ترجمة وتحرير نون بوست
في يونيو الماضي، استطاع حزب سياسي جديد اجتياز عتبة التصويت الدستورية اللازمة لدخول البرلمان التركي؛ إنه حزب الشعوب الديمقراطي (HDP)، الذي يعد دخيلًا على النظام السياسي المحافظ في تركيا؛ حيث جلس ائتلاف مكوّن من حركة الحقوق الكردية مع المتطرفين اليساريين وناشطي حقوق المرأة، إلى جانب النواب اليمنيين لحزب الحركة القومية (MHP)، والوسطيين الكماليين من حزب الشعب الجمهوري (CHP)، ونواب التيار الديني المحافظ لحزب العدالة والتنمية (AKP).
طريق حزب الشعوب إلى البرلمان كان شاقًا ومليئًا بالعقبات التي شهد ضمنها قمع الدولة التركية والنزاع الداخلي ضمن الحزب، ومنذ دخول غرفة البرلمان، لم يحظ الحزب سوى بالقليل من الوقت للاحتفال بنصره؛ فالحرب الشرسة المشتعلة في جنوب شرق البلاد، ذي الأغلبية الكردية، قوضت بشدة صورة الحزب غرب البلاد، وفي جولة إعادة الانتخابات التركية في 1 نوفمبر المنصرم، خسر الحزب دعمه الشعبي ووصل إلى البرلمان بشق الأنفس وذلك بعد بضعة أشهر فقط من تجاوزه لعتبة انتخابات يوليو بنسبة مريحة.
تسعى الحكومة التركية اليوم لتجريد قيادة حزب الشعوب، بما في ذلك رئيسه، صلاح الدين ديمرتاش، من الحصانة البرلمانية بغية إفساح الطريق لمحاكمة الأعضاء بتهم تتعلق بالإرهاب.
التقت صحيفة الميدل إيست آي مع أرطغرل كوركتشو، أول رئيس لحزب الشعوب الديمقراطي والزعيم الفخري الحالي للحزب، وهو في طريقه إلى مؤتمر لإعادة بناء حزبه.
ربما يعد كوركتشو أول زعيم لحزب كردي علني، ولكنه لم يكن ناشطًا كرديًا، بل هو أحد الثوار اليساريين من حركة احتجاج 1968، وباعتباره الرئيس السابق لحركة الشباب اليسارية الراديكالية، ديف جنك، صدر حكم بالإعدام بحق كوركتشو في عام 1972 من قِبل الحكومة العسكرية آنذاك في تركيا، لدوره في مؤامرة خطف فنييّن من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، واتخاذهما كرهينة للمساومة على إفراج رفاقه الثوريين، وبعد ذلك خُففت عقوبته، لكنه قضى 14 عامًا في السجن وفق محاكمة عسكرية، استغلها وهو يترجم أعمال كارل ماركس إلى اللغة التركية.
“هناك تاريخ طويل من التعاون بين اليسار والحركة الكردية في تركيا” قال كوركتشو لصحيفة الميدل إيست آي في صالة مطعم شعبي في إسطنبول، وتابع: “في الواقع، مشروع حزب الشعوب الديمقراطي يهدف، في العديد من الطرق، لتجميع جماعات المعارضة المختلفة لتشكيل كتلة كبيرة منها”.
منصة للحملات الانتخابية
فكرة تأسيس حزب وطني، ولكن كردي، في تركيا، كانت إحدى بنات أفكار السياسي الكردي عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني (PKK) المحظور، والزعيم الروحي لحركة التحرير الكردية، ليس فقط في تركيا، بل أيضًا في سوريا وإيران والعراق، والذي يقضي فترة محكوميته في جزيرة إمرالي منذ عام 1999.
بناء على اقتراح أوجلان، تم تشكيل مؤتمر من اليساريين الأتراك، النشطاء البيئيين، نشطاء حقوق المرأة، الأقليات، واليسارين الأكراد، وفي ذلك الوقت، لم يكن يؤمن أعضاء المؤتمر بأنهم سيكونون قادرين على المنافسة في الانتخابات، ولكنهم كانوا يؤمنون بقدرتهم على ممارسة الحملات لتأييد القضايا الهامة.
لم يدعم ذاك المؤتمر تحقيق المساواة مع المرأة فحسب، وإنما دعم أيضًا حقوق المثليين، وهي سابقة غير طبيعية بالنسبة لحركة تركية سياسية كبرى، خاصة بالنظر إلى الجهة التي تتبع لها الحركة، ولكن على الرغم من أن مسألة دعم حقوق المثليين لا تزال نقطة خلاف داخل حزب الشعوب، الذي يضم الكثير من الأعضاء والناخبين المحافظين اجتماعيًا، إلا أن مناصرته لهذه القضية ساعدت على تحسين الصورة الدولية للحزب.
“لقد كان نجاحًا كبيراً؛ فلأول مرة في التاريخ التركي، يؤسس الأتراك والأكراد منظمات تعاونية حتى في المدن الغربية”، قال كوركتشو.
حينها، كانت الانقسامات الكبيرة تعصف داخل المؤتمرين، وسياسيًا، كانت البلاد على شفا الانغلاق على نفسها، حيث يقول كوركتشو: “لقد كانت فترة عصيبة، فحينها دارات اشتباكات كبيرة بين حزب العمال الكردستاني والجيش في ريف سيلفان بتركيا، وبعد أغسطس 2011 تعهدت الحكومة بالقضاء على حزب العمال الكردستاني، وأصبحت بيئة النشاط صعبة للغاية”.
حملة القمع
لم تتسامح الحكومة التركية مع نمو الكتلة المعارضة، حيث عانت الحركة من حملة قمعية ضد نشطائها، وأُلقي القبض على الآلاف ما بين عامي 2011 و 2012، وبحلول عام 2013 بلغ عدد المعتقلين 9000 معتقل.
ولكن المؤتمر نجا، وبحلول عام 2013 تغيّر المزاج الوطني، وبدأت المحادثات بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني ودخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وفجأة انفتح المجال مرة أخرى لنشاط أحزاب المعارضة.
عملت مجموعة المؤتمر حينها على إعادة تفعيل فكرة تشكيل حزب سياسي قانوني، وهو حزب الشعوب الديمقراطي، وخططوا لدمجه في الساحة السياسية، “طالما كانت الدولة مستعدة للتعامل بطريقة حضارية، كذلك كانت الحركة الكردية واليسارية”، قال كوركتشو.
اقترح أوجلان تعيين كوركتشو كزعيم محتمل للحزب، وفعلًا تم انتخابه في اجتماع عُقد في أكتوبر 2013.
وفي عام 2014، واجهت الحركة قرارًا تكتيكيًا مهمًا، حيث كان على أعضائها أن يقرروا فيما إذا كانوا سيخوضون الانتخابات المحلية القادمة باسم حزب الشعوب للمرة الأولى، أو كمرشحين أفراد، وفي النهاية، قررت القيادة متابعة بناء قدرات حزب الشعوب ودخول الانتخابات كائتلاف مرشحين أفراد.
ميلاد الحزب
شكَلت هذه الحقبة الولادة الحقيقية لحزب الشعوب الديمقراطي كحزب متماسك؛ فحزب السلام والديمقراطية الكردي (BDP)، الذي كان مؤسسًا حينها، دخل الانتخابات كحزب محلي في إقليم كردستان، أما حزب الشعوب الديمقراطي فكان واجهة للحركة الوطنية مصممًا ليكون مقبولًا في مناطق غرب تركيا.
شكَلت هذه الخطوة محاولة لحل مشكلة انقطاع الاتصال بين العناصر الراديكالية الحضرية الغربية وبين الثوريين الأكراد، ولكن التناقضات الدخلية ضمن الحركة عملت على إضعافها بالمحصلة، ولم يتمكن ائتلاف حزب السلام والديمقراطية وحزب الشعوب الديمقراطي سوى من حصد 7% من الأصوات، وهي نسبة لا تخوله دخوله البرلمان باعتباره حزبًا متكاملًا ومتماسكًا.
بعد الانتخابات، دعا أوجلان النواب الأكراد للاستقالة من حزب السلام والديمقراطية للانضمام إلى حزب الشعوب، ولكن الساسة الأكراد التقليديين عانوا من مشاكل في قبول الحزب كحزب كردي لا يتزعمه شخص كردي.
“الحزب كان بحاجة لزعيم سياسي كردي صريح، لا شخصًا ثوريًا تركيًا سابقًا، لقد كنت أفهم ذلك، فالشعب الكردي يرغب برؤية هذا الحزب على أنه عائد لهم”، قال كوركتشو.
نتيجة لذلك، تنحى كوركتشو من منصب رئاسة حزب الشعوب لصالح صلاح الدين ديمرتاش، والزعيم المشارك فيجين يوكسيكداغ، وعلّق على ذلك قائلًا لنا: “تم الترحيب بشدة بقادة الحزب الحديثين من قِبل الشعب الكردي، حيث أدى قيامي بالتنحي عن رئاسة الحزب إلى القضاء على شكوك الشعب الكردي”.
ما هو دور حزب العمال الكردستاني؟
في الداخل التركي، تخضع صلات حزب الشعوب مع حزب العمال الكردستاني للكثير من التخمين والارتباك؛ فسواء ضمن الجانب الحكومي أو بين مؤيدي حزب الشعوب لا تزال مسألة ربط الأخير بحزب العمال تثير جدلًا كبيرًا، وحاميًا في كثير من الأحيان.
“الأمر يتمحور بترحيب حزب العمال الكردستاني بفكرة تأسيس الحزب بقوة منذ البداية”، قال كوركتشو، وأضاف: “لقد رعوا الحزب، وليس مفهومًا خارج إقليم كردستان مدى ارتباط المنظمة بحركة التحرير الكردية، فالحركة هي التي أقنعت مشايخ القبائل الكردية التقليديين بتغيير مواقفهم لصالح حزب الشعوب”.
ويضيف كوركتشو بأنه في الوقت الذي أشادت فيه الحكومة، والرئيس رجب طيب أردوغان، بالحركة الكردية لما قدمته، كانت فكرة الحزب الكردي تكتسب الشعبية في غرب تركيا، حتى بين القوميين الأتراك، وذلك كوسيلة للخروج من الصراع الوحشي.
“حينها تم افتتاح محادثات السلام، وشعر الأكراد لأول مرة بأنهم تخلصوا من الضغط، كما صاغ ديمرتاش صيغة الخطاب الكردي للمرحلة الجديدة بشكل ممتاز”، قال كوركتشو.
ما الذي يعنيه ديمرتاش؟
كان لاحتجاجات جيزي بارك، وللقمع الذي قابلته بها قوات أمن الدولة التركية، كبير الأثر في تحويل النقاش السياسي والطرح الإعلامي لحزب الشعوب؛ فعندما حل موعد الانتخابات الرئاسية في وقت لاحق من عام 2014، ترشح ديمرتاش للرئاسة التركية كمرشح عن حزب الشعوب، وفاقت نتائجه التوقعات.
“كان ديمرتاش وجهًا جديدًا بأفكار جديدة، لقد اكتسب قلوب وألباب الكثيرين؛ فللمرة الأولى تستطيع شخصية سياسية كردية الحصول على حوالي 10% من الأصوات في تركيا، ولكن أردوغان وحزب العدالة والتنمية لم يأخذوا ذلك على محمل الجد، فحينها كان حزب الشعوب بالنسبة لهم مجرد ظاهرة هامشية يمكن أن تُستخدم كوسيلة للخروج من الصراع مع حزب العمال الكردستاني”، قال كوركتشو، وأضاف:”لم يستطيعوا فهم ما يعنيه ديمرتاش”.
وفي الوقت عينه، قام تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا بتوسيع مناطق سيطرته وباشر بحصار مدينة كوباني الكردية، وعندما رفض أردوغان في البداية السماح لقوات البشمركة الكردية العراقية بعبور تركيا للوصول إلى المدينة لمساعدتها، ثارت حفيظة السكان الأكراد في تركيا.
يقول كوركتشو: “في تلك اللحظة، قرر العديد من الأكراد بأن أردوغان لم يكن يعمل بصالحهم، ففي جيزره، يوكسيكوفا، وحتى اسطنبول، اندلعت أعمال الشغب، حيث سيطر الأكراد على مكاتب المحافظات المحلية، ولم تهدأ نفوس الأكراد حتى سمحت الدولة التركية بخروج رسالة خاصة موجهة من أوجلان للشعب الكردي لتهدئة الناس”.
بالنسبة للكثيرين، كانت كوباني نقطة انهيار الدعم الكردي السابق والمتين لحزب العدالة والتنمية الذي اغتمنه بسبب استعداده للدخول في محادثات سلام مع الأكراد، وبالمقابل، تصاعدت شعبية حزب الشعوب، حتى بين الأكراد المحافظين.
في موعد الانتخابات البرلمانية التركية في يونيو الماضي، تجاوز حزب الشعوب الديمقراطي حتى توقعات مؤيديه الأكثر تفاؤلًا، حيث حاز على 13% من الأصوات، وتسبب بخسارة حزب العدالة والتنمية لأغلبيته البرلمانية؛ مما وضع خطة أردوغان الأساسية بوضع دستور جديد للبلاد على قائمة الانتظار.
” لقد كان حزب العدالة والتنمية يظن بأن أغلبية الأكراد كانوا من المحافظين والموالين لأردوغان، ولكنهم أدركوا بعد الانتخابات بأنهم كانوا على خطأ”، قال كوركتشو، وأضاف: “بالنسبة لأردوغان كان تلك المعادلة تشكل كارثة؛ وكأن ذلك يعني سقوط العالم برمته أمام عينه”.
“الآن بدأت الحرب”
“بدأت الحكومة التركية بمهاجمة الحزب على الفور، حيث أُلقي القبض على الآلاف من نشطاء حزب الشعوب مباشرة بعد الانتخابات، الآن بدأت الحرب” قال كوركتشو، وأضاف: “عمد الرعاع الذيت تستأجرهم الحكومة لاستهداف 400 مكتبًا لحزب الشعوب في ليلة واحدة، وحينها بدا من الواضح بأن الأمر أصبح يشبه كريستال ناخت جديدة”.
في تلك الفترة، عانت قيادات حزب الشعوب من الارتباك، وتذبذب موقفها ما بين الدعوة لتشكيل حكومة ائتلافية أو إجراء انتخابات جديدة، وبعد أن اجتاحها التفاؤل، فشلت في تصور النتائج المترتبة على انتصارهم الانتخابي.
في الوقت عينه، باشرت الهجمات تستهدف مسيرات حزب الشعوب بشكل جماعي أشد فتكًا؛ ففي سروج وديار بكر، وحتى في أنقرة، قتل المتشددون الإسلاميون عشرات من مؤيدي الحزب، ومن ثم عمد الجيش التركي لقصف مواقع حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل على الحدود بين تركيا والعراق.
“لم نعد نستطيع بعد ذلك الحفاظ على استمرار الحركة الجماهيرية، لقد كنا تحت هجوم الانتحاريين، عصابات الدولة المستأجرة، وسائل الإعلام، كل شيء”، قال كوركتشو.
أعلن أردوغان بعد ذلك عن إجراء انتخابات جديدة في نوفمبر المنصرم، وحينها كان حزب الشعوب يفتقر للقدرة على إدارة حملته الانتخابية؛ حيث علّق الحزب جميع خطط التجمعات العامة، وامتنع ديمرتاش عن الظهور على شاشات التلفزيون، “لقد كان الأمر كما لو كنا في منتصف الطريق بين خوض الانتخابات بشروط حزب العدالة والتنمية أو مقاطعتها”، قال كوركتشو.
القليل من الراحة الآن
عمدت الدولة التركية بعد ذلك إلى تكثيف العنف، ويعترف كوركتشو بأن تلك السياسة حققت أفضل النتائج، حيث يقول: “استخدم أردوغان كل شيء كان تحت تصرفه: القوة، المال، المخابرات، عصابات الشوارع، كل شيء، لا بل إن الحكومة التركية ألقت باللوم في مجازر أعضاء حزب الشعوب على الحزب ذاته وعلى حزب العمال الكردستاني، وافتتحت حربًا واسعة النطاق في جنوب شرق البلاد، وما الذي فعلناه نحن؟ استجبنا لذلك بإطلاق الخطابات في بعض الأحيان”.
بالمحصلة، خسر حزب الشعوب حوالي مليون صوت في جولة إعادة الانتخابات التي جرت في نوفمبر المنصرم، ويعتقد كوركتشو بأن الحزب الآن يعيش عواقب فشله في التخطيط للنصر.
“في ليلة الانتخابات، وعندما دخل حزب الشعوب إلى البرلمان، قرر أردوغان والقوميون بأن هذه المعركة قاتلة، وأن هذه المعركة ضد حزب العمال الكردستاني، وحتى ضد الحركة الكردية، يجب أن تكون قاتلة”، قال كوركتشو، وتابع:”لقد كنا واثقين للغاية بأنفسنا، وكنا نعيش بأوهام السلام، لقد كان يجب علينا أن نتوقع بأن دخولنا إلى مبنى البرلمان سيستثير استجابة هائلة من حزب العدالة والتنمية، لقد فشلنا”.
في جنوب شرق تركيا، وهي أماكن القاعدة الشعبية لحزب الشعوب الديمقراطي، مازالت الحرب الدموية مستمرة، ويبدو بأن الحزب بعيد كل البعد عن كونه القوة المتفائلة التي كان عليها في أواخر عام 2014، حيث خسر الكثير من مؤديه ضمن الرأي العام التركي، وفي ديسمبر، عندما بلغت التوترات بين روسيا وتركيا ذروتها إبان إسقاط القوات التركية للطائرة المحاربة الروسية التي انتهكت المجال الجوي التركي، عمدت حزب الشعوب لإرسال وفد لزيارة موسكو.
إذا تم تجريد نواب الحزب من حصانتهم القانونية، فقد يواجه نوابه خطر المحاكمة، ولكن على الرغم من الاضطرابات الحالية، مازال كوركتشو يحوز بعض التفاؤل.
“في هذه النقطة يمكن أن يعملوا على حل الحزب في المستقبل، ولكن إذا فعلوا ذلك، سيحل حزب آخر محله؛ فحتى أردوغان لا يمكنه دق إسفين ما بين الشعب الكردي وحزب العمال الكردستاني، ناهيك عن حركة الحقوق الكردية”.
سيبقى حزب الشعوب الديمقراطي، طالما بقي موجودًا، حزبًا خارجًا ليس فقط عن سياق السياسة والتاريخ التركي، بل عن سياق المنطقة برمتها؛ فليس هناك في أي مكان آخر حزب سياسي بهذا الوزن يعمل من منصة العدالة الاقتصادية، المساواة بين الجنسين، والتحرر الوطني.
حاول حزب الشعوب الديمقراطي أن يوازن نفسه كمنصة للتضامن من أجل حركة الحقوق الكردية، ولكن بطريقة مقبولة من قِبل النخبة الحضرية في غرب البلاد، ولفترة قصيرة وجد الحزب التوازن الصحيح، ولكنه الآن يترنح على حافة الانهيار.
المصدر: ميدل إيست آي