في بداية الأمر، عارض الغرب هذا الانقلاب و قاطع حكومة مشرّف مما أدي إلي آثار اقتصادية مدمرة علي بنية الاقتصاد الباكستاني المنهك أساساً، فقد استلمه مشرّف و الدين العام في باكستان يقارب 32 مليار دولار، لكن التغير في موقف الغرب تجاه الأخير حدث بعد أن ساعد في الإطاحة بنظام طالبان في أفغانستان و مشاركته في ضرب أفغانستان و كل من يتعاطف معها من أبناء باكستان وبالذات أهالي منطقة القبائل المتضامنة تاريخياً مع الأفغان، و مشاركة باكستان في هده الحرب كلفتها 67.93 بليون دولار، وآلاف الضحايا، وحوالي 3 ملايين نازح، مما أدي إلى غليان الشارع الباكستاني ضد سياسات مشرّف المتعاونة مع القوات الأميركية وكان على رأس المعارضين حينها الجماعة الإسلامية. و من يومها كانت و لازالت باكستان حليفاً لأمريكا في حربها المزعومة علي الإرهاب.
في 2007 أصبحت آن باترسون سفيرة أمريكا في باكستان، و قد شاركت في زيادة كراهية الشعب الباكستاني لها حيث اتهمت بتدخلها في الشأن الداخلي الباكستاني. و قد نشرت جريدة اليوم السابع هذا التقرير عنها يوم 10 يوليو من الشهر الجاري.
و قد أشارت اليوم السابع في تقريرها إلي أن المصريين قد تظاهروا ضدها في يوم 30 يونيو، و منذ ساعات أكد محمود بدر أحد مؤسسي حركة تمرد أن غداً هو المتمم لموجة 30 يونيو و أن حلم آن باترسون في أن تصبح وزيرة للخارجية انتهي في مصر.
https://www.youm7.com/News.asp?NewsID=1155864
غير أن الشواهد التاريخية تقول غير ذلك، فبعد خطاب السيسي أمس الذي تحدث فيه بلسان أمريكا و لغتهم التي تتحدث دائماً عن محاربة الإرهاب و التي يتخذونها غطاءً لحروبهم كما حدث في احتلالهم العراق علي سبيل المثال، أصبح واضحاً أن أمريكا تدعم الجيش في انقلابه و أن كل ما يحدث ما هو إلا لمسات هندسية لتغطي دعمهم الواضح للانقلاب علي الشرعية في مصر.
و هذا ما أكده مايك روجرز، رئيس لجنة الإستخبارات في الكونجرس الأمريكي في حواره مع السي ان ان و الذي أشار فيه إلي أهمية استمرار دعم الجيش المصري لأنه علي حد وصفه القوة الوحيدة الداعمة للاستقرار في مصر، و أن اندفاعهم في السابق أتى لهم بالإخوان المسلمين الذين استخدموا الديموقراطية في سلب الحريات في مصر، لهذا فنحن فيما نحن فيه الآن، و هذا يعطينا وقت أطول لكي تتمكن الأحزاب الأخري من تأسيس نفسها لبناء ديموقراطية حقيقية.
و عند سؤاله “ماهو أكثر شيء تقلق بشأنه عندما تنظر لمجمل ما تعلمه كرئيس للجنة المخابرات ؟”
قال أن سيناء أتعبتنا جميعاً، و السيسي، وزير الدفاع المصري، كان جيداً جداً في السماح بعمليات في سيناء في محاولة لكبح النشاط الجهادي هناك و الذي كان يؤدي إلى عدم استقرار في المنطقة و بخاصة في إسرائيل.
و الجزء الثاني هو أنه خلال حكم مرسي كان لدينا عدد هائل من المصريين الذين يقاتلون في سوريا و يتدربون هناك، و سيصبحون متمرسين في قتال المعارك، و في النهاية سيعودون لمصر و سيكونون عنصر لعدم الاستقرار في المنطقة.
رابط الفيديو الكامل :
https://www.facebook.com/photo.php?v=10153042233075453
نستخلص مما سبق أن أمريكا تدعم مصالحها و مصالح إسرائيل و فقط، و تدعم موقفها في الحصول علي ما تريد بدعوى الحرب علي الإرهاب و السلام في المنطقة، أمريكا تدعم الانقلاب في مصر و إن ظهر غير ذلك، فالأخبار المنتشرة عن عدم إرسالها لطائرات ال F16 للجيش ما هي إلي مناورة منها لستر موقفها الحقيقي، و كما قال مايك روجرز أن السيسي كان جيداً في كبح النشاط الجهادي الذي أدى لعدم استقرار إسرائيل، و أشار أيضاً إلي المصريين الذين يقاتلون في سوريا و خطرهم المستقبلي. فأمريكا تعرف جيداً أنها هؤلاء المصريين المقاتلين سيتوجهون بأنظارهم إلي إسرائيل بعد عودتهم من سوريا.
ما حدث في مصر كان من مخطط الحرب علي الإرهاب الدولي، ذلك الإرهاب الذي يزعزع استقرار إسرائيل و ينزع أمريكا من هيمنتها علي المنطقة، و لهذا فإن أمريكا لم و لن تكون يوماً داعمةً للإخوان لكنها تلعب سياسة دعم المنتصر.