ناس من سوريّة، هكذا أطلقت فتاتان سوريّتان على صفحتهما على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك التي أنشئت قبل عدة أيام ولاقت رواجاً بين السوريين محاولتان تسليط الضوء على ما هو دون الرصاص والقذائف المعتادة في سورية، والتي كتب في تعريفها: ” ليست محاولة لايقاف الزمن أو تحنيطه في صورة، بل لنقل الأمل من كل صورة .. إلى كل عين تشاهد الصورة”.
الصورة النمطية المتشكلة في أذهان العالم عن سورية هي صور الدمار والحرب والقصف واللاجئين والجرحى والشهداء، وهو فعلاً ما تنقله نشرات الأخبار والخطوط الحمراء العاجلة كل وقت عن سورية، الا أن هنالك أصنافاً أخرى من الحياة اليومية التي تكيّفت مع أجواء الحرب تنقل “ناس من سوريّة” بعضاً منها.
تقول إحدى القائمات على الصفحةعن هدفها من أخذ الصور بنفسها من مناطق حلب حيث تقطن ونشرها على صفحتها الجديدة هو نقل تجارب الناس الى كل الناس، الى الذي ترك الدراسة أو استمر، أو الذي اختار الزواج او تأجيله، كل هذه القرارات وغيرها شكلت لدى الانسان نوعاً من الخبرة التي قد يكون آخرين بحاجة اليها، اضافة الى أسئلة تطرق أذهاننا يومياً مثل: ما هو القرار الذي تتمنى لو تأخذه ان عاد بك الزمن؟، أو أن لا تتخذه ” ، ثم تضيف : ” هي محاولة .. ربما تلهم أحدهم أو تشجعه على قرار”.
احدى صور الصفحة كانت لـ حفلة موسيقية في أحدى مناطق حلب يقول عنها أحد العازفين : ” عشنا كل شي ممكن يعيشه انسان بالحرب و قررنا أننا لازم نلجأ للفن بوقت الحرب مو نهجره، ما بدنا نقلد حدا بعزفنا، ما بدنا نعزف قدود حلبية ولانعزف غربي، بدنا نعزف لوننا الخاص، لذلك دمجنا العود بالجيتار، الشرق و الغرب بمعزوفة سميناها بارانويا”، ثم يضيف: ” بلشت المقطوعة بحالات نفسية غريبة .. توتر قلق خوف .. أوقات بنكون عم نعزف بتنزل قذيفة .. و مع هيك بنكمل .. نحن عم نعيش حالة تخبطات .. نقلناها بهالمعزوفة”.
قصة أخرى نقلتها الصفحة تتحدث على أنهما اهتديا الى هذا الطفل الذي يصنع بعض الأسوار ويبيعها للبنات في المدرسة، فجرا بينهما هذا الحوار :
– ليش عملت مشروع السوارات ( الأسوار ) ؟
– طلبت من بابا يزودلي المصروف فقاللي الظروف ما بتسمح .. فاشتريت 10 أمتار خيوط بـ 100 ليرة و
-عملت سوارات و بعت الوحدة ب 30
– هاد أول مشروع الك؟
– لا .. قبلها عملت مرة مجلة أطفال و بعت الوحدة ب 50
– رح تنزل موديلات جديدة
– اي .. عم اعمل سلاسل من فوارغ طلقات الرصاص!
حوار آخر دار بين القائمتين على الصفحة ، وهذا الطفل الذي يحاول أن يشخّص واقعه،
– شو بتحب تطلع لما تكبر؟
– رسام
– ورجيني رسماتك …حتى أقلك استمر او اعتزل الفن
– من سنتين كنت ارسم نباتات و حيوانات كتير حلوين .. و مرة ابتكرت حيوان جديد راسه راس تمساح و رجليه سلحفاة .. و هلأ أنا أحسن واحد يرسم طيارات و صواريخ و قذايف