أكد رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد أن هجمات مدينة بنقردان الحدودية مع ليبيا جنوب تونس، أمس، كان هدفها إقامة إمارة داعشية في بنقردان، وأوضح رئيس الوزراء التونسي أن الهجوم قامت به مجموعة مكونة من حوالي 50 إرهابيًا أغلبهم تونسيين، حيث أكد الصيد خلال ندوة صحفية عقدها اليوم بقصر الضيافة بقرطاج عقب اجتماع وزاري استثنائي لتدارس الوضع في بنقردان أن هدف المهاجمين كان إقامة “إمارة داعشية”، وأن أغلبهم تونسيين وتوقع وجود أجانب بينهم.
وأوضح أنه تم التعرف على جنسيات 4 أشخاص تونسيين مع تواصل البحث عن جنسية باقي الإرهابيين، وأضاف “ربحنا معركة لكن لم نربح بعد معركة الإرهاب التي مازالت متواصلة، نحن جاهزون لمجابهة أي طارئ وهذه رسالة للإرهابيين أن تونس صعبة“.
وشدد على أهمية ما وصفه بالانعكاسات الإيجابية لهذه العملية قائلاً: “نتائج هذه العملية كانت إيجابية في مجملها مع وجود خسائر من المدنيين وقوات الأمن والجيش”، وأكد كذلك أن”أسر الإرهابيين كان له انعكاس هام وتمكنا من الحصول على عدة معلومات توصلنا من خلالها إلى حجز أسلحة وحافلة و3 مخابئ لأسلحة متنوعة”.
وبيّن الصيد أن حصيلة عملية البارحة كان القضاء على 36 إرهابيًا وأسر 7، مع تسجيل استشهاد عنصر من الجيش الوطني وعنصر من ديوانه (الجمارك) و10 من قوات الأمن الداخلي (3 شرطة و7 من الحرس منهم واحد تم اغتياله في منزله) واستشهاد 7 مدنيين كانوا يدافعون عن بلادهم، بالإضافة إلى 7 جرحى من الأمن و7 في الجيش و3 جرحى على مستوى المدنيين.
وأوضح رئيس الحكومة أنه تم إيقاف 31 إرهابيًا في شهر فبراير والقضاء على 49 إرهابيًا، وأشار إلى “أن استعداد الجيش والأمن التونسي كان بناءً على وجود معلومات لإمكانية وقوع هجوم مسلح على أهداف أمنية وعسكرية في بنقردان”، وجدد الصيد رفض بلاده أي وجود عسكري أجنبي بها حيث قال: “تونس مستقلة ولا سبيل لدخول أي قوات أجنبية لتونس لها أن تساعدنا بطريقة غير مباشرة”.
في تعليقه على الهجوم قال الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في تصريح نقله التلفزيون الرسمي: “هذا هجوم غير مسبوق ومنظم ومنسق، وكانوا يقصدون منه، ربما السيطرة على الأوضاع في هذه المنطقة والإعلان عن ولاية جديدة“، وقال إن المواطنين الآن في حالة حرب ضد هذه الهمجية والجرذان الذين سنقضي عليهم نهائيًا”.
دبلوماسيًا أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند دعم فرنسا لتونس، وذلك في بيان أصدره الإليزيه جاء فيه أن “فرنسا تقف إلى جانب تونس التي استهدفت مرة جديدة لأنها رمز، إن فرنسا عازمة أكثر من أي وقت على مواصلة وتكثيف تعاونها مع تونس في مكافحة الإرهاب”.
في حين اعتبر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن هدف هذا الهجوم “زعزعة الديموقراطية التونسية”.
من جهة أخرى أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون “الهجوم الإرهابي” الذي نفذته جماعة مسلحة أمس الإثنين ضد ثكنة للجيش التونسي في مدينة بنقردان، في بيان أصدره في وقت متأخر الليلة الماضية بتوقيت نيويورك وأكد فيه “التزام الأمم المتحدة بالوقوف إلى جانب الشعب التونسي وهو يواجه آفة الإرهاب ويعمل من أجل المحافظة على مكتسبات الثورة”، وأعرب في البيان عن تعازيه القلبية لأسر الضحايا وكذلك لشعب وحكومة تونس وتمنى الشفاء العاجل للمصابين.
بدورها أعربت منظمة التعاون الإسلامي عن تضامنها مع تونس في محاربتها للإرهاب، وأكد الأمين العام للمنظمة إياد بن أمين مدني، في بيان له اليوم الثلاثاء، دعم المنظمة لتونس في حربها ضدّ الإرهاب، ومجدِّدا موقف المنظمة المبدئيّ والثّابت الذي يدين الإرهاب بأشكاله وصوره كافة.
وأدانت واشنطن بشدة “الهجوم الإرهابي، وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، جون كيربي، في موجز الوزارة الصحفي من واشنطن أمس، “ندين بشدة الهجوم الإرهابي الذي وقع اليوم في مدينة بنقردان، وتسبب في مقتل 10 من مسؤولي الأمن التونسي على الأقل، و5 آخرين من المدنيين”، وأضاف “نتقدم بتعازينا ومشاعرنا القلبية إلى عوائل الضحايا، ونثني على الشجاعة والاستجابة السريعة لقوات الأمن التونسي”، مشيرًا إلى أن بلاده “تشارك مخاوف تونس حول النشاطات المتطرفة، الخارجية والداخلية، والتهديد الذي تمثله على استقرار البلاد وازدهارها”.
وشدد كيربي على التزام الولايات المتحدة، بأمن تونس وبالشراكة المتقاربة بين البلدين، من أجل التصدي للتحديات الأمنية في أرجاء المنطقة، مجددًا “جهود بلاده لمساعدة الحكومة التونسية”.
كما أدانت مصر الهجوم الإرهابي، على لسان المتحدث باسم الخارجية المستشار أحمد أبو زيد، في بيان له قائلًا “تدين مصر بأشد العبارات الهجوم الإرهابي الذي استهدف صباح اليوم منشآت عسكرية وأمنية في مدينة بن قردان في تونس، والقريبة من الحدود التونسية والليبية”، وأعرب أبو زيد عن “خالص تعازي مصر حكومة وشعبًا لحكومة وشعب تونس في ضحايا الحادث الإرهابي، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان”، مؤكدًا تضامن بلاده مع تونس في مواجهة الإرهاب.
بدورها أدانت الجزائر بشدة الهجوم الإرهابي وقال الناطق باسم الخارجية الجزائرية بن علي الشريف في بيان له “ندين بشدة الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مدينة بنقردان بتونس ونشيد بالرد الشجاع والصارم لقوات الأمن التونسية، ونعرب للشعب والحكومة التونسيين الشقيقين عن تضامننا التام والكامل”، وأضاف “إذ نجدد في ذات السياق رفضنا للإرهاب بكل أشكاله وندعو جميع الفاعلين الإقليميين والدوليين إلى تعزيز تعاونهم وتوحيد جهودهم لهزيمة الإرهاب أينما وجد، وهذا هو هدفنا الإستراتيجي المشترك”.
وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية اليوم الثلاثاء الهجوم الذي نفذه مسلحون إرهابيون على مدينة بن قردان في تونس، حيث أدانت الوزارة في بيان لها بأشد العبارات “الهجوم الإرهابي الذي نفذته قوى الظلام التكفيرية في مدينة بن قردان في تونس، على الحدود الليبية”، وحيت الوزارة، بحسب البيان “شجاعة القوات المسلحة التونسية”، مشددة على ضرورة دعم القوى العسكرية الوطنية في كافة الدول العربية لتوحيد الجهود في مواجهة الإرهاب واجتثاث جذوره الفكرية وتجفيف مصادر تمويله، وأكدت تضامنها مع الشعب والحكومة والرئاسة التونسية.
وأعرب الاتحاد الأوروبي عن إدانته الشديدة للهجوم، وجددت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني، في بيان صحفي، تضامنها مع شعب وحكومة تونس، وقدمت خالص تعازيها “لأسر الضحايا من بين السكان المدنيين وقوات الأمن”، وأوضحت موغريني في البيان أن الإرهاب هو تحدي مشترك يتطلب استجابة مشتركة.
وكان الاتحاد الأوروبي قد كثف في الآونة الأخيرة، التعاون مع تونس في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب، لاسيما مع إطلاق برنامج طموح لدعم إصلاح القطاع الأمني.
وأعلنت السلطات التونسية أمس إحباط الهجوم المسلح الذي استهدف منطقتي الحرس والأمن الوطنيين وثكنة الجيش الوطني، وأدى إلى مقتل 18 مدنيًا وأمنيًا على الأقل، وجرح 15 آخرين، وقررت وزارة الداخلية فرض حظر تجول ليلي اعتبارًا من الساعة 19.00 بالتوقيت المحلي وحتى الخامسة صباحًا في مدينة بنقردان التي يقطنها نحو 60 ألف شخص، وحذرت الوزارة بأن كل مخالفة لهذا القرار تعرّض مرتكبها إلى الخطر والتبعات القانونية.
وأعلنت وزارتا الدفاع والداخلية أن وحدات عسكرية وأمنية تقوم حاليًا بتمشيط كامل منطقة بنقردان لمطاردة وتعقب ما تبقى من عناصر المجموعات الإرهابية، مع تأمين مداخل المدينة والنقاط الحساسة وتكثيف الطلعات الجوية بالمنطقة وعلى مستوى الشريط الحدودي وغلق المعابر الحدودية برأس الجدير والذهيبة/ وازن، ودعت الوزارتان كافة سكان المدينة إلى “ملازمة المنازل والحذر والهدوء” وإلى “الإبلاغ عن أي تحركات لمشبوهين”.
كانت وحدات مشتركة من الجيش والأمن قد قتلت الأربعاء الماضي خمسة مسلحين تحصنوا بمنزل ببنقردان اقتحمته قوات الأمن والجيش، وذكرت وزارة الداخلية أن القتلى الخمسة بينهم أربعة تونسيين وينتمون إلى “مجموعة إرهابية” خططت لتنفيذ عمليات إرهابية، لافتة إلى أن بقية عناصر المجموعة هربوا في اتجاهات مختلفة بواسطة سيارات.