في خطوة فاجئت فيها إيران أسواق النفط العالمية بعد موجة تشاؤم سادت الأسواق أمس إبان الخروج من اجتماع الدوحة، وافقت طهران على تثبيت الإنتاج عند مستويات يناير، وقال وزير النفط الإيراني “زنغنه” إن بلاده تسعد بأي خطوة من شأنها إعادة الاستقرار لأسواق النفط وللأسعار، وأشار زنغنه بشأن الإنتاج النفطي الإيراني بعد إلغاء العقوبات أنه بحث الأمر مع الضيوف في الاجتماع وقال:” إنه كانت لديهم وجهات نظر منطقية وطهران تدعمها في الوقت الراهن”.
وقال إن الأوضاع ستتجه نحو الأفضل بما أن روسيا وسلطنة عُمان انضمت للاتفاق وهذا يبشر بخطوات مهمة على هذا الصعيد لاحقا، واعتبر أن الأوضاع ستتجه نحو التحسن شريطة استمرار التشاور بين الأطراف المعنية.
ويعد هذا الاتفاق من الأهمية بمكان لإنه أول اتفاق عالمي منذ 15 عامًا بشأن إنتاج النفط، يتم فيه يثبيت الإنتاج من قبل كبار المنتجين من بينهم روسيا والسعودية وإيران.
وعليه تكون إيران استثمرت هذه الخطوة بالشكل الذي رأته يخدم مصلحتها وأهدافها الاستراتيجية المتمثلة في إعادة بناء الاقتصاد الإيراني وإرجاعه إلى الحظيرة الدولية من بوابة الاستثمارات.
وتحسب نقطة جيدة لصالح فنزويلا التي أنتجت مساعيها هذا الاتفاق علما أنها المتضرر الأول من هبوط أسعار النفط لاعتماد موازنة البلاد على إيرادات النفط بشكل كامل.
وحالًا تلقف المستثمرون حول العالم الأخبار القادمة من طهران وانعكس إيجابا على سعر برميل النفط الخام حيث ارتفع خام برنت إلى 33.10 دولا للبرميل بحلول الساعة 11.05 بتوقين غرينتش. في الرسم البياني أدناهع آخر سعر حققه خام برنت في الساعة 10:40 (بتوقيت استنبول)
من المقرر اليوم أن يتوجه وزير النفط الفنزويلي “ديل بينو” إلى إيران للقاء نظيره وزير النفط الإيراني “بيجان نمدار زنغنه” والعراقي “عادل عبد المهدي”، من أجل عقد لقاء ثلاثي للتشاور بشأن إعادة الاستقرار لأسواق النفط، علما أن وزير النفط الإيراني قال في وقت سابق إن بلاده لن تتخلى عن حصتها المقررة في منظمة أوبك قبل فرض العقوبات الغربية عليها، والبالغة نحو 3 مليون برميل يوميًا.
وكان وزير النفط الفنزويلي قد أنهى لقاء مع نظرائه الروسي والسعودي والقطري في الدوحة أمس الثلاثاء، وتمخض عن الاجتماع في النهاية تثبيت سقف الإنتاج عند مستويات شهر يناير/ كانون الثاني الماضي بشرط مشاركة الدول الأخرى على ذلك أيضًا، وهي النقطة التي يراها محللون في مجال الطاقة أنه من الصعوبة بمكان إقناع إيران بذلك.
وقالت وزارة الطاقة الروسية عقب اجتماع الدوحة في بيان رسمي لها البارحة إن الاتفاق الذي توصل إليه منتجو النفط في الدوحة يقضي بالإبقاء على متوسط إنتاج النفط في 2016 عند مستوى كانون الثاني/ يناير الماضي.
مع ذلك إيران لم تقطع طريق الوزير الفنزويلي واستقبلته في طهران اليوم بشأن النقاش ودراسة هذا الخيار والبت فيه، إلا أن مندوب إيران قال لصحيفة شرق التركية اليوم الأربعاء أن طهران ستواصل زيادة الإنتاج حتى تصل إلى مستوى إنتاجها السابق أي قبل فرض العقوبات.
ومما أشار له المندوب للصحيفة أنه لا يجب أن يتوقع أحد من إيران أن تتعاون مع الدول المنتجة الأخرى التي ساهمت في رفع سقف الإنتاج وزيادة المعروض في السوق لتأتي إيران وتدفع الثمن الآن وقال “هذا غير منطقي”.
وكانت إيران ضخت 2.86 مليون برميل يوميًا فى كانون الثاني /يناير من العام الجاري، مما يجعلها تحافظ على خامس أكبر منتج داخل منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك”
إذن المنطقي من وجهة نظر طهران أن تعود للمستويات السابقة وترفع سقف إنتاجها إلى مستوى أربعة ملايين برميل يوميًا. وبهذا يكون منطق إيران يختلف عن منطق السعودية وروسيا اللتين تدفعان باتجاه تخفيض الإنتاج وامتصاص الفائض من أجل إعادة رفع الأسعار إلى مستويات 50 دولار على أقل تعديل.
وبسبب هذا المنطق انخفضت أسعار النفط بعد موجة أمل وتفاؤل أصاب المستثمرين بعد إعلان الدوحة بين روسيا والسعودية، لإدراك المستثمرين أن إيران لا يمكن أن تقبل بخفض الإنتاج وتحبذ العودة لمستويات إنتاجها السابقة ما قبل العقوبات.
حيث تسعى إيران لرفع طاقتها لتصدير الخام إلى أوروبا لأقصى مستوى ممكن واستعادة حصة تترواح نسبتها بين 42-43% في السوق الأوروبية كانت تتمتع بها إيران قبل فرض العقوبات.
وبرأي محللين أن إيران قد تستعيد زيادة إنتاجها بنحو 60% خلال عام واحد من رفع العقوبات، وقد تستعيد كامل إنتاجها في 2016. وفي ظل هذه الظروف السيئة التي يمر بها الاقتصاد العالمي من تباطؤ يقوده الصين وتخمة في المعروض، فإن الإنتاج الإيراني سيؤدي إلى زيادة المعروض في الأسواق أكثر وسيزيد من هبوط الأسعار.
وصل سعر برميل النفط الخام الأمريكي اليوم دون ال 30 دولار، وخام برنت عند 32 دولار للبرميل، حيث كان خام برنت قد تراجع إلى مستوى 28.85 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح اليوم 29.13 دولار وسجل أعلى مستوى 29.45 دولار وأدنى مستوي 28.72 دولار.
بانتظار ما سيخرج به الاجتماع الثلاثي وكيف سينعكس ذلك على أسعار البتروك ونفسية المستثمرين حول العالم التي تشي حتى الآن بأنها غير متفائلة على الإطلاق ففي حال فشل التوصل إلى اتفاق مع طهران سيضغط هذا على أسعار النفط بالهبوط أكثر. في الرسم الشهري أدنا يظهر نفط غرب تكساس مسجلًا سعر 29.93 (أثناء كتابة المقال).