افتتحت مؤخرًا محطة قطار “الكوة” في مدينة نيويورك، أحد أكبر المشاريع في تاريخ المدينة بتكلفة كلية تزيد عن أربعة مليارات دولار، صممت محطة الكوة لتستبدل مركز النقل المدني “PATH” الذي دمر في أحداث الحادي عشر من ديسمبر عام 2001.
تقف المحطة الجديدة في قلب المدينة الأمريكية الأكبر في فخر وتعالي شديدين، كيان عملاق من الزجاج والصلب صمم ليبدو كحمامة تشرع أجنحتها إلى السماء.
صمم المحطة أحد أشهر المعماريين الأحياء في عصرنا هذا، الإسباني سانتياجو كالاترافا، أشهر معماري الأسلوب المستقبلي أو الاستشرافي في العمارة، أو رسول الصلب والزجاج كما يسميه أبناء المهنة.
يعرف كالاترافا في أنحاء العالم بمشاريعه العملاقة خيالية التكاليف والمتأخرة عن مواعيد تسليمها دائمًا، إذ تم افتتاح الكوة بعد مرور ما يزيد عن سبع سنوات على موعد التسليم الأصلي، ووصلت التكلفة الإجمالية إلى ضعف التكلفة المتفق عليها.
تختلف الكوة عن أي محطة قطار قد تكون في مخيلة القارئ، فهي تفتقد لأي من مكونات محطات القطار المعتادة من ساعات عملاقة وخرائط ومكاتب تذاكر واستعلامات، الكوة عبارة عن مساحة مفتوحة عملاقة، مساحة تهدف للعب بالضوء قبل أي شيء، مساحة تقدم نفسها كمنظر قبل أن تقدم نفسها كمحطة قطار ذات استخدامات عملية.
يمكن الزعم أن الكوة تمثل صورة مصغرة من أمريكا وقيمها بشكل عام؛ كيان عملاق يتباهى بحجمه قبل كل شيء، كيان كلف مبالغ خيالية من الأموال؛ وصمم ليبقي على حركة مستخدميه الدائمة بحيث لا يسمح ببقائهم فيه لفترة ممتدة.
يلفت النظر أن أغلب زوار المحطة يقومون بتصوير المكان بهواتفهم المحمولة عوضًا عن ركوب القطار
يسخر سكان المدينة من المبنى قائلين أنه يشبه القفص الصدري لديناصور من الداخل
على الرغم من التكلفة والتأخر الكبير؛ ما زالت الانشاءات تجري في الطابق الثاني من المحطة
تشرع الحمامة أجنحتها في سماء نيويورك في فخر يتناسى تمامًا المأساة التي حدثت في ذات المكان منذ خمسة عشر عامًا