قبل افتتاح مخيم الأزرق في عام 2014 ، كان معظم اللاجئين السوريين الذين يصلون الأردن ينتهي بهم المطاف في حالات من الفوضى، إما في مخيم الزعتري المزدحم باللاجئين أو عن طريق ترتيبات غير رسمية.
ولكن تم تصميم مخيم الأزرق كان بطريقة أفضل وأكثر تنظيما من المخيمات الأخرى.
يتم أخذ اللاجئين السوريين الذين يصلون الأردن إلى المخيم الجديد، حيث يعيشون في منازل بدائية ويتم تقديم الطعام والرعاية الطبية لهم.
“إنها حياة أخرى” هذا ما قاله عبدالله أحمد البالغ من العمر 32 عاما فور وصوله للمخيم, جاء عبدالله من سوريا بسبب قرب وصول قوات الدولة الإسلامية لحلب, أكبر مدن سوريا, وأضاف “إننا لم نذق حتى طعم الحياة قبل وصولنا هنا”.
ولكن ما سيذهل زوار المخيم غالبا هو شيء أخر، فبالرغم من الإجرائات الأمنية المشددة بالمخيم والمبالغ الطائلة من الأموال التي صرفت على المكان إلا أن أغلب المخيم فارغ من اللاجئين، ووفقا لأحدث إحصائيات الأمم المتحدة فإن عدد اللاجئين في المخيم يقدر ب 20,000 لاجىء في حين إن المخيم يتسع لمائة ألف لاجىء !
بطريقة ما فإن التوقعات الخاطئة كانت سبباً لهذه المشكلة، حيث عندما تم إقتراح إنشاء مخيم الأزرق كانت التوقعات عن توافد اللاجئين أنها ستستمر بنفس الطريقة المضطربة التي كانت تواجه مخيم الزعتري، ولكن ذلك لم يحدث.
وهذا لا يعني أن تدفق اللاجئين على حدود الأردن قد قل، حيث أنهم ما زالوا يتدفقون بالآلاف على الحدود الأردنية، ولكن معظمهم نازحون عن مناطق سيطرة “الدولة الإسلامية” مما يستوجب فحصهم أمنيا بطريقة مشددة للسماح لهم بدخول الأراضي الأردنية من الأساس.
هالة الشملاوي المتحدثة الرسمية باسم لجنة الصليب الأحمر في الأردن صرحت بدخول مجموعات من اللاجئين منذ سبتمبر 2013 في مخيم الأزرق، ووصفت حالة الوافدين الجدد على المخيم بأنهم مجبرون على الإنتظار ما لا يقل عن 5 أشهر، لكي يتمكنوا من الحصول على مكان فيه.
وقد يكون رفض الأردن قبول أعداد جديدة من اللاجئين علامة على وجود مشكلة أكبر، فبعد أن كان الأردن على استعداد لاحتواء أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين، فقد تحول الأمر الآن بعد أن وصل عدد اللاجئين المسجلين إلى 700,000 لاجىء، بينما تصرح الحكومة الأردنية بأن عدد اللاجئين السوريين قد وصل لأكثر من مليون لاجىء.
وفي بلد تعداد سكانها الأصلي يتراوح ما بين 5 و 6 ملايين مواطن يعد ضغط أعداد كبيرة من اللاجئين مصدر قلق للمواطن العادي، خصيصاً بعد أن تغيرت سياسة أوروبا وتركيا نحو استقبال اللاجئين، مما يجعل الأردن بالنسبة للاجئين هي الخيار الأحسن للمعيشة.
الأرقام الصادرة مؤخراً من قبل حرس الحدود الأردني بالتعاون مع الوكالة التابعة للأمم المتحدة للاجئين، تشير إلى أن عدد اللاجئين على الحدود قد وصل إلى 26،000 لاجىء، لكن هيئات الإغاثة تتردد في الحديث عن الوضع، والمساعدات التي قد تصل للاجئين بتلك المناطق، حيث أنها قد تقلصت، وأصبحت تصنف هذة المناطق كـ”مناطق عسكرية”.
وعند سؤال لاجئة سورية كبيرة بالسن كانت من الوافدين الجدد على مخيم الأزرق عن الأعداد التي رأتها على الحدود، قالت أنهم كثيرون جداً ، وغالبا ما يتم السماح بالعبور للأسر التي تحتوي على نساء، وخصيصاً النساء الحوامل بالأشهر الأخيرة.
فريجة العلي، امرأة تبلغ من العمر 33 عاما من إدلب، وصلت إلى مخيم الأزرق منذ أقل من شهر، وأنجبت طفلها بالمخيم منذ حوالي أسبوعين، قالت إنها ظلت وعائلتها عالقين على الحدود الأردنية لمدة خمس أشهر، وكلما كانوا يسألون عن سبب التاخير في العبور، كان عناصر الجيش الأردني يردون بإن هذه هي الإجراءات المتبعة.
وبالمقارنة مع مخيم الزعتري، يعد مخيم الأزرق نائياً، حيث يقع في منطقة معزولة على عكس مخيم الزعتري الذي يستطيع اللاجئين فيه إقامة مشاريع تجارية أو إيجاد أنواع مختلفة من الأنشطة.
بعض السوريين يقومون بالفرار من المخيم ويحاولون تجربة حظهم في المدن، حيث أنهم يقومون بأخذ تصاريح لزيارة المدن الأردنية وغالبا لا يعودون، مما يشكل خطراً على الأمن الأردني.
وصرح أندرو هاربر ممثل المفوضية العليا للاجئين في الأردن التابعة للأمم المتحدة بأنهم من الممكن أن يقوموا ببناء الأسوار حول المخيم، لكي يمنعوا اللاجئين من الهرب وتشكيل الخطر على أمن الأردن الداخلي.
ولكن بالنسبة للعديد من الوافدين يظل المخيم أحسن وضعاً بكثير، مما مروا به وعايشوه في طريق هروبهم من الموت.
المصدر: واشنطن بوست / ترجمة: أردن الإخبارية