تتزامن انتخابات مجلس الخبراء هذه السنة مع انتخابات البرلمان. ومن المؤكد أن هذه الانتخابات ستحدد مصير إيران في المستقبل. وتتمثل مسؤولية الأعضاء 88 في مجلس الخبراء في تعيين المرشد الأعلى في حال وفاة علي خامنئي أو عجزه عن أداء مهامه. وعلى الرغم من خضوعه لعملية جراحية في أيلول/سبتمبر 2014، إلا أنه لا زال بصحة جيدة.
يتم انتخاب الأعضاء 88 لمدة 8 سنوات، لذلك فهناك فرصة أن يقوم المجلس باختيار المرشد الأعلى الثالث في تاريخ إيران.
تحمل إحدى القوائم المرشحة لمجلس الخبراء اسم علي أكبر هاشمي رفسنجاني تحت شعار “خبراء الشعب”. ولم يعلن رفسنجاني بعد عن القائمة الرسمية التي من المرجح أن تضم أشخاصا لهم نفس التوجهات، مثل الرئيس حسن روحاني، وزير الاستخبارات السابق قربان علي دري نجف آبادي ووزير الاستخبارات سيد محمود علوي.
أثار موضوع استبعاد حسن الخميني، حفيد مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، جدلا واسعا داخل إيران وخارجها. إذ كشف الاعلام الإيراني عن تقارير تفيد بأن حسن الخميني كان قد أدرج في قائمة رفسنجاني. ولكن رغم تنحيته، يواصل أنصاره استخدام ملصقات الحملة الانتخابية التي تضمه إلى جانب رفسنجاني، خامنئي وروحاني.
وقد قدّم التيار المحافظ أيضا قائمة خاصة بهم. كما قدمت كل من جمعية “رجال الدين المقاتلين” وجمعية “مدرسي الحوزة العلمية”؛ اللتان تعتبران من بين الهيئات الدينية الأكثر تبني لمبادئ التيار المحافظ في إيران؛ قوائم خاصة بها في الانتخابات.
لكن هذا التنظيم لم يمنع وجود بعض التداخل في القوائم، فآية الله محمد امامي كاشاني يظهر على كلا القائمتين وعلى قائمة رفسنجاني أيضا. كما يظهر اسم روحاني أيضا ضمن قائمة “رجال الدين المقاتلين”.
يدعم كل من جمعية رجال الدين المقاتلين وجمعية مدرسي الحوزة العلمية مرشحين يعتبرون من أكثر رجال الدين تشددا في إيران، بما في ذلك رئيس مجلس صيانة الدستور آية الله أحمد جنتي وآية الله محمد تقي مصباح يزدي ومحمد يزدي.
وهناك أيضا قائمة أخرى تنتمي للتيار المحافظ، وتضم جنتي، يزدي، مصباح يزدي ومحمد علي موحدي كرماني، ويشغل هذا الأخير منصب الأمين العام لجمعية رجال الدين المقاتلين.
قدمت 16 امرأة ترشحها لمجلس الخبراء، إلا أن مجلس صيانة الدستور رفض ترشحيهن. في الحقيقة، لا يمنع الدستور المرأة من الترشح، إلا أن تمسك الهيئة بضرورة أن يكون المترشح متفقها في الدين ساهم في اقصاء الكثيرين.
ورغم التداخل في القوائم، إلا أن المنافسة اشتدت بين رفسنجاني ومجموعة التيار المحافظ. بصفته مستشاره المقرب، لعب رفسنجاني دورا هاما في وصول خامنئي إلى السلطة. لكن رفسنجاني لا يملك نفس النفود الذي كان يتمتع به سنة 1989. كان رفسنجاني قد ترأس مجلس الخبراء بداية من أيلول/سبتمبر 2007 حتى آذار/مارس 2011، لكنه فشل في محاولة للوصول للسلطة مرة أخرى في آذار/مارس 2014. ولذلك يعتقد الكثيرون أن قرار رفسنجاني عدم إدانة قادة الحركة الخضراء وصراعه العلني مع بعض السياسيين المتشددين كلفه نفوذه السياسي.
لم يصرح خامنئي عن اسم الشخص الذي يريده خليفة له، رغم إصرار رفسنجاني على ممارسة سلطته للتأثير على عملية اختيار خليفة للمرشد الأعلى. لكن العملية السياسية في إيران مفتوحة على كل الجبهات، ويمكن أن تشهد تدخل الحرس الثوري الذي من واجبه “حماية الثورة الإسلامية من كل التهديدات المحتملة”، بما في ذلك منع المرشحين المعتدلين مثل رفسنجاني من تمرير أجنداتهم في سياسة الدولة والوصول إلى السلطة.
المصدر: المونيتور / ترجمة: إيوان 24