شن الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية على مواقع عسكرية تابعة للمقاومة الفلسطينية شمالي قطاع غزة فجر السبت، أدت لاستشهاد طفل وإصابة اثنان من أفراد عائلته، استهدف القصف مواقع “عسقلان وفلسطين” شمال قطاع غزة، وموقع “أبو جراد” وسط القطاع، كذلك تم استهداف أرضًا خالية شرق مدينة غزة، كما استهدفت الزوارق الحربية الإسرائيلية بنيرانها مراكب الصيادين قبالة سواحل شمال غرب قطاع غزة.
جاء ذلك بعد زعم الاحتلال سقوط أربعة صواريخ أطلقتها المقاومة على أراضٍ فارغة قرب مستوطنة سديروت شمال شرق قطاع غزة، دون وقوع إصابات أو أضرار.
وفي ذات الوقت تمكن نشطاء فلسطينيون من اختراق القناة العبرية الثانية وبث فيديوهات وأغاني وطنية تؤيد المقاومة الفلسطينية وتدعم انتفاضة القدس وعمليات الطعن وإطلاق النار، تأخرت القناة لأكثر من 5 دقائق حتى أعادت السيطرة على البث، وبث النشطاء عبارات باللغة العبرية والعربية تؤكد على استمرار انتفاضة القدس وأن عمليات المقاومة قادمة وما زال هناك المزيد.
جاء اختراق القناة العبرية بعد ساعات من تشويش بث فضائية الأقصى وحجب ترددها من قبل إدارة “يوتل سات” الفرنسية، كما قام الاحتلال بمداهمة وإغلاق مكتب فضائية “فلسطين اليوم” بالضفة الغربية واعتقال مديرها.
الاحتلال من خلال تنفيذ حملاته العسكرية وعلاقاته الدولية وملاحقة الإعلام الفلسطيني وتقييد نشاطه وتعطيل البث الفضائي والإلكتروني لهذه المواقع، يحاول إيقاف عجلة انتفاضة القدس والسيطرة عليها، خوفًا من تطورها لعمليات أكثر نوعية واستهدافًا لمواقع أكثر عمقًا داخل كيان الاحتلال، فهو يدرك أهمية وسائل الإعلام الفلسطينية في زيادة حماسة الشبان الفلسطينيين لقيادة الانتفاضة وتنفيذهم المزيد من العمليات في المراحل المقبلة.
بعد كل انتهاك لقوات الاحتلال في الضفة والقدس وأراضي 48 وقتلها للفلسطينيين بدم بارد، يكون الرد عاجلاً من الشبان، ينتقمون للشهداء ويخضعون الاحتلال لسياسة الردع وضرب أمنه وزعزعته وملاحقة جنوده ومستوطنيه في كل مكان، انتفاضة القدس تتجه نحو مزيدٍ من التصعيد والعمل المسلح في بداية دخولها شهرها السادس.
فشل الاحتلال في السيطرة على انتفاضة القدس وإيقافها رغم كل محاولاته لتحقيق ذلك، فهو يبحث عن ورقة أخرى يضغط بها، وميدان آخر لنقل المعركة إليه غير مناطق 48 والضفة والقدس، الاحتلال يصعد على جبهة غزة بالقصف وإطلاق النار باتجاه المواطنين، في محاولة منه لاستفزاز المقاومة في غزة وجرها لحرب جديدة تنقذ الاحتلال من تبعات انتفاضة القدس التي قد تستمر لسنوات، وتضعه أمام الكثير من الخسائر الاقتصادية وانعدام الأمن لمواطنيه وقتل المزيد منهم وبطء عمليته التهويدية للمقدسات وبناء المزيد من المستوطنات.
حملت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في تصريح لها، الاحتلال مسؤولية وتداعيات الغارات التي شنتها طائراته الحربية على القطاع، معتبرة ذلك محاولة للفت الأنظار عن انتفاضة القدس، داعية الاحتلال ألا يختبر صبر المقاومة، وطالبت المجتمع بإيقاف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.
يحاول الاحتلال الاستعداد جيدًا لكسب الجولة في الحرب القادمة التي يحاول جر المقاومة إليها في غزة، فالتهديدات القادمة من باطن الأرض من خلال أنفاق المقاومة تقلق الاحتلال، وتدفعه لإيجاد حلول عملية وتكنولوجية لإيقاف تشييدها، مما دفع الاحتلال والولايات المتحدة للتعاون لإيجاد تكنولوجيا متطورة لكشف الأنفاق وتدميرها، ونشر معدات إلكترونية مخصصة لاكتشاف الأنفاق تشتمل على كاميرات ومجسات حساسة.
خنق غزة من قِبل الاحتلال بحصارها الاقتصادي، أدى إلى تدهور الوضع المعيشي والاقتصادي في القطاع بشكل كارثي، واستمرار غاراته العسكرية يؤدي إلى انفجار على شكل حرب جديدة يسعى لها الاحتلال لتحقيق نصر مفتعل أمام الرأي العام الإسرائيلي أمام فشله في وأد انتفاضة القدس وتحقيق الأمن الداخلي له، ولفت الأنظار عن انتفاضة القدس وإيقاف عمليات المقاومة.
وكان الاحتلال قد فرض حصارًا محكمًا على غزة منذ فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية سنة 2006، واشتد الحصار بعد تعرض القطاع لحروب مدمرة بين سنة (2008 – 2014)، وإغلاق الأنفاق الحدودية مع مصر سنة 2013 ومعبر رفح.