ترجمة وتحرير نون بوست
قامت سلطات الهجرة الأميركية باعتقال طالب مصري في ولاية كاليفورنيا حيث يواجه خطر الترحيل بعد نشره لتعليقات معادية في الفيسبوك ضد المرشح الجمهوري للرئاسة، دونالد ترامب.
في أوائل فبراير الماضي، نشر عماد السيد صورة لترامب على الفيسبوك، وكتب تعليقًا عليها: “إذا قتلت هذا الرجل لن آبه إن واجهت حكمًا بالسجن مدى الحياة والعالم سيشكرني على ذلك”، وفقًا لتصريحات محاميه، هاني بشرى، الذي اطلع على مشاركة السيد ضمن جلسة محاكمة في محكمة الهجرة بعد عرضها من ضمن الأدلة من قِبل المحامين الحكوميين.
سافر السيد من القاهرة إلى الولايات المتحدة بتأشيرة طالب في منتصف سبتمبر لحضور دروس التدريب على الطيران في أكاديمية الطيران العالمي في لوس أنجلوس، وفقًا لما ذكرته شقيقته عهود التي تعيش في مصر، ويظهر السيد، 23 عامًا، ضمن الصور التي نشرها على صفحته الفيسبوك بأشكال مختلفة في قمرة القيادة، أو مبتسمًا وهو يرتدي النظارات الشمسية أمام لافتة هوليوود.
يأتي تهديد السيد واعتقاله اللاحق وسط حملة انتخابية مثيرة للانقسام، ينخرط فيها ترامب في خطاب معادٍ للإسلام وللعرب، بما في ذلك دعوته لفرض حظر على المسلمين من دخول الولايات المتحدة، وتكراره باعتزاز خرافة قيام جنرال أمريكي بإعدام أسرى مسلمين في الفلبين برصاص مغموس في دم خنزير، كما أنه لا يستبعد المطالبة بإنشاء قاعدة بيانات للمسلمين الأمريكيين، ويزعم زورًا بأن العرب في نيوجيرسي كانوا يحتفلون ويهتفون عند سقوط برجي مركز التجارة العالمي في أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
وفقًا لوثيقة مقدمة من قِبل الحكومة خلال جلسة الاستماع الأولى، فإن مالك مدرسة تعليم الطيران، أليكس خطيب، هو الذي أبلغ مكتب التحقيقات الفيدرالي عن مشاركة السيد في 3 فبراير المنصرم، وحينها عمد مكتب التحقيقات الفيدرالي لإرسال المعلومات إلى فرقة العمل المشتركة لمكافحة الإرهاب, وزارة الخارجية، وجهاز الخدمة السرية.
وفقًا للمحامي بشرى، وبتاريخ 4 فبراير، أي بعد يومين أو ثلاثة أيام من نشر السيد لمشاركته على الفيسبوك، جاء عميلان من جهاز الخدمة السرية إلى مدرسة تعليم الطيران، واستجوبا السيد لمدة ساعتين، حيث استفسرا عن خلفيته، وما إذا كان مرتبطًا مع أي جماعات إرهابية، وإبان مغادرتهما، قام السيد بحذف المشاركة على الفيسبوك، وتؤكد الوثيقة المقدمة من قِبل الحكومة بأن “عميلي الخدمة السرية قابلا السيد بخصوص موضوع التهديد” المنشور على الفيسبوك.
يشير خطيب، مالك أكاديمية الطيران العالمي، بأن ذات عميلي الخدمة السرية اتصلا به، وفقًا للبيان الصادر عنه والذي تم تقديمه إلى المحكمة، علمًا بأن خطيب وجهاز الخدمة السرية امتنعا عن التعليق على الموضوع عندما تواصلت معها صحيفة الإنترسبت.
يوضح بشرى بأنه بتاريخ 5 فبراير، وصل العملاء لمنزل السيد وقاموا بتفيتيش ممتلكاته، سيارته، وجهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به، وبعد أسبوع تقريبًا، وتحديدًا في 11 فبراير، زار العملاء خطيب في مدرسة تعليم الطيران، “لقد قالوا لي بأن وزارة الخارجية ألغت تأشيرة الـ(M-1) الصادرة باسم السيد وأنه يُفضل أن يغادر السيد البلاد”، كتب خطيب في بيانه المقدم إلى المحكمة، علمًا بأن تأشيرة (M-1) هي إحدى أنواع تأشيرات الطالب المخصصة للمدارس المهنية، وتابع خطيب في بيانه موضحًا: “لقد قالوا لي بأنه لن يتم تقديم اتهامات جنائية بحق السيد، وأن الشيء الوحيد المتبقي هو إنهاء الـ (I-20) الصادرة باسمه، لذلك، وبناء على المعلومات وعلى اقتراحاتهم، قمت بإنهاء وثيقة الـ (I-20) العائدة للسيد”.
وثيقة الـ(I-20) هي وثيقة تصدرها المدارس المعتمدة من قِبل برنامج الطلبة وتبادل الزوار في مصلحة الهجرة والجمارك، وعندما تم إنهاء وثيقة الـ(I-20) الخاصة بالسيد من قِبل أكاديمية الطيران العالمي، خسر تبعًا لذلك تأشيرة الطالب الخاصة به.
في اليوم التالي، ووفقًا لبيان خطيب، اتصل الأخير بالسيد بإيعاز من وكلاء الخدمة السرية، وطلب منه الحضور إلى المدرسة، وبعيد وصوله، ألقى موظفو الهجرة المرافقين لعملاء الخدمة السرية القبض عليه فورًا.
“تم اصطحاب السيد إلى السجن في 12 فبراير من قِبل ضباط الهجرة والجمارك وضباط الجمارك وعمليات الترحيل بتهمة خرق شروط قبوله في الولايات المتحدة”، قالت فيرجينيا كايس، المتحدثة باسم إدارة الهجرة والجمارك، في بيان أُرسل عبر البريد الإلكتروني، وتابعت: “وضعت إدارة الهجرة والجمارك السيد ضمن إجراءات الترحيل، والأمر الآن خاضع لسلطة محاكم الهجرة لتحديد فيما إذا كان يتمتع بأساس قانوني يخوله البقاء في الولايات المتحدة”.
يقول المحامي بشرى، المتخصص في قضايا الهجرة، بأن جهود الحكومة الناجحة لإلغاء تأشيرة الطالب الخاصة بالسيد تبدو أقرب لعمليات “البلطجة”، “لم يسبق لي وأن رأيت بتاتًا شيئًا من هذا القبيل”، قال بشرى، وتابع: “لقد تم استخدم الهجرة كوسيلة لمعاقبة السيد وطرده من البلاد بعد أن رفض مكتب المدعي العام في الولايات المتحدة، وهو أعلى ذراع قضائي للسلطة التنفيذية، ملاحقة السيد وفقًا لهذه القضية وإحضاره إلى المحكمة”.
في جلسة الاستماع، وجد قاضي الهجرة بأنه ينبغي على السيد أن يغادر البلاد، إلا إذا تمكن من الحصول على إعادة قبول لتأشيرته كطالب، وفقًا لما أوضحه بشرى، علمًا بأن خطيب ادعى في بيانه بأنه على استعداد لإصدار وثيقة (I-20) جديدة للسيد ليتسنى له استكمال تعليمه في المدرسة، ولكن مع ذلك، قد تستغرق عملية إعادة استصدار هذه الوثيقة فترة تصل إلى خمسة أشهر، وعلى الأرجح سيقضي السيد معظم هذا الوقت في المعتقل.
من الجدير بالذكر، بأن قاضي الهجرة رفض في جلسة الاستماع الإقرار بوجود العلاقة السببية، بعد أن قدمت الحكومة ضمن الجلسة منشور الفيسبوك المحذوف من قِبل السيد، وزعمت بأن الأخير يشكل خطرًا على المجتمع، وذلك وفقًا لما أفادنا به المحامي الوكيل.
من المقرر عقد جلسة المحكمة التالية بتاريخ اليوم، 4 مارس، حيث سيحاول بشرى التوصل إلى صفقة تسمح للسيد بالخروج من السجن مقابل السماح له بترتيب أموره لمغادرة البلاد، “إنه محطم” يقول بشرى، ويضيف: “إنه يشعر بالظلم، وبأن أقواله التي تشير بأنه لم يكن يقصد كل ذلك لا تُؤخذ بعين الاعتبار، ولا زال لا يفهم سبب حدوث جميع تلك الأمور”.
المصدر: الإنترسبت