الخبر الجيد أننا اكتشفنا أقرب كوكب قد يكون صالحاً للسكن، لكن لا تتعجل وتحزم أمتعتك، فالخبر السئ هو أنه على بعد 14 سنة ضوئية، أي ما يساوي، 126 بليون كيلومتر من الأرض!
لابد أنك تفكر أن هذه المسافة بعيدة تماماً، لكن، إذا عرفت أن أقرب كوكب إلى الأرض، وهو المريخ، يبعد عنا بمقدار 249 مليون كيلومتراً، فلن يبدو بهذا البعد.
العلماء الذين قاموا بهذا الاكتشاف، هم علماء من أستراليا، وقد قاموا بتسميته “وولف 1061 سي”، وهو يقع في تشكيلة تسمى “أوفيوكس”، والتي يحتل النجم الخاص بها المرتبة الخامسة والثلاثين بين النجوم الأقرب إلى الأرض، ويقول الفريق الذي قام بهذا الاكتشاف، قال إن الكوكب يدور حول نجم أحمر قزم، يسمى “وولف 1061″، مع كوكبين آخرين، ويعتقد الفريق أيضاً أن هذه الكواكب الثلاثة صخرية مثل المريخ، وليست غازية، مثل نيبتون.
وقد قال الباحث الذي قاد العمل، عالم الفلك من جامعة نيو ساوث ويلز، السيد دونكان رايت، أن هذا الاكتشاف مثير بشكل خاص، لأن الكواكب الثلاثة لها كتلة منخفضة تجعلنا نعتقد بكونها صخرية وذات سطح صلب، مضيفاً أن الكوكب الأوسط “وولف 1061 سي”، يوجد داخل نطاق معتدل، يرفع من احتمالية وجود المياه السائلة عليه، بل ويزيد احتمالات وجود حياة عليه!
أما بالنسبة للكوكبين الآخرين، فالكوكب القريب من النجم، هو بالتأكيد أكثر سخونة من أن تتواجد عليه حياة، أما الكوكب البعيد، فهو بالتأكيد بارد جداً على أن توجد فيه حياة أيضاً، أما الأوسط، فهو الأعلى قابلية لأن توجد حياة فيه.
لكن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن هذا الكوكب يشبه الأرض، فلديه كتلة تساوي 4.3 ضعف كتلة كوكبنا، كما إنه يدور حول نجمه كل 18 يوماً على مسافة تساوي 10 بالمئة من مدار كوكب الأرض حول الشمس، وبالتالي، فإذا كان هذا الكوكب في مجموعتنا الشمسية، فإنه كان ليصبح بالغ السخونة على أن يضم حياة في أرجائه، لكن الفرق هو أن النجم الذي يدور حوله أبرد بكثير من الشمس، حيث تبلغ درجة حرارة سطحه حوالي 3,300 كيلفن، أما سطح الشمس فيبلغ 5,800 كيلفن.
وقد قال رايت أن هذا الكشف مثير جداً، لأن هذا النجم بارد جداً على عكس معظم النجوم الحمراء القزمية، التي تعتبر نشطة كثيراً، وتبث حمماً من أشعة إكس وألهبة عظيمة، ما ينفي أي احتماليات للحياة بقربها.
وأضاف الباحث أنه يعتقد أن قرب هذا الكوكب، تسبب في كون وضعه عالقاً بشكل دائم، بحيث يوجد وجه له يواجه النجم دائماً، ما يجعل أحد الوجهين ساخن جداً، والآخر بارد جداً، وقد كون الفريق اعتقاداً عبر دراسة النمذجة الجوية أن الحرارة تتجه من الجانب الساخن إلى البارد عبر الرياح القوية التي تسافر بين النصفين.
الفريق الأسترالي استطاع إيجاد هذا الكوكب الجديد أول مرة، عن طريق البيانات التي جمعوها من تليسكوب الرصد الأوروبي الجنوبي المنصوب في تشيلي، وقد قاموا باستخدام طريقة تسمى بـ”طريقة تذبذب الدوبلر” لكي يتعرفوا على الكواكب، وهي الطريقة التي تقوم على التقاط تغيرات الإشارات التي يسببها دوران الأجسام الصغيرة مثل الكواكب حول أجسام أكبر مثل النجوم.
وسوف يتابع الفريق بحثه حول كوكب “وولف 1061 سي”، ليستنتجوا خوائصه القائمة على طريقة عبوره أمام النجم، وبذلك يكونون فكرة عن جو الكوكب، ومعرفة ما إن كان مواتياً للحياة أم لا، فهل سنكتشف في يوم، أن هناك حياة، وسكان على هذا الكوكب، كانوا يبحثون عنا أيضاً؟ ربما.
هذا الفيديو يوضح لك بشكل توضيحي الكشف المثير: