ألقى الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي، صباح أمس الأربعاء، كلمة خلال فعاليات تدشين استراتيجية مصر للتنمية المستدامة “رؤية مصر 2030″، تحدث فيها عن التحديات التي تواجه مصر، وسبل مواجهتها.
الكلمة التي ألقاها السيسي لم تكن كسابقاتها التي تثير السخرية بين جموع رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أن هذه الكلمة كان وقعها أكثر كوميدية على مجموعات الشباب الغاضبة من النظام برئاسة السيسي، والتي اختارت سلاح السخرية في وجهة النظام ورئيسه عقب كلمة السيسي التي استثارت حواس السخرية و موجات الكوميديا لدى المصريين.
السيسي يُطالب المصريين بأن يستمعوا إلى كلامه فقط دون الالتفات إلى غيره ربما في إشارة إلى المعارضة أو الإعلام بشكل عام.
وبينما يتحدث السيسي عن التنمية المستدامة طالب مستخدمي الهواتف المحمولة أن “يصبحوا” على مصر بجنيه يوميًا حسب تعبيره، وهو ما آثار سخرية المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي.
انفعل السيسي أثناء خطابه على طريقة القذافي وصاح بعبارة “إنتو مين” على غرار “من أنتم” القذافية، وهي التي التقاطها الساخرون لتكون مادة اليوم لتندرهم.
كما عرض السيسي نفسه للبيع في هذا الخطاب بصورة شديدة السخرية
هذا وهدد السيسي معارضيه بثقة تامة، محذرًا من يقترب إلى البلاد بأنه “هيشيله من على وش الأرض”، في تجاوز تام لبروتوكلات خطابات الرؤوساء.
استكمل السيسي تصريحاته الفكاهية بقوله : إنه “يوجد مصنعين تحت التجهيز مش عاوز أقول مكانها علشان أهل الشر، يوفرون كل استهلاك مصر من الغاز”، موضحا، على شاطئ ما من شواطئ مصر.
استمر السيسي أثناء خطابه في إلقاء اللوم على الشعب والمعارضين بعدما تحدث عمن ينتقدون آداء الحكومة قائلًا: “عايز أجيب كل اللي بيتكلم وأمسكه وزارة وأقوله وريني هتعمل إيه”، مؤكدًا في خطابه أن ما تم إنجازه في سنة ونصف لم يكن ليتم في 20 سنة.
كما دافع السيسي عن حكومته بقوله “دي حكومة كويسة وأنا بقعد معاها كل يوم”
هذا وقد تنوعت ردود أفعال الجمهور على الخطاب، قد جاءت بعض هذه الردود بطريقة حية وعفوية عبر بعض وسائل الإعلام التي علق فيها مواطن على مطالبة السيسي بأن يصبح على مصر بجنية بقوله: “هو أنا لاقي آكل”.
أما هذا المدون عوض أبوحسين فقد تحدث في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” ساخرًا من مؤتمر التنمية المستدامة بأن السيسي وجود تصريحات تحقيق التنمية في 2063 بعيدة المدى فاضطر لأن يجعلها في 2030.
قارن بعض النشطاء بين خطابات السيسي وخطابات معمر القذافي بمقاطع مصورة لكل منهما.
ولم يتوقف النشطاء عن تركيب مقاطع أغاني على مقاطع من خطاب السيسي كنوع من السخرية بحديثه الغير مقنع بالنسبة لهم.
وقام آخرون باقتطاع أجزاء مصورة مثيرة للضحك من الخطاب وعرضها على مواقع التواصل للجمهور الذي تفاعل معها تعبيرًا عن رفضه لخطاب السيسي.
تلك التصريحات التي أثارت غضب فئة الشباب بالتحديد، هذا الغضب الذي ظهر في تعلقاتهم على محتوى الخطاب والعبارات المتدوالة فيه.
اللقطة الأبرز في هذا الخطاب كانت لأحد النشطاء الذين التقطوا عبارة السيسي التي قال فيها “أنا لو ينفع أتباع هتباع”، وقام بخطوة ساخرة، تمثلت في عرض السيسي للبيع على موقع التجارة الإلكترونية المعروف “إي باي” (eBay) من أجل تحسين الأوضاع الاقتصادية في مصر، بحسب تعبيره.
وبعد نشر الإعلان على الموقع، ارتفع “سعر” السيسي ليصل إلى حوالي مئة ألف دولار، وقد عبر العشرات من زوار الموقع عن رغبتهم في “اقتناء” الرئيس المصري المعروض للبيع، قبل أن تقوم إدارة الموقع بحذف الإعلان.