البعض يقولون أن التاريخ لا يعيد نفسه، وآخرون يصرون أننا ندور في دائرة يتكرر كل ما فيها، ويقول تميم البرغوثي متحدثا عن سمائه الخاصة “تاريخها متكرر كالصبح فيها والمساء .. لكنها كصباحها ومسائها في كل تكرار فريد” .. وربما هذا هو القول الذي تقول به نِعم عيتاني في فيلمها الذي تحاول إنتاجه “كان يا ما كان مرتين”، فالتاريخ رغم أنه يتكرر، إلا أنه في كل تكرار فريد.
في الرابع عشر من آذار عام 1989 اشتعلت الحرب الأهلية اللبنانية من جديد، ونزح اللبنانيون، بعضهم هاجروا خارج لبنان، وبعضهم انتقلوا إلى أماكن أخرى في لبنان، وكان ممن انتقلوا: عائلة نعم، ذات الثمانية أعوام حينها.
نعم انتقلت إلى قرية “غزة” في وادي البقاع اللبناني، وتحكي فتقول “كنا نعتقد أننا سنظل هناك لعدة أيام، قريبا علمنا أنها ستصبح عدة أشهر، وانتهى بنا الأمر أن قضينا خمس سنوات”
نِعم اضطرتها الحرب الأهلية للنزوح، تماما كما حدث بعد ثلاثة وعشرين عاما لعائلة خليل.
خليل السوري، الذي اضطره النزاع في سوريا عقب رفض بشار الأسد التنحي عن الحكم انصياعا لرغبة شعبه، إلى النزوح مع أمه إلى لبنان، عائلة خليل عبرت الحدود في الحادي والثلاثين من يوليو/تموز ٢٠١٢
وللمفارقة فإن أم نِعم عرضت على أم خليل منزلهم في البقاع ليتخذوه ملجأ كما اتخذته عائلة نعم من قبل، وتعيش العائلة النازحة في البيت الذي عاشت فيه العائلة الثانية منذ ثلاثة وعشرين عاما، نزوحا كذلك.
نِعم عيتاني رأت في التجربة التي يعيشها خليل تجربة تستحق أن تُنقل للعالم، فالتاريخ بالفعل يتكرر عندها، وما حدث مع نِعم (التي فقدت أختها هبة ذات التسع سنوات في الحرب) يحدث الآن مع خليل، الذي فقد من أصدقائه ومن معارفه الكثيرين في الحرب.
باختصار، الفيلم يحكي قصة أطفال الحرب في بلدين لم تعتد الحدود أن تفرق بينهما، في سوريا ولبنان.
نِعم الآن تقوم بالدعوة للتبرع لإنتاج فيلمها، ونجحت بالفعل في جمع أكثر من ١١ ألف دولار من المبلغ الذي رصدته لإنتاج الفيلم، والذي تتوقع أن يبلغ ٣٥ ألف دولار، يمكنكم قراءة دعوة نِعم والتبرع من هنا
Check out "Twice Upon a Time – IndieGogo Campaign Pitch" by @niametany on Vimeo https://t.co/O5hxEcIC4q #Vimeo #twiceuponatime #syria
— #ضياءالدين_بامخرمة (@dya_bamakhrama) November 24, 2013
الجزيرة أجرت حوارا مع نِعم، بإمكانكم أن تشاهدوه كذلك