استقبال النائب المُقال توفيق عكاشة للسفير الإسرائيلي في منزله ليست سابقة من نوعها ولا دليل على شئ سوى سير النائب في مجلس النواب ومالك فضائية الفراعين توفيق عكاشة في فلك سياسة النظام المصري الحالي الذي يرى العلاقات مع إسرائيل أحد مسوغات شرعيته في المنطقة.
استخدام ورقة العلاقات المصرية الإسرائيلية منذ انقلاب الثالث من يوليو في الضغط للاعتراف بالنظام الوليد كان واضحًا ولم ينكره أحد من أول يوم، بل إن صلب شرعية نظام الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي جزء كبير منها أتى عبر دور السيسي في حماية أمن إسرائيل.
إسقاط عضوية نائب في البرلمان بعد استقباله للسفير الإسرائيلي في منزله رغم إنكار رئيس مجلس النواب، علي عبدالعال، لهذا الأمر مرجعًا قرار إسقاط عضويته لسلوكيات النائب ومعلومات الأمن القومي التي تدوالها اللقاء، وذلك حتى لا يصطدم مع اتفاقية كامب ديفيد التي تفرض التطبيع فرضًا على الدولة المصرية بكافة مؤسساتها، وهو ما يفتح
يفتح ملف مظاهر التطبيع بين نظام السيسي وتل أبيب بعد انقلاب الثالث من يوليو والتي تغافل عنها متخذ قرار إسقاط عضوية عكاشة، والتي هدد عكاشة بفضحها بعد موقف استقباله للسفير الإسرائيلي وذلك بعيدًا عن الدافع وراء الموقف من النائب المقال.
تطبيع اقتصادي
عقب الانقلاب العسكري مباشرة نشرت صحيفة التايمز الأمريكية تقريرًا عن العلاقات المصرية الإسرائيلية بعد إزاحة الرئيس السابق محمد مرسي من الحكم، والتي وصفتها الصحيفة بأنها أضحت أكثر طبيعية بعد الانقلاب العسكري على عكس عهد مرسي والذي اتسم حكمه بوجود توتر بين الجانبين، إذ إن إسرائيل ستزود مصر بالغاز الطبيعي، وذلك بعد إبرام صفقة بقيمة 700 مليون دولار بعد أن كانت مصر تصدر هذا الغاز لإسرائيل في السابق.
مصالح استراتيجية
فيما أكدت صحيفة “هاآرتز” الإسرائيلية أن أحد أهم نتائج الانقلاب العسكري في مصر هو تقوية الروابط بين القاهرة وتل أبيب، وأكدت الصحيفة في مقال نشرته في سبتمبر من العام 2013 أنه من الصعب تجاهل حقيقة أن الإسرائيليين وسلطات الانقلاب العسكري في مصر يتشاركان -ليس فقط- في تعاون تكتيكي مؤقت وإنما تقاطع للمصالح الاستراتيجية بين البلدين.
وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أن دولة الاحتلال قامت بجهود مضنية في واشنطن وعند دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة كي تتجنب واشنطن وصف ما حدث في مصر بالانقلاب العسكري، وهو ما يعني -حسب القانون الأمريكي أن توقف أمريكا الدعم الذي ترسله لمصر كون حكومتها حكومة انقلاب عسكري.
وفود أمنية متبادلة
أما صحيفة معاريف فكشفت الستار عن وفد أمني إسرائيلي زار القاهرة عقب الانقلاب العسكري والتقى قيادة الجيش للتأكد من تواصل التعاون الأمني بين الجانبين. واعتبرت الصحيفة أن التعاون الأمني بين إسرائيل والجيش المصري “أصبح من العمق والاتساع” بشكل لم يسبق له مثيل، لكنهما يحاولان خفض مستوى الاهتمام الإعلامي بهذا التعاون الأمني.
عودة السفراء
في منتصف 2015 عين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حازم خيرت سفيرًا جديدًا للقاهرة لدى تل أبيب للمرة الأولى منذ نهاية 2012. وقد ثمن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخطوة التي أقبلت عليها القاهرة.
فيما أعلنت الحكومة الإسرائيلية، إعادة افتتاح سفارتها بالقاهرة، في خطوة جاءت بعد ما يقرب من شهر على إعادة مصر سفيرها إلى تل أبيب.
تنفيذ رغبات إسرائيلية
أكد وزير البنى التحتية والطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس إن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي غمر الأنفاق على حدود بلاده مع قطاع غزة بالمياه “بناءً على طلب من إسرائيل”، وأن “التنسيق الأمني بين إسرائيل ومصر أفضل من أي وقت مضى”.
ثقة وطمأنة متبادلة
أكد السيسي ذلك، في تصريحات لصحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، إنه يتحدث كثيرًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في معرض رده على سؤال حول نوعية العلاقات بين البلدين في الوقت الراهن.
واستطرد السيسي قائلًا: “أنا أريد فقط طمأنته بأن التوصل إلى اتفاق سلام سيكون صفقة تاريخية بالنسبة له ولإسرائيل، ونحن مستعدون لمدّ يد العون لتحقيق السلام”.
واستدل السيسي بمثال وصفه بأنه “يجسد عمق الثقة” بين مصر ودولة الاحتلال الإسرائيلي، وهو “سماح إسرائيل بنشر وحدات من الجيش المصري وسط وشرق صحراء سيناء، علمًا أن اتفاقية السلام تحظر ذلك”.
الاتفاق على اعتبار حركة حماس “إرهابية”
صدر حكم قضائي عقب الانقلاب العسكري من محكمة القضاء المستعجل، باعتبار حركة حماس منظمة “إرهابية”، في 28 فبراير من العام 2014. ولم يكن حكم القضاء المصري ضد حركة “حماس” الأول من نوعه، فسبقه حكم آخر باعتبار الجناح العسكري للحركة (كتائب القسام) حركة إرهابية، وهو نفس التصنيف الإسرائيلي للحركة وذراعها العسكري.
اقتراح السيسي توسيع معاهدة السلام مع إسرائيل
اقترح السيسي على هامش زيارته لنيويورك، حيث كان يلقي كلمة مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، “توسيع دائرة السلام مع إسرائيل لتشمل عددًا أكبر من الدول العربية”.
عمليات عسكرية مشتركة في سيناء
أكدت مصادر إسرائيلية عدة لوسائل الإعلام العبرية أن العمليات العسكرية المصرية في سيناء أصبحت تتم بناءً على المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية، بل تطورت لدرجة قيام الجيش الإسرائيلي نفسه بعمليات عسكرية محدودة داخل الأراضي المصرية، أبرزها الاستهدافات بطائرات دون طيار لعناصر جهادية في سيناء دون أي اعتراض من الجانب المصري.
تصويت مصر لصالح إسرائيل في الأمم المتحدة
صوتت مصر لصالح إسرائيل في عهد السيسي بشأن انضمامها لعضوية لجنة الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي التابعة للأمم المتحدة، رغم أن ليس هناك أي إرغام على هذا التصويت.
استعداد للتطبيع الرياضي
تصريحات أعلنها عزمي مجاهد المتحدث باسم الاتحاد المصري لكرة القدم لم يبدي فيها ممانعة من المشاركة في بطولة كأس العالم للشباب تحت 19 سنة، إذا تقرر إقامة البطولة في إسرائيل، معتبرًا أن الأمر طبيعي لوجود علاقات دبلوماسية بين مصر ودولة الاحتلال، كما برر موقفه بأن هناك لاعبين كرة قدم مصريين لعبوا في إسرائيل مع أندية أوروبية أثناء احترافهم وذلك لأن كرة القدم بعيدة تمامًا عن السياسة في وجهة نظره.
استقبال اللوبي الصهيوني بالقاهرة ومديح نتنياهو
استقبل السيسي في القاهرة عدة منظمات أمريكية يهودية التي تُشكل ما يسمى باللوبي الصهيوني في واشنطن أبرز الداعمين لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وخلال لقائه بهم نقلت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية تصريحات السيسي إليهم والتي كان منها وصف نتنياهو بالقائد العظيم الذي يمكن أن يطور المنطقة والعالم بأسره.