فاز السويسري جياني انفانتينو برئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم بعد حصوله على ١١٥ صوتًا مقابل ٨٨ للبحريني الشيخ سلمان آل خليفة، وأربعة أصوات للأمير علي بن الحسين الأردني في الجولة الثانية من الاقتراع.
الجولة الأولى من التصويت شهدت منافسة عربية لانفانتينو على مقعد رئاسة الفيفا، حتى أنها انتهت بتقدم السويسري جياني انفانتينو بـ٨٨ صوتًا فقط، مقابل ٨٥ صوتًا للشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، وقد حصل الأمير علي بن الحسين على ٢٥ صوتًا، وحل الفرنسي جيروم شامبين أخيرًا بسبعة أصوات.
الفارق كان 3 أصوات فقط بين المرشح العربي سلمان بن إبراهيم آل خليفة لكنه تضاعف في الجولة الثانية ليصل إلى 27 صوتًا في الجولة الثانية، وهو ما يعني بصراحة تخلي الأمير علي بن الحسين عن الشيخ سلمان في جولة الإعادة وعدم دعمه بأصوات الاتحادات التي انتخبته في الجولة الأولى والتي ربما كانت كفيلة بحسم الصراع مع السويسري لصالح المرشح العربي البحريني.
المتنافسون كان أبرزهم جياني انفانتينو السويسري الذي استفاد من هذا الانقسام العربي ليحصد ثقة أغلبية الجمعية العامة للاتحاد الدولي لكرة القدم، وهو صاحب 45 عامًا، ورئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، والذي يريد زيادة عدد المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس العالم إلى 40 فريقًا.
أما صاحب المركز الثاني فكان الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة البحريني، صاحب 50 عامًا، ورئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، والذي كانت أبرز ملامح برنامجه تقسيم الفيفا إلى قسم كرة قدم وقسم أعمال.
المركز الثالث كان من نصيب الأردني الأمير علي بن الحسين، الذي يبلغ من العمر 40 عامًا، وهو رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم الذي قاد حملة لرفع حظر ارتداء الحجاب في مباريات كرة القدم النسائية ويريد بحسب برنامجه “انتشال الفيفا من أزمتها وإرجاعها إلى عالم كرة القدم”، وقد طلب الأمير علي من الجمعية العامة استخدام أكشاك تصويت شفافة في انتخابات الأمس، لكن محكمة التحكيم الرياضية رفضت الطلب.
الصراع العربي بين صاحب المركز الثاني والثالث كان أحد الأسباب الرئيسية وراء انتزاع السويسري انفانتينو مقعد رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم، الصراع العربي وخلافاته حاضرة في انتخابات الفيفا دائمًا، ففي الانتخابات الماضية التي أقيمت عام 2015 والتي اكتسحها السويسري جوزيف بلاتر، كان الأمير علي بن الحسين حاضرًا في المنافسة لكن التخلي العربي عنه في الانتخابات أدى إلى فوز بلاتر رغم معارضة الأوربيين له الذين أيدوا الأمير علي .
هذا التخلي العربي كان بارزًا للغاية في الانتخابات الماضية لدرجة دفعت اللاعب الأرجنتيني التاريخي دييغو أرماندو مارادونا المعارض لبلاتر أيضًا ينتقد موقف بعض العرب من الأمير علانيةً عقب الانتخابات.
إلا أنه عقب مشاكل الفيفا وإيقاف بلاتر خلت الساحة تمامًا للأمير علي الذي قرر الترشح مجددًا وظن أنصاره أن اكتساحه للانتخابات بات وشيكًا حتى ظهر رجل الاتحاد الآسيوي الذي ينضم تحت لوائه الأمير علي أيضًا وهو رئيس الاتحاد الآسيوي البحريني سلمان بن إبراهيم آل خلفية الذي قرر منافسة الانتخابات ضد الأمير الأردني.
لم ينس الأمير الأردني هذه الخطوة في الانتخابات التي أفسدت ترشحه لمنصب رئاسة الفيفا، وقرر دعم السويسري في انتخابات الإعادة ضد البحريني، وهو الأمر الذي أهدى المنصب للسويسري ضحية الصراع بين العرب في هذا الموطن، منذ بداية قرار ترشح البحريني أمام المرشح الأردني، وعدم اتفاقهم في جولة الإعادة أيضًا أمام السويسري، وهو ما حرم العرب من الظفر بهذا المنصب لأول مرة في تاريخ كرة القدم، بعدما كانوا قاب قوسين أو أدنى منه.