انتهت المواجهات التي دارت في محافظة إربد الثلاثاء 1 مارس، بين الأجهزة الأمنية وعدد من عناصر تنظيم الدولة “داعش”، وامتدت إلى فجر يوم الأربعاء، وأسفرت عن مقتل 7 عناصر من التنظيم المتشدد وضابط، إضافة إلى إصابة 5 من رجال الأمن، و2 من المواطنين.
ما حدث كان متوقعًا، فقد حذر الكثير من المراقبين والخبراء المتخصصين في شؤون داعش، من إمكانية قيام التنظيم بأعمال عسكرية أو تنفيذ تفجيرات بمنشآت ومصالح حكومية مدنية كانت أو عسكرية، عبر خلايا نائمة تابعة له في محافظات المملكة خاصة في المحافظات التي ينشط فيها.
من ناحيته، قال مصدر أمني معلقًا على ما حدث: “إن المواجهات مع الخلية المسلحة في إربد استمرت لساعات، وشملت أكثر من منطقة وحي داخل مخيم إربد، ونتج عنها مقتل 7 عناصر من الخلية، إضافة إلى استشهاد ضابط، وإصابة 4 من رجال الأمن”.
وبيّن المصدر الأمني أن “الأجهزة الأمنية قامت باعتقال وتوقيف 22 مطلوبًا بعد المواجهات، في الوقت الذي تم فيه ضبط وإحراز أسلحة أوتوماتيكية ومواد متفجرة ومواد صاعقة وكمية من الذخيرة”.
ولفت المصدر الأمني إلى أنه “بالرغم من انتهاء المواجهات، فإن الأجهزة الأمنية ما زالت على أهبة الاستعداد والاستنفار، علاوة على السير في إجراءات المتابعة لأهداف العملية التي قد تسفر عن ضبط وكشف مزيد من المتورطين”.
بدوره، علق الخبير في شؤون تنظيم الدولة، مروان شحادة قائلاً: “كما توقعنا وقلنا من قبل، إن تنظيم الدولة لم يأل جهدًا في التحضير لعمليات تمس مصالح النظام والدولة، وما حدث في إربد كان جزءًا مما توقعنا”.
ولم يستبعد شحادة أن يكون هناك مزيد من العناصر والخلايا التي تعمل على التحضير والتجهيز لأمر ما، انتقامًا مما حدث في إربد”، داعيًا الأجهزة الأمنية إلى مزيد من اليقظة والحذر في هذا الآونة على الأقل، متسائلاً “هل ستكون علمية إربد الأخيرة، أم أن في جعبة تنظيم الدولة مزيد من التحضير والتجهيز لشن هجوم على مصالح الدولة ومنشآتها الحيوية”.
من جهته، قال مصدر مطلع فضل عدم ذكر اسمه: “إن مقدمة العملية العسكرية التي دارت في إربد، كان سببها اعتقال عناصر من تنظيم الدولة في الأسابيع الماضية، الأمر الذي اعترف من خلاله المعتقلين على العناصر التي تحصنت في إحدى منازل مدينة إربد”.
وتابع المصدر أنه وبعد عمليات مراقبة من قِبل الأجهزة الأمنية المختصة، تم اتخاذ القرار، ومداهمة المنزل الذي يختبئ فيه المسلحون، بعد رفضهم لأوامر تسليم أنفسهم.
إلى ذلك، أوضح قيادي في التيار السلفي الجهادي أن الأجهزة الأمنية تشن حملة اعتقالات في مدينة إربد منذ حوالي أسبوعين، إذ اعتقلت العشرات من أنصار ومؤيدي تنظيم الدولة قبل عملية المداهمة والمواجهة في إربد.
وقال القيادي الذي طلب عدم ذكر اسمه: “إن جميع من قتل في المواجهة، هم سلفيين جهاديين أردنيين”، نافيًا في الوقت ذاته أن يكون بينهم من يحمل جنسية غير أردنية.
يبقى القول أن دائرة المخابرات العامة، كشفت أنها تمكنت بعد عمليات متابعة استخبارية دقيقة من إحباط مخطط إرهابي لتنظيم داعش كان يهدف للاعتداء على أهداف مدنية وعسكرية داخل المملكة وزعزعة الأمن الوطني.
وقالت الدائرة في بيان صحفي صدر عنها الأربعاء: “قامت القوات الأمنية المختصة بتتبع المجموعة الإرهابية وتحديد مكانها، حيث اختبأت وتحصنت في إحدى العمارات السكنية في مدينة إربد، وبعد أن رفض الإرهابيون تسليم أنفسهم وأبدوا مقاومة شديدة لرجال الأمن بالأسلحة الأوتوماتيكية، قامت القوات المختصة بالتعامل مع الموقف بالقوة المناسبة، وقد نجم عن الاشتباك مقتل النقيب راشد حسين الزيود وإصابة 5 من قوات الأمن الأردني واثنين من المارة”.
وأضاف البيان أن “حصيلة عمليات المتابعة الاستخبارية التي سبقت تنفيذ العملية، هي اعتقال 13 عنصرًا متورطًا بالمخطط الإرهابي، ونتج عن الاشتباك مقتل 7 عناصر إرهابية كانوا يرتدون أحزمة ناسفة ويطلقون النار على قوات الأمن”.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور خلال جلسة الأعيان الأربعاء معلقًا على عملية أربد: “إن الجماعة التي اشتبكت معها الأجهزة الأمنية في إربد مرتبطة بتنظيمات إرهابية قد خططت لتعتدي على أمن الوطن”.
نُشر الموضوع في شبكة أردن الإخبارية