افتتحت تونس ,اليوم, الدورة الثانية والثلاثين من معرضها الدولي للكتاب, وتتواصل هذه الدورة الى غاية الثالث من الشهر القادم.
ومن المتوقع أن يشارك 810 ناشرين من 23 دولة عربية وأجنبية خلال هذه الدورة 32لمعرض تونس الدولي للكتاب، بمشاركة 426 ناشرا وستكون فرنسا ضيفة الشرف فيها.
وقال مدير معرض تونس الدولي للكتاب عادل خضر إنه سيعرض خلال الدورة الجديدة نحو 120 ألف عنوان من “الكتب ذات المحتوى المحترم البعيدة عن سموم التطرف، البريئة من عيوب التعصب الديني أو الطائفي أو المذهبي.. واختيرت عناوين تتوفر فيها الجدة والجدية والطرافة والتنوع“.
وتشارك في المعرض 23 دولة هي: مصر ولبنان وسوريا والسعودية وليبيا والكويت والمغرب والإمارات وعُمان والأردن وقطر وفلسطين والسودان والجزائر وتركيا وإيران وإيطاليا والصين وإسبانيا والأرجنتين والسنغال وفرنسا، إضافة إلى تونس.
قال رئيس الحكومة الحبيب الصيد خلال إشرافه اليوم الجمعة على افتتاح الدورة الثانية والثلاثين لمعرض تونس الدولي للكتاب بمعرض الكرم إن المعرض يمثل حدثا هاما في الحياة الثقافية في تونس منذ انطلاقه لتصبح تونس عاصمة الثقافة على حد تعبيره.
وأضاف الصيد في تصريح صحفي أن المعرض يمثل فرصة أمام مؤسسات الدولة لتبين أن للثقافة دور هام في حياة التونسيين وفي مكافحة الإرهاب. كما أن له انعكاسات هامة على المستوى الاقتصادي. ودعا رئيس الحكومة جميع التونسين إلى المساهمة في تطوير الثقافة في البلاد.
وأعلنت الهيئة المديرة لمعرض تونس الدولي للكتاب، عن رصد جوائز مالية لفائدة المؤلّفين التونسيين في مجالي الابداع دورة محمد اليعلاوي 2016، والنشر دورة نور الدين بن خذر 2016.
وتتوزع الجوائز المالية الخاصة بمجال الابداع والمقدرة قيمة كل منها بـ 15 الف دينار (7.5 الاف دولار) إلى أربعة أقسام هي الابداع في الرواية والابداع في القصة والابداع في الشعر الى جانب الابداع في المقالة في مجال النقد الادبي والفني والفكري، ويشترط أن يكون الكتاب المقدم للجائزة منشورا وصادرا عن دار نشر وفق عقد تام الشروط القانونية منذ بداية سنة 2014، وينبغي ألا يكون الكتاب المرشّح قد أنجز في نطاق بحث جامعي أو لنيل شهادة علمية وألا يكون قد حاز على جوائز وطنية أو دولية.
وفي ما يتعلق بالجوائز المالية الخاصة بمجال النشر والبالغ قيمتها 10 الاف دينار (5 الاف دولار) لكل جائزة فقد رصدت لكتاب الطفل وكتاب الفن والتحقيق والترجمة، فضلا عن جائزة الناشر لدورة 2016، ويتعين على الناشر المترشّح لهذه المسابقة أن يتوفّر فيه شرط الأقدمية في مجال مهمّة النشر لا تقل عن خمس سنوات دون انقطاع فضلا عن تميز اصداراته بالمعايير المهنية المتعارف عليها من حيث جودة الاخراج والتصميم والتحقيق إلى جانب تقديم قائمة اصداراته كاملة مع ذكر كمية السحب لكل عنوان خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
كما اشترطت إدارة المعرض أن يكون الناشر المترشح مشاركا في معرض تونس الدولي للكتاب دورة 2016، بالإضافة الى التزامه بالشروط القانونية للنشر وحقوق الملكية الفكرية وحقوق المؤلف علاوة على أن يكون عضوا باتحاد الناشرين التونسيين وسيحتكم المشاركون في مختلف هذه الأقسام الى لجان مؤلفة من نقاد ومبدعين تونسيين كل في مجاله، وسيتم التصريح بأسماء المؤلفين والناشرين الفائزين بمختلف هذه الجوائز وعناوين مؤلفاتهم في حفل خاص يقام خلال أيام المعرض وأنشطته.
وبلغ عدد المترشِّحين لجوائز الابداع 40 مترشحا (الرواية: 19، القصة: 11، المقالة:4، الشعر: 6، التحقيق والترجمة 3، الكتاب الفني 4، كتاب الطفل: 5، جائزة ناشر الدورة5 ).
كما يحتضن معرض تونس الدولي للكتاب يوم 28 مارس يوما خاصا بتظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية 2016 من اعداد المندوبية الجهوية للثقافة بصفاقس.
و من المنتظر ان يقام اكثر من 40 عرضا فرجويا والعديد من الورشات التكوينية والندوات الدولية واللقاءات الفكرية على هامش هذه الدورة التي سيحتضنها قصر المعارض بالكرم.
وستقام العروض الفنية والتنشيطية ولأول مرة خارج الفضاء المغلق للمعرض لاستقطاب أكثر عدد ممكن من الجمهور وفق ما أكده مدير الدورة العادل خضر. وتنتظم خلال هذه الدورة 6 ورشات تهدف الى الترويج لثقافة الكتاب والاصدارات صناعة وصيانة وابداعا ويشرف عليها مختصون في المجال وتتوج بتنظيم مسابقات وتقديم الجوائز للمتفوقين، مع ندوة دولية تحت عنوان الثقافة في مواجهة الارهاب.
وفي سياق الانفتاح على الثقافات الاخرى تخصص الدورة 32 لقاء حول الكاتب الاسباني ميقوال سرفانتس صاحب الرواية الشهيرة دونكيشوت والذى قضى جزء من حياته بمدينة حلق الوادي ويوافق الاحتفاء بسرفانتس مرور 400 سنة على وفاته.
ويستضيف المعرض عددا من الكتاب والأدباء والشعراء لإلقاء محاضرات والمشاركة في الندوات الفكرية والنقدية والورش البحثية، من بينهم: محمد عبد الرحمن الفخراني وسامح محجوب من مصر، ورشيد الضعيف وشوقي بزيع وناصيف نصار من لبنان، وعبد الله الصيخان من السعودية، وعلي بدر من العراق، وزياد حموري من فلسطين، ونداي الحاج سيدو من السنغال، وروجيه بوزيتو من فرنسا.
وكشف عادل خضر عن أن إدارة المعرض اختارت أن تكون سياسة الاستضافة هذه الدورة منسجمة مع محتوى النّدوات، واللّقاءات الفكريّة والحوارات، ومساهمة في إثرائه، وقال” لم نستدع من الضّيوف إلاّ من رأيناه ضامنا بمشاركته الإضافة الفكريّة المنتظرة، واللّمسة الفنّيّة الباهر،. فسعينا إلى دعوة وجوهٍ فكريّة وأدبيّة وإعلامية بارزة سبق أن أعلنا عنها في بعض حوارتنا الصّحفيّة كناصيف نصّار، وشوقي بزيغ، ورشيد الضّعيف، وعلى بدر، وزياد حمّوري ووحيد الطّويلة وعبد الله الصّيخان من المشرق والخليج، والهادي قدّور، ورفيق بن صالح، وفوزي ملاّح، وفوزيّة الزّواري، وهي أسماء تونسيّة أبدعت في المهجر واشتهرت، وغير ذلك من الضّيوف الآتين من فرنسا كتوبي ناتان (الحائز على غنكور التونسي) وبرينو روا (كاتب ومؤسس دار نشر فتى مرغانا) وبنجمان ستورا (مؤرّخ مختصّ في تاريخ الجزائر)، إضافة إلى ضيوف آخرين قادمين من إسبانيا، وإيطاليا وألمانيا وإيران والغابون والسّينغال وإيرتريا، والجزائر والمغرب.“
أضاف” لقد وجّهنا دعوة رسميّة إلى ليليان تورام، لاعب كرة القدم الفرنسي المتحصّل على لقب كأس العالم سنة 98، والمناضل ضدّ التّمييز العرقيّ. فاستجاب لذلك، لتقديم كتابه “نجومي السّوداء” ومحاورته.“
وقال إن” كلّ هؤلاء الضّيوف الكرام قد استدعيناهم لغاية واحدة هي الاحتفاء بالإبداع التّونسي في مجالات الفكر والأدب والفنّ، وقد ترجمنا هذا الاحتفاء في برنامج جديد سمّيناه “الأيام التّونسيّة”، خصّصنا كلّ يوم من أيام المعرض للاحتفال بالقصّاص والشّاعر والتّرجمان التّونسيّ، أو لإحياء ذكرى بعض إعلام الثّقافة التّونسيّة كمحمّد العروسي المطوي، أو أبو القاسم محمّد كرّو، أو الطّاهر الحدّاد، أو الاحتفال بحدث تاريخي فارق في تاريخ تونس، كذكرى مرور 170 من إلغاء الرّقّ بتونس، أو صفاقس عاصمة عربيّة للثّقافة، أو تكريم شاعر من فحول الشّعراء التّونسيّين، من قامة محمّد الصّغيّر أولاد أحمد، كلّ ذلك بالتّنسيق مع بيت الشّعر واتحاد الكتّاب التّونسيّين ونادي القصّة، والمركز الوطني للتّرجمة والمندوبيّة الثّقافيّة بصفاقس والمكتبة الوطنيّة والأرشيف الوطني.
وينظم المعرض مجموعة ندوات نقدية عن “الثقافة والإرهاب” و”مستقبل الآداب المغاربية”، وأمسيات للقصة القصيرة وأخرى للشعر، ولقاءات حوارية، وعروض مسرحية وموسيقية.
وتحتفي الدورة الجديدة للمعرض بالكتاب والأدباء التونسيين، ومن بينهم: محمد العروسي المطوي وأبو القاسم محمد كرو والطاهر الحداد والشاعر محمد الصغير أولاد أحمد.
وسيكون لرواد المعرض لقاءات مع أربعة كتاب فرنسيين إضافة إلى الروائي هادي قدور وهو تونسي من أصل فرنسي. كما سيحضر النجم السابق في منتخب فرنسا لكرة القدم ليليان تورام المناضل ضد التمييز العنصري لتقديم كتابه “نجومي السوداء” والحديث عن تجربته.
وسيفرد القائمون على تنظيم الفعاليات الخاصة بحقوق الإنسان أياما خاصة لجملة من القضايا وهي: جائزة نوبل للسلام و انتظارات المجتمع المدني، حقوق النساء، التربية على حقوق الإنسان والمواطنة، حقوق الشّباب والطّفولة، الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافي قضايا اللجوء والهجرة، الحرّيات الفرديّة، العدالة الانتقالية، القضاء ومناهضة الإرهاب.
من ضمن هذه المنظمات المعهد العربي لحقوق الإنسان والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ومكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان بتونس ومكتب منظمة العفو الدولية بتونس والمركز الدولي لعلوم الإنسان جبيل (لبنان)علاوة عن الاتحاد العام التونسي للشغل.
وخصصت تونس استعدادات امنية كبيرة لحماية ضيوف هذه الدورة والعارضين و دور النشر تخوفا من أي اعمال ارهابية يمكن ان تحصل.