ترجمة وتحرير نون بوست
كُشف مؤخرًا عن كنيسة قديمة مدفونة منذ فترة طويلة في منطقة كابادوكيا وسط تركيا، حيث يعتقد علماء الآثار بأن هذا الكشف قد يعمل على تغيير كيفية فهمنا للعقيدة المسيحية في وقت مبكر من التاريخ المسيحي.
تم الكشف عن وجود لوحات جدارية فريدة من نوعها داخل الكنيسة يُعتقد بأنها تعود للقرن الخامس للميلاد، حيث تُظهر هذه اللوحات قيام المسيح بقتل النفوس الشريرة ومحاربة الشيطان، الأمر الذي يتعارض مع التفسيرات السائدة حول صراع الخير مع الشر باستمرار بغية اغتنام السيطرة.
تم العثور على الكنيسة المنحوتة في الصخر في القلعة ضمن قلب مدينة نفيشهير في كابادوكيا، وهي مدينة قديمة مدفونة تحت الأرض تمتد على مساحة 360.000 متر مربع، يُجري ضمنها علماء الآثار سلسلة واسعة من الحفريات الاستكشافية.
بعض من اللوحات الجدارية في كنيسة كابادوكيا المنسية التي يُعتقد بأنها فريدة من نوعها.
نقلت صحيفة حريت التركية عن رئيس بلدية نفيشهير، حسن أونفر، قوله بأن اللوحات الجدارية التي تم اكتشافها ضمن الكنيسة تصور السيد المسيح يصعد إلى السماء ويقتل النفوس الشريرة، وأضاف موضحًا: “نحن نعلم بأن هذه اللوحات لم يُكتشف مثيلًا لها حتى الآن في أي كنيسة أخرى، هذا المكان هو أكبر من الكنائس التاريخية الأخرى الموجودة في كابادوكيا، لقد تم بناؤه بالكامل تحت الأرض، واللوحات الجدارية الأصلية ضمنه نجت وبقيت حتى يومنا هذا”.
“تشير التقارير بأن بعض اللوحات الجدارية الموجودة في المنيسة فريدة للغاية من نوعها، فهناك صور مثيرة ضمن هذه اللوحات تظهر سقوط السمكة من يد السيد المسيح، وتظهره وهو يرتفع إلى السماء، ويقتل النفوس الشريرة، عندما يتم الانتهاء تمامًا من كشف الكنيسة، يمكن لكابادوكيا أن تصبح أكبر مركز للزيارات الدينية المسيحية الأرثوذكسية”.
تاريخيًا، كانت إسطنبول العصر الحديث لمدة قرون عاصمة الإمبراطورية البيزنطية، وفي الوقت الذي تضم فيه تركيا منذ فترة طويلة أغلبية سكانية مسلمة، فإنها مازالت تؤوي العديد من المواقع المسيحية القديمة مثل الكنائس والأديرة.
يشير عالم الآثار علي أيدين بأن الحفريات في الموقع توقفت حاليًا لفترة مؤقتة بالتزامن مع قيام فرق التنقيب بتجفيف اللوحات الجدارية، حيث يقول: “لقد توقف العمل بغية حماية اللوحات الجدارية والكنيسة، وعندما يصبح الطقس أكثر دفئًا في فصل الربيع، سننتظر تبخر الرطوبة من الموقع، ومن ثم سنباشر بتنقيب الأرض”.
“حتى الآن لم يُكشف سوى عدد قليل فقط من اللوحات، والباقي سيُكشف بمجرد حفر الأرض عند متابعة العمل، هناك لوحات مهمة في الجزء الأمامي من الكنيسة تُظهر صلب المسيح وصعوده إلى السماء” قال أيدين، وأضاف:” هناك لوحات تُظهر أيضًا الرسل والقديسين وغيرهم من الأنبياء كموسى وأليسع”.
المصدر: ميدل إيست آي