تشير التطورات التي تعيشها عواصم عدد من دول أوروبا إلى صراع نفوذ محتدم بين روسيا والاتحاد الأوروبي حول عدد من الدول التابعة سابقا للاتحاد السوفياتي والتي بدأت تقترب في العقد الأخير من الاتحاد الأوروبي، فبينما تسعى أوروبا إلى عقد اتفاقية شراكة جديدة مع أوكرانيا، وتسعى الحكومة المولدوفية إلى الانضمام إلى الاتحاد، علقت الحكومة الأوكرانية المفاوضات الجارية حول الاتفاقية، ونظم الحزب الشيوعي المولدوفي مظاهرات ضخمة رافضة للانضمام إلى الاتحاد.
وفي العاصمة الأوكرانية كييف، رفع آلاف المتظاهرون لافتات كتب عليها “أحب أوروبا”، وذلك احتجاجا منهم على رضوخ حكومتهم لما أسموه ضغوطا روسية جعلتها تتراجع عن التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي، والتي كان يفترض أن يتم الانتهاء من إجراءات توقيعها خلال القمة التي ستعقد في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا خلال الفترة من 28 إلى 29 من الشهر الجاري.
وحسب وكالة الأناضول، أصيبت الأوساط الدبلوماسية في الاتحاد الأوروبي في بروكسل بخيبة أمل كبيرة بعد تخلي أوكرانيا عن اتفاق الشراكة مع الاتحاد، وإعلانها الانضمام إلى الاتحاد الجمركي مع روسيا، في حين دعت رئيسة الوزراء السابقة، يوليا تيموشينكو، زعيمة حزب “باتكيفشينا” (الوطن) المعارض، والتي تقبع حاليا في السجن، أنصارها للنزول إلى الشارع، محذرة الرئيس الأوكراني فكتور يانوكوفيتش من ارتكاب “الخطأ الأكبر في حياته”، حيث قالت في رسالتها أن عقد الاتفاقية مع الاتحاد الأوروبي هو “الفرصة الوحيدة للبقاء في الحياة السياسية” بالنسبة ليانوكوفيتش.
ومن جهة أخرى، وفي العاصمة المولدوفية، شيسيناو، انقسم المتظاهرون إلى قسمين، فتظاهر عشرات الآلاف رافعين أعلام الاتحاد الأوروبي ومطالبين بلادهم بالانضمام إلى الاتحاد، في حين تظاهر آخرون، بدعوة من الحزب الشيوعي، أمام مبنى الحكومة منددين بسعي حكومتهم إلى الانضمام إلى الاتحاد، حيث قال زعيم الحزب فلاديمير فورونين –حسب يورو نيوز- للمتظاهرين: “الحكومة تكذب على شعب هذا البلد، هم يتجاهلون الرأي العام وذلك لأنهم سيوقعون على اتفاق سري للشراكة مع الإتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل في فيلينوس بليتوانيا”، مشيرا إلى أن الحكومة مطالبة بتوثيق علاقات مولدوفيا مع روسيا.