لا يشعر المواطن الفلسطيني بأي أمل من نتائج اللقاءين اللذين عُقدا في العاصمة القطرية الدوحة، بين حركتي”فتح وحماس” قبل أسبوع تقريبًا، وخاصة بعد البيان “الغامض” الذي صدر عن حركة حماس بعد انتهاء الاجتماع.
البيان الختامي والذي احتوى على”99″ كلمة فقط، فتح باب التساؤلات واسعًا، حول ما إذا كانت الحركتين نجحتا في تخطي بعض الملفات العالقة، أم أن اللقاء جاء كنوع من أنواع المجاملة السياسية وهروب من الضغط الشعبي، الذي يرى بالمصالحة طوق نجاة للتخلص من الأزمات والمشاكل التي يعاني منها.
مسؤولون في حركتي فتح وحماس، عبروا خلال أحاديث خاصة لـ “نون بوست”، عن تفاؤلهم بنتائج لقاءات الدوحة، وهو بعكس حالة الإحباط والتشاؤم التي سادت الفلسطينيين من نتائج لقاءات الحركتين الأخيرة.
خطوة هامة
عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، والذي التقى بقيادات حركة حماس في قطر وعلى رأسهم رئيس المكتب السياسي خالد مشعل، أكد أن اللقاءات تمت تحت أجواء إيجابية للغاية ومشجعة.
وقال الأحمد، لـ “النون بوست”: “عقدنا لقاءين هامين مع قيادات حماس في الدوحة، وبحثنا معهم العديد من الملفات الداخلية العالقة، وحاولنا من خلال النقاش والتفاهم إزالة بعض العقبات الكبيرة التي تعترض طريق الوحدة الوطنية”.
وأضاف: “ناقشنا ملفات أبرزها، تشكيل حكومة التوافق الوطني وضرورة مشاركة حركة حماس فيها، وكذلك عقد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير وجلسة المجلس الوطني والتجهيز للانتخابات الداخلية الرئاسية والتشريعية”.
ولفت الأحمد، إلى أن من ضمن الملفات التي بُحثت في الاجتماع حصار قطاع غزة، وتسلم معابره الحدودية بما فيها معبر رفح البري، وتسلم الحكومة لكافة مهامها في القطاع بما فيها الإشراف على كافة معابر الحدودية مع مصر وإسرائيل.
وأوضح، أن الحركتين قطعتا شوطًا كبيرًا من المباحثات، معربًا عن أمله بأن تشهد المرحلة المقبلة، خطوات عملية على الأرض تترجم تلك التفاهمات ليشع بها المواطنين وخاصة سكان قطاع غزة المحاصرين.
فرصة جديدة
بدوره، كشف إسماعيل رضوان، القيادي في حركة حماس، عن لقاء جديد سيُعقد خلال أيام في العاصمة القطرية الدوحة بين حركتي فتح وحماس، لاستكمال الجلسة الأخيرة التي عُقدت بقطر قبل أيام، ووضع آليات تنفيذ التصور العملي لتطبيق اتفاق المصالحة الذي توصلت إليه الحركتين.
وأكد رضوان لـ”النون بوست”: أن اللقاء المقبل بين فتح وحماس سيتم برعاية وإشراف قطري، وسيكون هامًا للغاية وفرصة جديدة، لتطبيق ما تم التوصل له من تفاهمات مبدئية، ووضع جدول زمني محدد لعملية التنفيذ على الأرض.
وأوضح، أن المواطن الفلسطيني له الحق من أن يتشاءم من نتائج اللقاءات بين فتح وحماس، كون تلك اللقاءات مستمرة منذ سنوات، ولم تعط حتى اللحظة أي نتيجة إيجابية خاصة لسكان القطاع، اللذين يتعرضون لحصار كبير وإغلاق مستمر للمعابر الحدودية.
وأضاف رضوان: هذه المرة لمسنا جدية واضحة من قِبل الطرفين، لإتمام المصالحة الداخلية، مشيرًا إلى أن اللقاءات التي تجري بقطر ليست بمعزل عن الوسيط والراعي المصري للمصالحة، ولكن جاء خطوة مساندة لمصر لتحقيق أي تقدم وتحريك عجلة المصالحة للأمام.
وتعتبر مصر الراعي الرئيس لملف المصالحة الفلسطينية، واستضافت عدة لقاءات بين الحركتين.
وعلى مدار يومين، عقدت لقاءات في الدوحة بين حركتي فتح برئاسة عزام الأحمد، وحماس برئاسة خالد مشعل، وحسب البيان الذي صدر عقب الاجتماع الأخير الذي جاء فيه: “في أجواء أخوية، تدارس المجتمعون آليات وخطوات وضع اتفاقيات المصالحة موضع التنفيذ، ضمن جدول زمني يجري الاتفاق عليه”.
وختم البيان المقتضب: “الاجتماعات بحثت آليات تطبيق المصالحة ومعالجة العقبات التي حالت دون تحقيقها في الفترة الماضية، وأن التصور الذي تم الوصول إليه، سيتم عرضه على الإطار الوطني الفلسطيني مع الفصائل والشخصيات الوطنية، ليأخذ مساره إلى التطبيق العملي على الأرض”.
ووقعت حركتا فتح وحماس في 23 أبريل 2014 اتفاقًا للمصالحة نصّ على تشكيل حكومة وفاق، ومن ثم إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني بشكل متزامن.
وفي الثاني من يونيو 2014، أدت حكومة الوفاق اليمين الدستورية أمام الرئيس محمود عباس، غير أنها لم تتسلم أيًا من مهامها في قطاع غزة.