فرضت قوات الاحتلال إغلاق شامل على الضفة الغربية بدءًا من مساء الثلاثاء، حتى مساء الخميس المقبل، بحجة الأعياد اليهودية، شمل الإغلاق المعابر المؤدية إلى الأراضي المحتلة عام 48، باستثناء معبر “إيال” قرب قلقيلية الذي سيفتح أمام الحالات الإنسانية فقط.
حاول الاحتلال الإسرائيلي فرض الأمن في الأراضي المحتلة والمستوطنات بوسائله القمعية، لتأمين فعاليات الأعياد اليهودية لمواطنيه، وحمايتهم من عمليات الفدائيين الفلسطينيين المتزايدة خلال انتفاضة القدس، لكنه لم يصل لحل آمن ومجدٍ.
مزيد من القتلى والجرحى تخلفهم هذه العمليات يومًا بعد يوم، أدت لفقد الإسرائيليين أمنهم، مما أثار ذلك موجة غضب عندهم بسبب استمرارها وخروجها عن هبة وموجة إرهابية كما سماها الاحتلال في بداية انطلاقتها، في محاولة منه لطمأنة المجتمع الإسرائيلي الذي سيطرالخوف على حياته، إلى اعترافه بأنها انتفاضة شعبية تطبخ على نار هادئة.
بدوره صرح نائب رئيس بلدية الاحتلال في القدس المحتلة دوف كالمنوفيتش لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية: “أن القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين أدركوا أخيرًا بعد 6 أشهر على انطلاق سلسلة العمليات الفتاكة ضد الإسرائيليين أنهم أمام انتفاضة ثالثة، بعد حالة من الارتباك الطويل التي عاشوها خلال تلك الشهور الماضية من التكهنات في الإجابة على التساؤل الذي احتاروا في الإجابة عليه، ما الاسم المناسب والذي بإمكاننا أن نطلقه على هذه الموجة من العمليات، (موجة العنف، عمليات فردية، وضع أمني خطير)”.
فمخابرات الاحتلال تفتقد لمعلومات مسبقة تعينهم على معرفة منفذين العمليات قبل وقوعها، جعلتهم يقفون بعجز أمام إحباطها والسيطرة على المنفذ، حيث ينفذ الفدائي عمليته المقاومة بقرار آني وشخصي دون تخطيط معقد.
الاحترازات الأمنية الإسرائيلية في مناطق الضفة الغربية والأراضي المحتلة والقدس، لم توفر الأمن للإسرائيليين بالكم المطلوب، فرغم التشديد في حصار المدن والقرى والأحياء الفلسطينية في القدس وضواحيها ومداخل المستوطنات والطرق المؤدية لها، وكذلك السياسات القمعية للاحتلال للسيطرة على انتفاضة القدس، إلا أن العمليات ما زالت مستمرة، وسياسة الردع الإسرائيلي لم تؤثر على منظومة اعتبارات منفذ العملية، وحماس الشبان وتبنيهم لقضيتهم التي يقاتلون من أجلها.
لذلك يحاول الاحتلال فرض الأمن بنشر مزيد من قواته لتأمين الطرق في الأعياد، وتأمين ساحات الاحتفالات والمقدسات الإسلامية التي تعتبر وجهة لليهود لممارسة طقوسهم اليهودية فيها.
التوقعات تتجه للتصعيد في يوميات انتفاضة القدس في الأيام المقبلة، بسبب الأعياد اليهودية وزيادة اقتحامات الأقصى اليومية، وتجمع المستوطنين في القدس وضواحيها وممارسة الصلوات والشعائر التلمودية الخاصة بهذه الأعياد، وكذلك الاحتفال في الحدائق العامة.
وبالنظر للأعياد اليهودية نجدها ذات طابع ديني، فهناك أعياد دينية مثل عيد الفصح وعيد الكفارة “الغفران”، والتي تلزم التوقف فيها عن القيام بمختلف الأعمال وتتطلب أيضًا منهم الصيام، وهناك أيضًا أعياد دنيوية مثل عيد الهانوكا “عيد الأنوار وأيضًا يعرف بعيد التكريس”، وعيد البوريم، وهذه الأعياد وإن كان لها مظهر ديني إلا أنها مناسبات احتفالية في جوانب دنيوية من تاريخ وتقاليد اليهود.
أكثر الأعياد قداسة عند اليهود هي تلك المذكورة في التوراة، وبعض الأعياد أسست من قِبل الحاخامات في الفترة القريبة من التاريخ اليهودي القديم، أما الأعياد الحديثة فقد أسست بعد قيام الكيان الإسرائيلي عام 1948.
يتم حساب أعياد اليهود عن طريق التقويم اليهودى، حيث يعتمد على خوارزمية ترصد ظهور الهلالات المشيرة إلى غرة شهر جديد، وكذلك التلاؤم بين الدورة القمرية والدورة الشمسية حيث يحل كل عيد في موسمه المعين كل سنة وعند ظهور صورة معينة للقمر، وتبدأ أيام الأعياد اليهودية قبل غروب الشمس بنصف ساعة تقريبًا وتنتهي في اليوم التالي عند ظهور النجوم.
وهناك العديد من الأعياد اليهودية، مثل عيد “رأس السنة العبرية” وهو موعد إكمال الخلق حسب التراث اليهودي، وعيد “الغفران” وهو أهم وأقدس الأعياد لديهم على الإطلاق، وهو اليوم الذي يطهر فيه اليهودي نفسه من كل ذنب، وهو اليوم الذي نزل فيه موسى عليه السلام من سيناء، للمرة الثانية ومعه لوحا الشريعة، حيث أعلن أن الرب غفر لهم خطئيتهم في عبادة العجل الذهبي.
وكذلك عيد “الفصح” وهو لإحياء ذكرى خروج بني إسرائيل من مصر، ويستمر سبعة أيام، وعيد ذكرى خراب الهيكل المزعوم، وأعياد الأشجار، المظال، بهجة التوراة، النصيب، يوم الذكرى، الاستقلال، وغيرها من الأعياد اليهودية الإسرائيلية.