تطمئن ، تغلق هاتفك مرتاحاً ، بينما غيرك لن ينام الليلة ، فقد راح في هذا الانفجار أحبة له ، أخ أو أخت ، أب أو أم .. خرجوا إذن .. ولم يعودوا !
هكذا إذن ، ومنذ 2003 وحتى اللحظة ، لم يتغيّر الواقع العراقيّ ، بلى ، تغيّر ، لكن للأسوء ، للأعنف ، وللأفظع !
توالت الحكومات والوزارات ، والحال نفسه ، انفجارات في كلّ مكان ، مفخخات ، اعتقالات ، موت كل يوم وبأشكال مختلفة ومريعة ، فلم يعد غريباً أن تكون سائراً فتتعثّر برأس قد يكون لصديق لك ، أو أن تتأمل نهراً يفاجئك بجثة لشقيق !
هذا الشهر ، لم يمض قبل أن يأخذ معه أرواح أكثر من 500 إنسان عراقي ، قضوا في بين انفجارات وعبوّات ، أو جرحى أيامٍ مضت ، ويحدث هذا بعد انتخابات مجالس المحافظات ، والتي أهال مرّشحوها أنواع الوعود ، ليصدّقها الإنسان العراقي المسكين ويعدو نحو صندوق الاقتراع ، دون أن يدرك أنه يصوّت لقاتله ، أو أنه يصوّت لمرّشح سيتركه فور فوزه ليغادر البلد ويقبض كل شهر راتبه من دم العراقيّ البسيط .
أجل ، يقول أحدهم ، لم يتغيّر شيء ، ما تغيّر أنواع القتل ، وطرقه ، ووسائله ، والحال نفسه ، الخدمات سيئة ، فالوعود كلّها تذهب هباء ساعة انتهاء الانتخابات ، الكهرباء سيئة ، والماء قليل ، والأمن ، الأمن هذا الذي سنموت انتظاراً له !
هذا ولا ننسى ، أن العراق هو أغنى البلدان نفطاً وموارد مختلفة ، فأين تذهب أموال مواطنيه ؟
يشعر الإنسان العراقيّ بخيبة الأمل واليأس المفرط ، فهو يخدع كلّ مرة ، وينتظر ، ولا يحصد سوى موت مستمر ، وطائفية مقيتة ، فما بين قتل على الهوية ما انقضى حتى عاد مجدداً ، وما بين تهجيرٍ فرحنا حين مضت أيامه وإذا به يعود ، وما حدث في ديالى من تهجير طائفيّ في مدينة المقدادية ببعيد عن ذلك !
يقول أحد سكّان المناطق التي ما تركها العنف : ما حدث قبل أيام من هروب لسجناء من سجن إبي غريب مثير لقلقنا ، فنحن نبحث عن الهدوء والأمن ، ولكن هروبهم ، أو تهريبهم كما تقول بعض الصحف بالتعاون مع الجيش والحكومة من أجل إعادة العنف لبعض المناطق ، بغية تفتيت احتشادها واعتصامها في الميادين ، هو ما يثير خوفنا ، فقد يعود القتل والاغتيال والعنف مجدداً لمناطق لم تتنّفس راحة بعد !