ترجمة حفصة جودة
الاكتئاب لا تحكمه الجينات الوراثية، طبقًا للدراسة الجديدة التي تقول بأن البيئة تُعتبر عاملًا رئيسيًا عندما يتعلق الأمر بالسعادة، وإن التنشئة يمكنها التغلب على الطبيعة؛ فحتى الفئران عندما يتم تربيتها بشكل سلبي قليلًا، فإنها تبتهج بعد إخضاعها للعلاج النفسي للقوراض.
وجدت الدراسة أيضًا أن الفئران التي وُلدت مصابة بالاكتئاب والفئران التي أُصيبت به جراء البيئة المحيطة، أظهرت تغيرات مختلفة للغاية في علامات الدم التي تشير إلى الاكتئاب.
القدرة على التفريق بين هذين النوعين من الاكتئاب، من شأنه أن يؤدي في النهاية إلى علاج أكثر دقة في الأدوية أو العلاج النفسي، هذا ما قاله الأكادميون الأمريكيون بمدرسة فاينبرج للطب، جامعة نورث ويسترن.
كان بحثهم الذي نُشر يوم الثلاثاء في مجلة “ذا نيتشر” المتعلقة بالطب النفسي، قد أعطى الأمل للأشخاص الذين يعتقدون بأنهم أكثر عرضة للاكتئاب نتيجة لتاريخ العائلة المرضي، ويقدم المزيد من الأمل بأن المرضى يمكن علاجهم.
كانت الفئران المستخدمة في التجارب التي تم تربيتها على الاكتئاب كسلوك لمدة 33 جيلاً، قد أظهرت يأسًا شديدًا.
“لا يوجد لدينا أشخاص مصابين بالاكتئاب وراثيًا بشكل كامل مثل الفئران” تقول إيفا ريدي، أستاذ علوم الطب النفسي والسلوكي، وتضيف: “إذا استطعنا تعديل الاكتئاب لدى هذه الفئران، فبالتأكيد يمكننا القيام بذلك أيضًا على البشر”.
أراد الفريق أن يعرف إذا كان بإمكانه تغيير الاكتئاب الوراثي لدى الفئران عن طريق تغيير البيئة، فقام بوضع الفئران المكتئبة في قفص كبير مع العديد من الألعاب لمضغها وتوفير أماكن للاختباء والتسلق -ديزني لاند للفئران – لمدة شهر، “نحن نطلق عليه علاج الفئران النفسي”، تقول ريدي، وتتابع: “لأن التخصيب يسمح لهم بالتعامل مع البيئة ومع بعضهم البعض بشكل كبير”.
بعد العلاج النفسي عن طريق اللعب، انخفض السلوك الاكتئابي للفئران بشكل كبير، بعد ذلك تم وضعها في خزان مياه، لمشاهدة كيف يتصرفون في هذا الموقف؛ قامت الفئران من المجموعة الضابطة بالسباحة بحثًا عن طريق للهروب، بينما استسلمت الفئران المكتئبة للطفو ببساطة، مُظهرة سلوكًا يائسًا، ولكن بعد شهر من العلاج باللعب، قامت الفئران المكتئبة وراثيًا بالسباحة في الخزان بحثًا عن مخرج.
وجد العلماء أيضًا أن مجموعة الفئران غير المكتئبة، عند إخضاعها لضغط نفسي عن طريق تقييديها لساعتين يوميًا لمدة أسبوعين، قامت بالطفو عند وضعها في الخزان ولم تحاول الهرب.
بعد هذا الضغط البيئي، تغيرت بعض مؤشرات الدم الحيوية للاكتئاب من مستويات “غير مكتئبة” إلى المستويات التي شاهدوها في الفئران المكتئبة وراثيًا.
يحاول فريق البروفيسور ريدي الآن معرفة إذا ما كانت المؤشرات الحيوية بالفعل تؤدي إلى تغيرات سلوكية، إستجابةً للبيئة، الأمر الذي قد يؤدي إلى تصنيع أدوية جديدة مضادة للاكتئاب.
المصدر : الإندبندنت