لم تكد تمر بضعة أيام على حادث تفجير أنقرة، حتى قتل خمسة أشخاص في تفجير انتحاري آخر، ولكن هذه المرة في شارع الاستقلال بمدينة إسطنبول التركية اليوم السبت، فيما تحدثت وسائل إعلام تركية عن سقوط 36 جريحا على الأقل، 7 منهم في حالة خطرة، و12 منهم يحملون جنسيات أجنبية.
https://www.youtube.com/watch?v=BF81MBIA9D8&sns=tw
حيث قال والي اسطنبول، واصب شاهين، في تصريح صحفي إن تفجيرًا انتحاريًا وقع قرابة الساعة الحادية عشرة صباحًا أمام مبنى قائم مقام منطقة “بي أوغلو”، الموجود في شارع الاستقلال.
وقد نفى شاهين، الأنباء المتداولة، حول وقوع تفجيرات في منطقة “نيشان طاشي”، و”بيرم باشا”، ومناطق أخرى في إسطنبول، مؤكدًا أن تلك الأنباء لا أساس لها من الصحة.
وقع الانفجار هذه المرة بالقرب من أبرز المقاصد السياحية وأكثرها ازدحامًا في مدينة اسطنبول. حيث وقع بجانب مركز تجاري، وسارعت قوات الأمن بإغلاق الشوارع المؤدية إلى مكان الانفجار فورًا.
https://www.facebook.com/TurkPressMedia/videos/577242585769222/
الأمن التركي أشار إلى أن النتائج الأولية للتحقيقات تؤكد ضلوع حزب العمال الكردستاني أو أحد الجماعات المرتبطة به في تنفيذ هذا التفجير الانتحاري، وروت المصادر الأمنية التركية طريقة تنفيذ الحادث، حيث تصدت عناصر الأمن للمهاجم عند هدف أصلي مستهدف مما أدى إلى ارتباكه ففجر القنبلة في مكان آخر غير مستهدف بدافع الخوف.
شارع الاستقلال المخصص للمشاة يعد أحد شوارع إسطنبول الرئيسية، وهو متفرع من ميدان تقسيم، وبه العديد من المحلات التجارية والمقاهي والمطاعم، وهو وجهة أساسية للسياح الذين يزورون المدينة، مما يعني أن الهدف الرئيسي لتفجير في مثل هذا المكان الحساس يستهدف ضرب السياحة والاقتصاد التركي.
https://www.facebook.com/NBCNews/videos/1282751548411539/
وقع تفجير اليوم بعد تحذير عدة جهات أجنبية من مؤشرات لوقوع هجمات إرهابية مجددًا في تركيا، كانت من بين هذه الجهات الخارجية الألمانية التي قررت إغلاق سفارة برلين في العاصمة التركية أنقرة وقنصليتها العامة في مدينة إسطنبول أمس الأول بناء على هذه التحذيرات.
كما أصدرت السفارة الأميركية في أنقرة بيانا يوم الخميس الماضي دعت فيه مواطنيها المتواجدين في تركيا إلى اتخاذ الاحتياطات الأمنية الواجبة.
وتشير الدلائل إلى أن هذه العمليات الإرهابية المتلاحقة في تركيا على علاقة بالعمليات الأمنية العسكرية التي جرت في جنوب شرق البلاد في الأشهر الخمسة الماضية، حيث استهدف الأمن التركي عدة تجمعات لمقاتلي حزب العمال الكردستاني وقتل منهم الكثير واعتقل آخرين، وهو ما استدعى ردود أفعال انتقامية من جانب الحزب الكردي المتمرد في تركيا.
ظهر ذلك في تفجير الأحد الماضي الذي لقي أكثر من ثلاثين شخصًا حتفهم نتيجته وأصيب 125 آخرون في انفجار هز الميدان الرئيسي في العاصمة أنقرة، وقبله كان استهداف آخر لحافلة تابعة لرئاسة الأركان التركية الشهر الماضي في العاصمة، وأسفر عن مقتل 30 شخصا، بينما قتل 12 سائحا في هجوم انتحاري وقع في إسطنبول في يناير الماضي، وغالبية هذه التفجيرات كانت تقف ورائها مجموعات تابعة لحزب العمال الكردستاني التركي، أو شخصيات تابعة لمجموعات أكراد سوريا المقاتلة التي تقول تركيا أنها امتداد لحزب العمال في سوريا.
ولعل أبرز هذه المجموعات المتهمة بالتبعية لحزب العمال الكردستاني هي منظمة صقور كردستان الحرة، تلك المنظمة الكردية المسلحة التي تتخذ من العمل المسلح نهجا لتحقيق مطالبها مستهدفة المناطق السياحية والإستراتيجية في تركيا.
يُعتقد أن هذه المنظمة عملياتها المسلحة في تركيا عام 2004، وقد برز اسمها مؤخرًا في تبني تفجير حافلة تقل عسكريين بميدان كيزيلاي المركزي بأنقرة في فبراير الماضي.