ما أهمية هذه الانتخابات؟
على الرغم من عدم إجراء الانتخابات الرئاسية حتى العام المقبل، إلّا أنَّ انتخابات يوم الجمعة لتعيين مجلس الشورى المقبل ومجلس الخبراء (الهيئة الدينية المسؤولة عن تعيين المرشد الأعلى القادم) تأتي في وقت حرج. لأكثر من عقد من الزمان، سيطر المحافظون على المؤسسات السياسية الرئيسية في إيران، ولكن انتصار حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية لعام 2013 كسر تلك السيطرة. تقود الجماعات المعتدلة حكومة روحاني، ولكن المؤسسات الأخرى مثل البرلمان لا يزال يهيمن عليه المحافظون. ولذلك، تُعدّ انتخابات يوم الجمعة بمثابة ساحة معركة بين المتشددين المسيطرين على السلطة بالفعل وبين الشخصيات المعتدلة والمؤيّدة للإصلاح الذين يسعون للعودة إلى المشهد السياسي مرة أخرى.
هل هي انتخابات نزيهة؟
ببساطة، لا. ولكن هذا لا يعني أنها ليست تنافسية. في عام 2013، أحدث روحاني حالة من الزخم الاستثنائي للتغيير واُنتخب بالتفويض. لا بُدّ من فحص جميع المرشحين قبل أي انتخابات في إيران. وتتم عملية الفحص من قِبل مجلس صيانة الدستور، هيئة ات نفوذ قوي من رجال الدين والقضاء المقربين من المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي. ثمة خلاف بشأن مدى صلاحيات المجلس لمنع بعض المرشحين من الترشح وفقًا للدستور. في السنوات الأخيرة، استبعد المجلس عددًا كبيرًا من المرشحين الإصلاحيين. وكان حفيد الأب المؤسس للجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني، بين أولئك الذين تمّ استبعادهم في انتخابات يوم الجمعة القادمة.
كم عدد المرشحين؟
تقدّم أكثر من 12 ألف مرشح للتسجيل في الانتخابات البرلمانية هذا الأسبوع لكن تمّ استبعاد أكثر من النصف، من بينهم نواب سابقين والعديد من الشخصيات الإصلاحية. وهذا ترك أكثر من 6200 مرشحًا بينهم 586 من النساء، يتنافسون للحصول على مكان في البرلمان الإيراني المؤلف من 290 مقعدًا. في العاصمة طهران، يتنافس أكثر من 1000 مرشح على 30 مقعدًا فقط
من بين أكثر من 800 من الفقهاء المسلمين الذين يمثلون مجلس الخبراء المكّون من 88 عضوًا، تمّ اعتماد 161 فقط. وهذا يعني أنّه في ست محافظات يوجد مرشح واحد دون معارضة، حتى نقل المسؤولون المرشحين في اللحظة الأخيرة لتصحيح هذه المسألة. ولم يُسمح لأي امرأة بتمثيل المجلس.
هل قاطع الإصلاحيون الانتخابات بسبب استبعادهم من الترشح؟
الإجابة، لا. وعلى الرغم من استبعاد مجلس صيانة الدستور للعديد من المرشحين الإصلاحيين، ليس هناك أية علامة على وجود مقاطعة ممنهجة. يقوم الإصلاحيون بحملات انتخابية نشطة ويحاولوا تجنب الخلافات من خلال تشكيل ائتلاف وتقديم قائمة مشتركة بمرشحيهم المفضلين في العاصمة والمدن الرئيسية الأخرى.
في طهران، يقود تحالف الإصلاحيين المرشح الرئاسي السابق، محمد رضا عارف، وهو شخصية مؤثرة كان قراره بالانسحاب لصالح روحاني في انتخابات الرئاسة عام 2013، حاسمًا في فوز روحاني. والمرشح المحافظ في العاصمة هو غلام علي حداد عادل.
وأشارت عائلة أحد قادة المعارضة الذي يعيش تحت الإقامة الجبرية، مهدي كروبي، أنه يريد من الإيرانيين المشاركة في الانتخابات ودعم الإصلاحيين. كما أرسل عدد من السجناء السياسيين المحتجزين في سجن “ايفين” بطهران رسائل تشجع لعدم مقاطعة الانتخابات والتصويت لصالح الإصلاحيين.
ماذا عن مجلس الخبراء؟
انتخابات مجلس الخبراء عادة ما تكون الحدث الأقل إثارة للاهتمام، ولكن ليس هذه المرة. من الناحية النظرية، يمتلك مجلس الخبراء سلطة عزل المرشد الأعلى بحسب رأي أغلبية الأعضاء، ولكن خامنئي أصبح قويًا لدرجة أن الدور الرقابي في مجلس الخبراء قد تضاءل إلى دور رمزي، مع تصرف الأعضاء وفقًا لما يريده خامنئي.
ومع ذلك، فإنَّ مهمة مجلس الخبراء الأولى هي تعيين المرشد الأعلى المقبل، ونظرًا لكبر سن خامنئي – 76 عامًا – وفترة ولاية أعضاء المجلس التي تمتد إلى ثماني سنوات، فمن الممكن أن يختار الأعضاء هذه المرة خليفة خامنئي. وقد يكون الزعيم القادم نفسه بين أولئك الذين اُنتخبوا هذا الأسبوع.
المرشح المفضل لدى الإصلاحيين هو الرئيس السابق، آية الله علي أكبر هاشمي رفسنجاني. وهدفهم هو منع الزعماء الثلاثة المتشددين – أحمد جنتي، ومحمد يزدي ومحمد تقي مصباح يزدي – من الترشح لمجلس الخبراء القادم. مصباح يزدي رجل دين يبلغ من العمر 80 عامًا غالبًا ما يشار إليه باسم آية الله مصباح، وهو سياسي متشدد أيّد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد في السنوات الأولى من ولايته. ويشتهر بآرائه التي تنتقد الحركة الإصلاحية الإيرانية، وعلى وجه الخصوص معارضته لرئاسة محمد خاتمي.
مَن هو رفسنجاني؟
وكان رفسنجاني من بين الأعضاء المؤسسين للجمهورية الإسلامية، وترأسها من عام 1989 إلى عام 1997. ويبلغ من العمر الآن 80 عامًا، ويشتهر بنهجه البراغماتي، وأحد أكبر السياسيين في إيران. بعد الثورة الإسلامية عام 1979، أصبح رفسنجاني اول رئيس للبرلمان، وهو منصب احتفظ به لمدة تسع سنوات. وخلال الحرب بين إيران والعراق كان ممثل الخميني في مجلس الدفاع الأعلى، بوصفه القائد العام للقوات المسلحة. وعندما توفي الخميني في عام 1989، لعب رفسنجاني دورًا أساسيًا في جعل خامنئي المرشد الأعلى الحالي. ويشغل منصب رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، الذي يتوسط بين البرلمان ومجلس صيانة الدستور. لكنَّ رفسنجاني فقد الكثير من قوته في السنوات الأخيرة، وتمّ اعتقال اثنين من أبنائه. ودخل في صراع مع خامنئي بعد دعم الحركة الخضراء في الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها عام 2009. وهو متحالف الآن مع الإصلاحيين.
نتائج الانتخابات بالنسبة لروحاني؟
ستكون هذه الانتخابات بمثابة تصويت على الثقة في الحكومة روحاني المعتدلة، التي كانت مسؤولة عن تأمين الاتفاق النووي على الرغم من معارضة المتشددين في الداخل. كما أنَّ نتائج الانتخابات سيكون لها عواقب كبيرة لروحاني في السنتين المتبقيتين من رئاسته، وسوف تؤثر على فرص إعادة انتخابه في عام 2017. ويمكن أيضًا أن تغيّر المشهد السياسي في إيران للجيل القادم. روحاني نفسه مرشح لمجلس الخبراء ويعتقد بعض الناس أنه لديه طموحات كبيرة للمستقبل. ويحتل المرتبة الثانية في قائمة المرشحين المدعومين ن الإصلاحيين، خلف رفسنجاني.
المصدر: الغارديان / ترجمة: إيوان 24