اتفاق إيران: قواعد اللعبة في المنطقة تتغير

javad-zarif

“لقد توصلنا إلى اتفاق” هكذا أعلن جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني عن انتصار إيران في جولات تفاوضها مع الدول الكبرى حول البرنامج النووي الإيراني

الاتفاق الذي أُعلن فجر اليوم في جنيف، لا يعترف بحق إيران في تخصيب اليورانيوم وإنما يعترف ببرنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني.

تفاصيل الاتفاق ما زالت غير معروفة، لكن المسؤولين من إيران والدول الست الكبرى (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا إضافة إلى ألمانيا) عقدوا عقب الاتفاق مؤتمرات صحفية منفردة وقال كل منهم ما شاء.

وكشفت وثيقة أميركية أن إيران ستلتزم بتحييد مخزونها من اليورانيوم المخصب بنحو 20%، كما ستلتزم بوقف التخصيب فوق نسبة 5%،  كما أن الاتفاق يوقف التطوير في برنامج إيران النووي بما في ذلك مفاعل أراك الذي كان عائقا في التوصل لاتفاق خلال الجولات السابقة من المفاوضات.

وقال ديبلوماسي غربي اليوم في تصريحات ان ايران ستحصل على 4.2 بليون دولار من الصرف الاجنبي في اطار الاتفاق الذي ستحد بموجبه من برنامجها النووي مقابل حصول ايران على تخفيف محدود للعقوبات المفروضة عليها في ما يتعلق بالذهب والبتروكيماويات والسيارات. 

الرئيس الإيراني من جانبه قال أن الشعب الإيراني صوت للاعتدال. التعاون البناء والجهود المضنية بواسطة فرق التفاوض فتحت آفاقا جديدة، كما قال أن قوى العالم الآن تعترف بحق إيران في الطاقة النووية السلمية والتخصيب.

وزارة الخارجية الأمريكية: اتفاق جنيف هو أول خطوة لجعل العالم أكثر أماناً

ويليام هيغ، وزير الخارجية البريطاني، قال أن الاتفاق جيد بالنسبة للعالم وبالنسبة لإيران. والاتفاق يظهر أنه يمكن العمل مع إيران، وأنه بالدبلوماسية يمكننا التعامل مع المعضلات صعبة الحل

أوباما قال في فيديو أنه حقق أخيرا ما كان يرغب فيه منذ أن وصل إلى البيت الأبيض، منع إيران من الحصول على السلاح النووي، ومنعها سلميا

وقال أوباما “لقد أوقفنا التقدم في برنامج إيران النووي”

من ناحيته أكد وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، إن اتفاق إيران مع الدول الكبرى سيجعل إسرائيل أكثر أمنا. 

غير أن إسرائيل سارعت إلى التنديد بالاتفاق، ووصفه مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه “خطأ تاريخي”. وقال على تويتر في تدوينة بالعبرية لم يحاول ترجمتها إلى الانجليزية: “هذا الاتفاق التاريخي، إنها غلطة تاريخية”

حلفاء تل أبيب في الرياض بدوا صامتين هذا الصباح، فالانتصار الإيراني لا يمثل أول هزيمة للسعودية خلال الأسابيع القليلة الماضية، التي تخسر في سوريا وفي الأمم المتحدة وتُستنزف في مصر، بفعل سياسات رئيس استخباراتها بندر بن سلطان الذي أغرق السعودية في مآزق المنطقة.

مصادر دبلوماسية قالت خلال اليومين الماضيين أن السعوديين اتفقوا مع الإسرائيليين على أن يسمحوا لهم باستخدام مجالهم الجوي بشكل كامل، عن طريق السماح لتل أبيب باستغلال المجال الجوي السعودي في طيران الطائرات بدون طيار، أو هيليوكوبتر الإنزال أو حتى الطائرات الحربية.

فجريدة السنداي تايمز نقلت قبل أسبوع عن مسؤول في الموساد الإسرائيلي أن السعودية وإسرائيل تعملان جنبا إلى جنب لاتخاذ إجراء وقائي ضد إيران في حالة التوصل لاتفاق مع الدول الكبرى، وهو ما قد تم اليوم بالفعل.

واليوم صرح سفير الرياض في لندن بأن السعودية “لن تقف مكتوفة الأيدي” لو فشل الغرب في التعامل مع إيران

من جانبها، قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون إن الاتفاق المرحلي سيتيح الوقت والمجال لمحاولة تسوية المواجهة بين الغرب وإيران بسبب برنامجها النووي.

واعتبره وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس خطوة مهمة للحفاظ على “السلام والأمن” مؤكدا ضرورة مراقبة الاتفاق عن كثب “لضمان تنفيذه”.

الأسوشيتد برس قالت أن الولايات المتحدة وإيران خاضتا محادثات مباشرة وعلى مستويات عالية ما لا يقل عن ثلاث مرات خلال العام الماضي، ما مهد الطريق أمام هذا الاتفاق الذي وصفته بالتاريخي. إلا أن تلك المحادثات بقيت سرا ولم يعلم بها أقرب أصدقاء أميركا، بمن فيهم شركاؤها بالمفاوضات الإيرانية وإسرائيل، حتى الشهرين الماضيين.