ترجمة وتحرير نون بوست
اتهم العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني بن حسين، إيران بتصدير الأسلحة إلى أفريقيا، كما وأشاد بجهود المملكة العربية السعودية للحد من نفوذ الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفقًا للمعلومات التي استحصلت عليها صحيفة الميدل إيست آي، حيث ألقى العاهل الأردني هذه الاتهامات في خضم اجتماع مع زعماء الكونجرس في الولايات المتحدة، وفقًا لما نقله لصحيفة الميدل إيست آي مصدر مقرب من الاجتماع بشرط عدم الكشف عن هويته.
وفي التفاصيل، أشار أحد نواب الكونجرس الأمريكي إلى أن “إيران تقوم أيضًا بتصدير الأسلحة إلى آسيا وأفريقيا”، موضحًا “ضرورة وضع إستراتيجية لوضع الحد الفاصل”، وحينها “وافق” العاهل الأردني على ما جاء في حديث النائب، مضيفًا بأن الأردن “لاحظت ذلك في بلدان أفريقيا”، دون أن يذكر بلدانًا محددة بعينها.
“هذا الأمر يحدث أيضًا في أفغانستان”، قال العاهل الأردني، محذرًا من أن تفتيت تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في تلك البلدان سيسفر عن “شغر إيران للفراغ الحاصل”، وذلك وفقًا لما نقله مصدر الميدل إيست آي.
من الجدير بالذكر أن المملكة الأردنية دعمت المملكة العربية السعودية في منافسة الأخيرة المستمرة منذ فترة مع إيران، والتي تأججت مؤخرًا بعد حادثة حرق ونهب السفارة السعودية في طهران في يناير المنصرم، حيث سحبت المملكة سفيرها من إيران، محتجة على “التدخل الإيراني” في الشؤون العربية، وفقًا لما نقلته لوكالة الأنباء الأردنية، بترا.
جاءت حادثة تدمير السفارة كرد فعل غاضب على قرار السعودية بتنفيذ حكم الإعدام برجل الدين الشيعي البارز، نمر النمر، جنبًا إلى جنب مع 46 شخصًا آخرين في 2 يناير الماضي.
في اجتماع الكونغرس، أوضح الملك عبد الله بأن المسلمين الشيعة “تعاضدوا مع بعضهم” جرّاء الإعدام الذي تم تنفيذه في ذلك اليوم، مشيرًا إلى أن تنفيذ حكم الإعدام بالسكان السنة فقط كان ليظهر “بشكل سيء محليًا” لو تم تنفيذه، ولكنه استدرك قائلًا إنه من المؤسف إدراج النمر ضمن قوائم الإعدام، موضحًا بأنه نتيجة لذلك “ضجت الحياة في فعل الإعدام، وهناك احتمال لأن يتحول الموضوع إلى مشكلة أكبر”.
وفي ذات الاجتماع، صرّح وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، بأن المملكة العربية السعودية قامت “بعمل جيد للغاية في تقليم أجنحة أنشطة إيران الخارجية، بما في ذلك ضمن أفريقيا”، مشيرًا إلى أن السعوديين “أعادوا انخراطهم في أذربيجان وآسيا حتى يتمكنوا من الوقوف ضد إيران”، وأضاف بعدها قائلًا: “المملكة العربية السعودية تحملت الكثير من إيران”.
وفي ذات السياق، وافقت المملكة الأردنية في الأسبوع الماضي على البيان الصادر عن مجلس التعاون الخليجي الذي أدان إيران لهجماتها “الإرهابية” على السفارة السعودية في طهران، وأكد على سيادة الجزر الثلاث المتنازع عليها ما بين الإمارات العربية المتحدة وإيران في الخليج العربي.
جدير بالذكر أخيرًا بأن العلاقة التاريخية ما بين إيران والأردن تعد فاترة في أفضل وصف لها، خاصة بعد أن أطاحت الثورة الاسلامية لعام 1979 بالشاه الإيراني الذي كان حليفًا للأردن.
المصدر: ميدل إيست آي