تساءلت صحيفة واشنطن بوست عن السبب وراء اعتذار الرئيس الأميركي باراك أوباما لـ الأرجنتين عن دعم الولايات المتحدة للانقلاب الذي جرى هناك عام 1976 وارتكب انتهاكات واسعة ضد حقوق الإنسان، وعدم رفضه للانقلاب في مصر وقبوله بالانتهاكات التي قالت إنها أكبر حجما وأوسع نطاقا في مصر.
وقالت الصحيفة بافتتاحيتها اليوم إن الأرجنتينيين سيشيدون بما قاله أوباما عن أن النظم الديمقراطية يجب أن تتمتع بالشجاعة للاعتراف عندما لا تدافع عن المبادئ التي تحملها أو تتباطأ في الدفاع عن حقوق الإنسان، وتأكيده أن هذا ما فعلته أميركا تجاه الانقلاب هناك في السبعينيات، لكنهم لن يتوقفوا عن لوم واشنطن لدعمها ذلك الانقلاب الذي نفذ حملات دموية من قتل المعارضين وخطفهم وتعذيبهم.
وقالت أيضا إنها تتساءل عن الكيفية التي يمكن للمدافعين عن حقوق الإنسان في مصر أن يفهموا ما قاله أوباما، وواشنطن صامتة عن الكلام حاليا عن انقلاب في بلادهم ينخرط في ممارسة نفس الجرائم التي اعتذر عنها بالأرجنتين.
متماثلان بالقمع
وأوضحت أن قائد الانقلاب في مصر الجنرال عبد الفتاح السيسي مثله مثل قائد الانقلاب في الأرجنتين الجنرال جورج فيديلا في الزعم بأن انقلابه ضد نظام “منتخب ديمقراطيا” كان ضروريا لوقف الفوضى السياسية ومكافحة “الإرهاب” لكن كليهما سرعان ما بدآ يقمعان حتى المعارضين السلميين، ووسائل الإعلام ونشطاء حقوق الإنسان، وكانت أساليبهما متماثلة تقريبا.
وأشارت واشنطن بوست إلى أن الجرائم الموثقة ضد نظام السيسي بلغت 464 حالة اختطاف و676 حالة تعذيب وخمسمئة حالة قتل تقريبا خلال الاحتجاز.
وأضافت أن نظام السيسي تفوّق في قمعه على نظام فيديلا بعزمه على محاكمة 37 منظمة حقوق إنسان في مصر كجزء من خطة منظمة لمحاكمة الحركة الحقوقية بأكملها، بينما لم يتجرأ الانقلابيون بالأرجنتين على فعل ذلك حيث استمرت المنظمات الحقوقية تعمل على توثيق الانتهاكات هناك طوال السنوات السبع التي عاشها الانقلاب.
وأوردت الصحيفة أن أميركا غضت الطرف عن انقلاب الأرجنتين تسعة شهور، ثم خفضت مساعداتها العسكرية كثيرا له وأوقفتها تماما عندما رفض الانقلابيون شروط حقوق الإنسان الأميركية، لكن إدارة أوباما استمرت في الدفاع عن انقلاب السيسي سنتين كاملتين، وغضت الطرف عن حقوق الإنسان ومنحت نظامه 1.3 مليار دولار مساعدات عسكرية العام الماضي.
واختتمت بقولها إن على أوباما ألا يستغرب إذا جاء رئيس أميركي بعد بضع سنوات من الآن، وشعر بضرورة الاعتذار للمصريين عن سلوك الرئيس الحالي.
المصدر: واشنطن بوست / تقرير: الجزيرة نت