نفذت مجموعة مسلحة أول أمس هجومًا على أهداف أمنية وعسكرية في مدينة بنقردان الحدودية جنوب تونس بهدف إقامة “إمارة داعشية” في المدينة حسبما أوضح رئيس الوزراء التونسي.
حيث عمدت المجموعة المسلحة إلى إطلاق نار كثيف على المواقع الأمنية والعسكرية في المدينة ومداهمة بعض المنازل، وتم سماع إطلاق نار كثيف في أرجاء متفرقة من بنقردان، إضافة إلى سماع دوي بعض الانفجارات، في ظل اشتباكات بين القوات الأمنية من الجيش والشرطة التونسية وبين المهاجمين.
وأعلنت الوحدات الأمنية والعسكرية تمكنها بعد ذلك، من القضاء في حصيلة أولية، على 28 مسلحًا والقبض على 7 آخرين، فيما تقدر أعداد المشاركين في الهجوم نحو 70 شخصًا يعتقد أنهم خليط من الخلايا الإرهابية في الداخل التونسي بالإضافة إلى مجموعات قادمة من ليبيا.
في الوقت الذي أكدت فيه البيانات العسكرية التونسية وفاة 7 مدنيين، وكذلك 6 رجال أمن في صفوف الوحدات الأمنية وإصابة آخر، مع وقوع حالات وفاة وإصابات بين قوات الجيش التي شاركت في صد هجوم المسلحين.
على إثر هذا أعلنت وزارتي الداخلية والدفاع الوطني دعوتها إلى كافة ساكني منطقة بنقردان إلى ملازمة المنازل والحذر والهدوء والتقيد بمقتضيات قرار حظر التجول الذي أعلنته السلطات من الساعة السابعة مساءً إلى الساعة الخامسة صباحًا.
الحالة التي تعيشها المدينة الحدودية تحت الحصار الأمني وتحليق الطائرات العسكرية لضبط بقايا المسلحين في المدينة دفعت المواطنين في تونس إلى التضامن مع المدينة التي تتعرض لهجوم غير مسبوق.
خاصة في ظل ورود عن تجدد الاشتباكات مرة أخرى أثناء تمشيط قوات الأمن التونسية للمدينة بحثًا عن بقية الخلايا المسلحة التي اقتحمت المدينة، ليعلن الجيش التونسي ارتفع عدد قتلى المهاجمين إلى 42 منذ بداية الأحداث.
هذه الهجمات التي يُعتقد في ضلوع تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” بها أثارت موجة من التعاطف على مواقع التواصل الاجتماعي مع قوات الأمن التونسية التي اعتبرها التونسيون تتصدى لإقامة فرع لداعش في بلادهم.
وصفت هذه المغردة الحالة التي تعيشها تونس الآن في بنقردان بأنها تلك الحالة التي كانوا يسمعون عنها في الرقة أحد معاقل تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
مع الجرذان اللي كنا نسمعوا بيه في الرقة و الموصل نشوفوا فيه في بلادنا #الارهاب_موش_متاعنا 2/2 #BenGuerdane
— Nayma_Charmiti (@NaymaMC) March 9, 2016
الجرذان و الدواعش الذي تم القضاء عليهم 43 الكلهم توانسة يعني منتوج محلي و لليوم الثالث على التوالي مازالت المواجهات 1/2 #BenGuerdane
— Nayma_Charmiti (@NaymaMC) March 9, 2016
فيما أعلن التونسيون الحداد على أرواح الجنود الذين سقطوا في المواجهات مع المسلحين في بنقردان تعبيرًا عن التضامن معهم.
التلاميذ في #تونس وقفوا اليوم دقيقة صمت ترحماً على أرواح الشهداء في بن قردان #BenGuerdane
— Wajd Bouabdallah (@tounsiahourra) March 9, 2016
كما نقلت وسائل الإعلام على مواقع التواصل الاجتماعي أخبار تشييع جثامين قتلى المواجهات مرددين شعارات مناوئة للإرهاب.
مراسلنا: الآلاف من أهالي #بنقردان يشاركون في تشييع الضحايا مرديدين شعارات تندد بالإرهاب والجماعات المسلحة
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 9, 2016
وقد عبر المغردون عقب الحادث عن تمنياتهم بسلامة الأراضي التونسية داعين بالأمن والسلامة للبلاد تعبيرًا عن التضامن والتعاطف مع التونسيين.
اللهم إحم تونس من شرور الارهاب والارهابيين و رد كيدهم إلى نحورهم.
— محمد كريشان (@MhamedKrichen) March 8, 2016
حماك الله يا تونس يا بلد الأمن والأمان لا أعرف عن تونس غير الجمال والضيافة والسلام ?#تونس pic.twitter.com/5qneGmC5hG
— Souhila Ben Lachhab ?? (@SuhilaBnLachhab) March 7, 2016
أما ياسر الزعاترة فقد رأى أن هجوم تنظيم الدولة على تونس عبثي لأنه من المستحيل الحصول على حاضنة شعبية للتنظيم في بلد كهذا بالرغم من إمكانية الحصول على كوادر منه بحسب رأيه.
هجوم تنظيم الدولة في تونس عبثي. يمكنه الحصول على كوادر في بلد كهذا، ولكن ليس له حاضنة شعبية. ارحموا هذا البلد وشعبه. دعوه يلملم جراحه.
— ياسر الزعاترة (@YZaatreh) March 7, 2016
وقد كتب مريد البرغوثي تغريدة مؤيدة للشعب التونسي في محنته على حد تعبيره.
اكتملي يا تونس بالنصر فكل ما حولنا ناقص #تحية_لشعب_تونس_في_محنته
— مريد البرغوثي (@MouridBarghouti) March 7, 2016
وتضامنت دلع المفتي مع الأحداث بقولها أن تونس ستظل تزهو بألوانها كيدًا بالسواد.
ستظل تونس تزهو بألوانها كيدا بالسواد.
يعيشك يا #تونس?? pic.twitter.com/vhsO2NXAWV— دلع المفتي? (@dalaaalmoufti) March 7, 2016
ويرى تونسيون أن هذه الأحداث أعادت جزءًا من اللحمة المفقودة بين الشعب الذي تقاسمته الخلافات السياسية والأيديولوجية، وأظهرت حالة من الاتحاد فقدت منذ الثورة التونسية.