تضامنًا مع أهلها المحاصرين: نشطاء يطلقون حملة “الفلوجة تقتل جوعًا”

349_2

يستغيث أهالي مدينة الفلوجة غرب العراق من القصف العشوائي للمدينة والحصار الخانق عليها المفروض من القوات الحكومية والمليشيات التابعة لها الذي يمنع دخول أساسيات الحياة إليها، فيما تقول مصادر حكومية أن هذا القصف والحصار يستهدف مواقع تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.

يرى أهل المدينة أنهم يدفعون ثمن المواجهة بين تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” من جانب وبين القوات الحكومة العراقية من جانب آخر، وهو الأمر الذي صعد من التكلفة الإنسانية التي يدفعها المدنيون لهذه المواجهة، حيث اتجه البعض لتوصيف ما يحدث هناك بالوضع في سوريا كمدينة الرقة التي يسيطر عليها تنظيم داعش وعليه فرض على المدنيين بها الحصار.

ذكرت هيئة إغاثة محلية أن عدد ضحايا الحصار المفروض على مدينة الفلوجة منذ سنتين، وصل إلى نحو أربعة آلاف قتيل وستة آلاف جريح، قضوا نتيجة القصف العشوائي والمجاعة والنقص الحاد في الأدوية من الحصار، معظم هذه الحالات من الأطفال والنساء.

يُطالب الأهالي بإيصال المواد الأساسية الضرورية إلى داخل المدينة بأي طريقة وتحت أي ظرف لوقف حالات الموت جوعًا التي لجأت البعض إلى الاعتماد على أكل الحشائش وعلف الحيوانات كسبيل وحيد للعيش.

هذه الأوضاع المأساوية التي يعاني منها أهالي المدينة دفعت البعض منهم إلى الانتحار بسبب الوقوع بين الجوع والحصار الخارجي من قبل قوات الحكومة العراقية والحصار الداخلي من مقاتلي تنظيم الدولة الذين يرفضون خروج المدنيين من المدينة بحسب ما أكده مفتي الديار العراقية رافع الرفاعي في منشور له على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.

https://www.facebook.com/muftialiraq/posts/1009326799114991:0

تفاعل عدد كبير من النشطاء العراقيين مع وضع مدينة الفلوجة التي وصفوها بأنها “تُذبح في صمت”، حيث بدأت مواقع التواصل الاجتماعي وروادها في الكتابة بمشاعر غاضبة تجاه أخبار تراجع الوضع الإنساني في مدينة الفلوجة، بسبب الحصار المفروض عليها في إطار معارك حكومة بغداد والحشد الشعبي ضد تنظيم الدولة في العراق، حيث رفض المغردون في مواقع التواصل معاقبة المدنيين وتجويعهم تحت أي ظرف.

أبرز هذه الحملات التي انطلقت رفضًا لحصار المدينة بهذه الصورة كانت حملة “الفلوجة تقتل جوعًا” والتي انطلقت على شكل هاشتاج شارك فيه الآلاف من العراق والدول العربية مطالبين بالعمل على إيصال المساعدات الغذائية إلى داخل المدينة بشتى الوسائل لإنهاء تلك المأساة الإنسانية.

وصف صهيب المأساة الإنسانية والأوضاع المتردية في المدينة التي وصل فيها كيس الطحين إلى 800 دولار بحسب تغريدته، كما وصل سعر التمر إلى 65 دولار .

أما محمد الجميلي فكتب منتقدًا الحكومة العراقية: ” لم تكتف حكومة المنطقة الخضراء ومليشياتها بحصار الفلوجة وتجويع أهلها بل سمتها غدة سرطانية يجب استئصالها وهو يعني تدميرها”.

الصحفي حامد حديد كتب أن الفلوجة لا تستجدي من فقر وإنما من حصار ينتقم من المدينة مشترك فيه القريب والبعيد.

أما أنور مالك فقد نشر نداء استغاثة من أهالي الفلوجة وصله عبر ناشط عراقي

غرد أبوصالح الشمري مؤكدًا أن الجوع يهدد حياة العراقيين والكل صامت أمام هذا الوضع من الأمم المتحدة ومنظماتها إلى غيرهم، متسائلًا لو كانوا غير أهل الفلوجة هل يصمت العالم بهذه الطريقة؟

محمد العرب رأى أن دور المشاركين في هذه الحملة هو إيصال صوت أهل الفلوجة المحاصرين بأي طريقة، حيث تجري بحقهم بحسب تغريدته عملية إبادة مدروسة وممنهجة.

شارك مروان جميلي في الحملة معتبرًا أن بضعة كلمات قد ترى طريقها إلى ضمير العالم لإنقاذ أهل الفلوجة من هذا الحصار القاتل.

أما فاطمة العنزي فأخذت تعدد تاريخ المدينة المحاصرة قائلة أن الفلوجة مدينة المساجد منها الجامع الكبير جامع الخلفاء جامع أبي بكر الصديق جامع عمر بن الخطاب جامع عثمان بن عفان متسائلة في النهاية ألهذا تقتل جوعًا؟

السياسي الإماراتي المعارض حسن الدقي شارك في الحملة المساندة للفلوجة بتساؤل: ماذا تتوقعون من الذين أسهموا في حصار  الفلوجة منذ 2003 وكأنهم لا يرون ما يحل بها!، هل سيخلصون أخواتها حمص ومضايا وصنعاء؟

فيما دعت المنظمات المدنية العاملة بحقوق الإنسان إلى التحرك بأقصى سرعة ممكنة لإيجاد طرق لإدخال المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والطبية إلى المدينة، كما دعوا الحكومة العراقية لتحمل مسؤولياتها تجاه أهالي الفلوجة المحاصرين، وكذلك وجهوا نداءات للمجتمع الدولي للتحرك لإنقاذ أكثر من 100 ألف مواطن عراقي محاصرين داخل المدينة.