أعلنت حديقة الحيوانات في منطقة بيسان التابعة لقطاع غزة في وقت من مساء يوم الخميس الماضي عن وفاة الشبلين الصغيرين – فجر وسجّيل – الذي ولدا يوم الاثنين من ذات الأسبوع، في الوقت الذي شكّلت فيه ولادتهما شكلاً من الأمل والتفاؤل في أوساط سكان قطاع غزة الذي تزيد وطأة الحصار تعقيد حياته اليومية من شكل لآخر خصوصاً بعد اعلان السلطات المصرية اغلاق معبر رفح الى أجل غير مسمّى وشلّ حركة الأنفاق بعد تدميرها وقصف متقطع من الجيش الاسرائيلي على القطاع.
وقبل أن يرد الخبر السيء بوفاة الشبلين قال حارس الحديقة محمد شبال: “انه انجاز كبير أن يولد الأشبال في قطاع غزة بعد أن فشلت الأم من الولادة لعدة محاولات، والآن يجب علينا محاولة ابقائهم على قيد الحياة”، الاشبال الذين كانوابصحة جيدة نقلت عدة تقارير عن أسباب وفاتهم أن اللبؤة رفضت اطعامهم لذلك قاموا باستبدال حليب الام بحليب كامل الدسم واطعام الاشبال بالايدي بدلاً عن الأم، اضافة الى السلوك العدائي للأب تجاه الاشبال.
و قال شادي حمد المشرف على الحيوانات في حديقة بيسان: “إن سبب نفوق الشبلين هو الافتقار الى الخبرة والموارد الضرورية للعناية بهما. فالحديقة تفتقر الى الاغذية والأدوية اللازمة، حاولنا الاتصال بالجهات ذات العلاقة في مصر ولكننا نعيش في ظروف حصار”.
وبعد ولادة الأشبال بيوم قامت طائرات الجيش الاسرائيلي بقصف عدة مواقع في قطاع غزة، قال عنها محمد أنه نقل الأشبال على اثرها الى غرفة آمنة خوفاً عليهم، اضافة الى تواصله الدائم مع الخبراء في مصر لأخذ المشورة بخصوص الأدوية واللقاحات الخاصة بالأشبال حديثي الولادة والغير متوفرة بطبيعة الحال بحكم الحصار، حتى استسلم الأشبال للموت بعد 3 أيام فقط من ولادتهم حتى قبل أن يتمكنّوا من فتح أعينهم لمعاينة القطاع المحاصر الذي ولدوا فيه.
وكحال أي شيء في غزة ، حياة الشبيلين الصغيرين ووفاتهم المفاجئة تسيّست بشكل بشكل سريع، الشبلين ولدا في الذكرى السنوية للحرب الاسرائيلية على غزة العام الماضي والتي استخدم أصحاب حديقة الحيوان اسمي فجر وسجيل لهما تيّمنا بصاروخ “فجر 5 ” واسم المعركة ” حجارة السجيل “، الا أن الظروف السياسية المفتعلة من قبل المحتل الاسرئيلي لا ترغب بأجواء الأمل والتفاؤل كل هذا القدر بين أبناء غزة، فسجيل وفجر الشبلين حديثي الولادة ان لم يموتا فعلاً بتأثير القصف الاسرئيلي فقد ماتا بفعل الحصار الذي يمارس على القطاع والذي لم تطيقه حتى الحيوانات.