أعلنت الحكومة الأردنية فجر اليوم ارتفاع حصيلة العملية الأمنية التي انطلقت في مدينة إربد مساء أمس الثلاثاء وانتهت فجر الأربعاء، إلى سبعة قتلى، إضافة لأحد عناصر قوات الدرك الأردني، فيما أقرت السلطات بأن المجموعة المستهدفة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
الأجهزة الأمنية الأردنية قالت أنها تعقبت مجموعة وصفتها بأنها خارجة عن القانون وانتهت المواجهة المسلحة معها مع ساعات الفجر الأولى بمقتل واعتقال آخرين، عندما اندلعت اشتباكات بين الشرطة الأردنية وجماعات مسلحة استمرت طول الليل في مدينة إربد شمال البلاد، حيث حاصرت قوات الأمن المجموعة المسلحة التي تحصنت في أحد المنازل.
هذه العمليات وصفت بأنها الأكثر عنفًا والأطول، وهو ما استدعى استنفار أمني وإغلاق للمحال التجارية وقطع للتيار الكهربائي في مناطق الاشتباكات، ووفق ما نقلته وكالة رويترز، فقد شاركت شرطة مكافحة الشغب والقوات الخاصة بهذه العمليات ضمن ما وصفه مسؤول أمني بأنها واحدة من أكبر عمليات التفتيش عن “الخلايا النائمة” التي تضم متعاطفين مع الجماعات الجهادية خلال الأعوام الماضية.
وقد وصف شهود عيان الوقائع لوسائل الإعلام الممنوعة من الوصول إلى مناطق الاشتباكات التي وقعت على بعد 80 كيلومترًا شمال العاصمة عمان والقريبة من الحدود السورية، حيث عاشت المدينة ما يشبه بحرب عصابات سمعوا خلالها دوي أصوات انفجارات وتبادل لإطلاق النار استمر لساعات، فيما أقروا باستخدام الشرطة الأردنية طائرات الهليكوبتر العامودية في عمليات الإسناد.
وتؤكد المصادر المحلية أن المستهدفين هم عناصر مرتبطون بتنظيم “داعش”، وهو ما أكدته بيانات الحكومة لكن بشكل غير مباشر، حيث صرح رئيس الوزراء الأردني، عبد الله النسور، أن المجموعة التي أطلقت عليها البيانات الأمنية أنها خارجة عن القانون والتي داهمتها قوات الأمن في مدينة أربد أمس، مجموعة إرهابية تنتمي إلى تنظيم إرهابي، دون توضيح أكثر.
يذكر أن الحكومة الأردنية مستمرة منذ أسابيع في عمليات مداهمات في هذه المناطق جرى خلالها اعتقال العديد من عناصر التيار السلفي الجهادي بينهم عناصر من جنسيات عربية، ولكن لم تكن الحملات تسفر عن اشتباكات بين الطرفين، خلافًا لما تم في هذه المداهمة التي تحولت إلى اشتباكات مسلحة بين الأمن وخلايا جهادية.
المخابرات تعلن إحباط مخطط إرهابي لداعش
هذا وقد أعلنت المخابرات الأردنية، تمكنها من إحباط ما أسمته “مخططًا إجراميًا وتخريبيًا” مرتبطًا بتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، مشيرة إلى أنه كان يستهدف الاعتداء على أهداف مدنية وعسكرية داخل الأردن، وذلك إشارة إلى الخلايا المسلحة التي داهمتها الأجهزة الأمنية في مدينة إربد.
هذا وقد نشرت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية “بترا”، بيانًا عن جهاز المخابرات الأردني عقب الإعلان عن انتهاء العملية الأمنية في إربد قال فيه إن “القوات الأمنية المختصة بتتبع المجموعة الإرهابية وتحديد مكانها، حيث اختبأت وتحصنت في إحدى العمارات السكنية في مدينة إربد، وبعد أن رفض الإرهابيون تسليم أنفسهم وأبدوا مقاومة شديدة لرجال الأمن بالأسلحة الأوتوماتيكية، قامت القوات المختصة بالتعامل مع الموقف بالقوة المناسبة، وقد نجم عن الاشتباك استشهاد النقيب البطل “راشد حسين الزيود” وإصابة 5 من قوات الأمن الأردني واثنين من المارة”.
وتابع البيان “كانت حصيلة عمليات المتابعة الاستخبارية التي سبقت تنفيذ العملية اعتقال 13 عنصرًا متورطًا في المخطط الإجرامي، ونتج عن الاشتباك مقتل 7 عناصر إرهابية كانوا يرتدون أحزمة ناسفة ويطلقون النار على قوات الأمن”.
إربد معقل السلفية الجهادية
جدير بالذكر أن منطقتي حنينا ومخيم إربد للاجئين الفلسطينيين الواقعتين شمال وسط المدينة تعتبر من معاقل السلفية الجهادية في مدينة إربد المشتهرة بأنها أحد أكبر المناطق الأردنية التي ينتشر فيها هذا الفكر، وتقدر مصادر غير رسمية عدد الجهاديين المتواجدين في المدينة بنحو 3 آلاف عنصر، من بينهم العديد من المناصرين لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
وإربد هي ثاني أكبر مدينة في الأردن، وبتواجد بها أيضا واحد من أكبر تجمعات اللاجئين السوريين في المملكة التي تستضيف قرابة من مليون ونصف من الفارين من الحرب في سوريا.
ونظرًا لقرب المدينة من الحدود السورية فإنه تأكد أن العشرات من التيار السلفي الجهادي قد سافروا عقب اندلاع الثورة السورية إلى الداخل السوري للقتال بجوار الفصائل السورية المسلحة ضد نظام بشار الأسد، وأصدرت محاكم اردنية أحكامًا على كثير منهم عقب عودتهم من سوريا، ويُعتقد أن بعضهم خضع لتجنيد فصائل جهادية في سوريا كجبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة أو تنظيم الدولة الاسلامية “داعش”.