصدر الذي رفض كشف هويته أن طلب تمديد المهلة – التي من المقرر أن تنتهي غدًا الأربعاء – يأتي بسبب حاجة المجلس المجتمِع في الصخيرات بالمغرب إلى وقت لتفحص السير الذاتية للمرشحين ومزيد من التشاور.
ووفق الصفحة الرسمية للمكتب الإعلامي للسراج على موقع فيسبوك، فقد التقى أعضاء المجلس الرئاسي يوم الأحد عددًا من مُوقعي الاتفاق السياسي في جلسة تشاورية خصصت لبحث “تشكيل حكومة الوفاق الوطني”.
وكان رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج قد قدم نهاية يناير تشكيلة حكومية تضم 32 حقيبة وزارية إلى البرلمان المنحل، لكن هذه الحكومة فشلت في الحصول على ثقة المجلس الذي أمهل السراج عشرة أيام لتقديم تشكيلة حكومية أصغر تنتهي غدًا الأربعاء.
وقع على اتفاق الصخيرات وفود عن المؤتمر الوطني العام في طرابلس ومجلس النواب المنحل المنعقد في طبرق شرقي البلاد والنواب المقاطعين لجلسات الأخير، إضافة إلى وفد عن المستقلين وبحضور سفراء ومبعوثي دول عربية وأجنبية، يوم 17 ديسمبر الماضي.
وفي الجانب الميداني أفادت مصادر إعلامية في مدينة درنة شرقي ليبيا، بأن طائرة حربية تابعة لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر سقطت قرب مدينة درنة بعد غارة لها على مدنيين في المنطقة، بينما تضاربت الأنباء بشأن سبب تحطمها.
وكانت مصادر عسكرية موالية لحفتر قالت إن سقوط الطائرة جاء نتيجة خلل فني، بينما تبنت مجموعة مسلحة إسقاطها بعد استهدافها بمضاد للطائرات.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ناصر الحاسي – وهو أحد المتحدثين باسم القوات المولية للحكومة المنبثقة عن البرلمان الليبي المنحل – تأكيده نجاة قائد الطائرة وهي من طراز ميغ 23، إثر تحطمها مساء أمس الإثنين، وأضاف الحاسي أن الطائرة قبل سقوطها في وادي خالد (شرقي درنة على بعد نحو 1340 كيلومترًا شرقي طرابلس)، نفذت ثلاث طلعات جوية استهدفت مقرات تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في منطقتين تقعان على بعد نحو 15 كيلومترًا شرقي المدينة، ورفض الحاسي الكشف عن سبب تحطم الطائرة، لكن وكالة الأنباء الرسمية “وال” القريبة من الحكومة المنبثقة عن البرلمان المنحل نقلت عن متحدث عسكري قوله إن سقوط الطائرة “كان بسبب خلل فني”.
وشنت مُقاتِلات حربية مجهولة من طرازى F15 وF16 غارات جوية على مدينة درنة الليبية، السبت الماضي، استهدفت موقع “الكورفات السبعة” ومنطقة “الفتائح” وموقعًا آخر بجانب قوس الفايدى بمنطقة باب طبرق وتجمعًا للذخيرة، ما تسبب في انفجار وأضرار مادية لحقت بمنازل المواطنين بجوار منطقة التقنية الطبية وبقسم الكلى بالمستشفى وكلية الطب ومسجد عمر بن الخطاب وشقق الأطباء.
ونفت الحكومة الليبية في طبرق في بيان لها مسؤوليتها عن هذا القصف، واعتبر البيان عمليات القصف التي طالت مدينة درنة أنها تشكل تداعيات سلبية على مسيرة الحوار الوطني الجاري في ليبيا، محذرًا كافة الدول من انتهاك سيادة ليبيا واختراق أجوائها.
وطالبت حكومة طبرق من خلال بيانها الدول التي ترغب في “مساعدة الحكومة الشرعية على محاربة داعش” بضرورة التنسيق معها وأن يتم ذلك تحت إشرافها.
أمام هذه التطورات الميدانية والسياسية الأخيرة في ليبيا عززت تونس تواجدها العسكري على طول حدودها مع جارتها الشرقية عبر الدفع بتشكيلات عسكرية، وبطاريات مدفعية، بالإضافة إلى إحكام تحصيناتها الدفاعية باستكمال السواتر ترابية وحفر الخنادق، فيما شهد معبر رأس جدير تدفق آلاف الليبيين خوفًا من التهديدات الناتجة عن التدخل الأجنبي في القطر الليبي من جهة والتهديدات أو الضربات التي من المتوقع أن تنفذها الجماعات الإرهابية من جهة أخرى.
بدوره حذر مدير وكالة المخابرات العسكرية الأمريكية فنسنت ستيوارت أمس الإثنين من أن تنظيم الدولة الإسلامية “سيزيد وتيرة هجماته العابرة للحدود وقدرتها الفتاكة سعيًا لتأجيج صراع دولي”، وربط ستيوارت في خطاب أمام مؤتمر أمني تحذيره بتأسيس التنظيم “فروعًا ناشئة” في مالي وتونس والصومال وبنجلادش وإندونيسيا.
وقال “ولن يفاجئني لو وسعوا نطاق عملياتهم من شبه جزيرة سيناء المصرية إلى مناطق أعمق داخل مصر”، وأضاف ستيوارت “في العام الماضي ظلت داعش متحصنة في ساحات المعارك في العراق وسوريا وتمددت على المستوى العالمي إلى ليبيا وسيناء وأفغانستان ونيجيريا والجزائر والسعودية واليمن والقوقاز”.
كما صرحت وزيرة الدفاع الإيطالي روبيرتا بينوتي في وقت سابق بأن إيطاليا إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا يدرسون خيار التدخل العسكري في ليبيا للعمل على استقرار الأوضاع بها .