تضامن واسع مع تونس ضد تهديدات تنظيم الدولة

1017720330

نفذت مجموعة مسلحة أول أمس هجومًا على أهداف أمنية وعسكرية في مدينة بنقردان الحدودية جنوب تونس بهدف إقامة “إمارة داعشية” في المدينة حسبما أوضح رئيس الوزراء التونسي.

حيث عمدت المجموعة المسلحة إلى إطلاق نار كثيف على المواقع الأمنية والعسكرية في المدينة ومداهمة بعض المنازل، وتم سماع إطلاق نار كثيف في أرجاء متفرقة من بنقردان، إضافة إلى سماع دوي بعض الانفجارات، في ظل اشتباكات بين القوات الأمنية من الجيش والشرطة التونسية وبين المهاجمين.

وأعلنت الوحدات الأمنية والعسكرية تمكنها بعد ذلك، من القضاء في حصيلة أولية، على 28 مسلحًا والقبض على 7 آخرين، فيما تقدر أعداد المشاركين في الهجوم نحو 70 شخصًا يعتقد أنهم خليط من الخلايا الإرهابية في الداخل التونسي بالإضافة إلى مجموعات قادمة من ليبيا.

في الوقت الذي أكدت فيه البيانات العسكرية التونسية وفاة 7 مدنيين، وكذلك 6 رجال أمن في صفوف الوحدات الأمنية وإصابة آخر، مع وقوع حالات وفاة وإصابات بين قوات الجيش التي شاركت في صد هجوم المسلحين.

على إثر هذا أعلنت وزارتي الداخلية والدفاع الوطني دعوتها إلى كافة ساكني منطقة بنقردان إلى ملازمة المنازل والحذر والهدوء والتقيد بمقتضيات قرار حظر التجول الذي أعلنته السلطات من الساعة السابعة مساءً إلى الساعة الخامسة صباحًا.

الحالة التي تعيشها المدينة الحدودية تحت الحصار الأمني وتحليق الطائرات العسكرية لضبط بقايا المسلحين في المدينة دفعت المواطنين في تونس إلى التضامن مع المدينة التي تتعرض لهجوم غير مسبوق.

خاصة في ظل ورود عن تجدد الاشتباكات مرة أخرى أثناء تمشيط قوات الأمن التونسية للمدينة بحثًا عن بقية الخلايا المسلحة التي اقتحمت المدينة، ليعلن الجيش التونسي ارتفع عدد قتلى المهاجمين إلى 42 منذ بداية الأحداث.

هذه الهجمات التي يُعتقد في ضلوع تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” بها أثارت موجة من التعاطف على مواقع التواصل الاجتماعي مع قوات الأمن التونسية التي اعتبرها التونسيون تتصدى لإقامة فرع لداعش في بلادهم.

وصفت هذه المغردة الحالة التي تعيشها تونس الآن في بنقردان بأنها تلك الحالة التي كانوا يسمعون عنها في الرقة أحد معاقل تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.

فيما أعلن التونسيون الحداد على أرواح الجنود الذين سقطوا في المواجهات مع المسلحين في بنقردان تعبيرًا عن التضامن معهم.

كما نقلت وسائل الإعلام على مواقع التواصل الاجتماعي أخبار تشييع جثامين قتلى المواجهات مرددين شعارات مناوئة للإرهاب.

وقد عبر المغردون عقب الحادث عن تمنياتهم بسلامة الأراضي التونسية داعين بالأمن والسلامة للبلاد تعبيرًا عن التضامن والتعاطف مع التونسيين.

أما ياسر الزعاترة فقد رأى أن هجوم تنظيم الدولة على تونس عبثي لأنه من المستحيل الحصول على حاضنة شعبية للتنظيم في بلد كهذا بالرغم من إمكانية الحصول على كوادر منه بحسب رأيه.

وقد كتب مريد البرغوثي تغريدة مؤيدة للشعب التونسي في محنته على حد تعبيره.

وتضامنت دلع المفتي مع الأحداث بقولها أن تونس ستظل تزهو بألوانها كيدًا بالسواد.

ويرى تونسيون أن هذه الأحداث أعادت جزءًا من اللحمة المفقودة بين الشعب الذي تقاسمته الخلافات السياسية والأيديولوجية، وأظهرت حالة من الاتحاد فقدت منذ الثورة التونسية.