ترجمة حفصة جودة
شهدت السنوات الأخيرة زيادة مقلقة في عدد حالات الاغتصاب في بنجلاديش، وفي هذا العام استمر المعدل في الازدياد، وأظهرت بنجلاديش غضبها بعد الحادثة الأخيرة لاغتصاب وقتل طالبة جامعية 19 عامًا بصورة وحشية في بنجلاديش.
كانت سهاجي جهان تونو، الطالبة بالسنة الثانية في كلية فيكتوريا، قد تم العثور على جثتها ورأسها محطمة بالقرب من منطقة محاطة بثكنة عسكرية شرق مدينة كوميلا، كانت مطالب المحتجين بالتحقيق والعدالة السريعة قد انتشرت سريعًا في كوميلا وفي كل أنحاء بنجلاديش.
معظم الأشخاص الذين يعيشون في تلك المنطقة التي وُجدت فيها سهاجي مقتولة، هم أفراد عسكريون وموظفون إداريون بالجيش، وهذه المناطق التي تسمى “معسكرات” تُعتبر مناطق آمنة حيث يوجد بها نقاط تفتيش تقيد التحركات العامة داخلها.
كانت سهاجي طالبة في السنة الثانية بقسم التاريخ في جامعة فيكتوريا بمدينة كوميلا، وعضوًا نشطًا بمسرح الكلية، كانت تعمل بدوام جزئي كمعلمة خاصة لتغطية نفقات معيشتها ودراستها، وفي يوم 20 مارس ذهبت إلى منزل أحد طلابها بعد الظهر ولم ترجع منزلها مرة أخرى، ذهب أقاربها للبحث عنها واكتشفوا جثتها في الأدغال داخل المعسكر في اليوم التالي.
في يوم 24 مارس، أكد تقرير تشريح الجثة أنها قُتلت بعد اغتصابها، والشرطة لا تشتبه في أي شخص،
وبالرغم من أن وفاة تونو أصبحت قضية رأي عام منذ 22 مارس، إلا أن وسائل الإعلام ظلت صامتة عن الموضوع بغرابة حتى يوم 24 مارس عندما بدأت الاحتجاجات الضخمة في الانتشار بكل أنحاء البلاد، وطبقًا لما يقوله النشطاء، طالب الجيش بمنع أي احتجاجات داخل حدود المعسكر.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك وتويتر، تساءل الناس حول كيفية حدوث مثل هذه الجريمة في تلك المنطقة:
تقول شيمانا رحمن أنشال، ابنة أحد ضباط الجيش والتي قضت حياتها في معسكرات مختلفة: “عندما يرغب شخص ما ممن يعيشون خارج هذه المعسكرات في الدخول، فيجب عليه إبراز هويته وسبب الدخول، يشعر الزائرون بعدم الارتياح، لكن هذا الأمر من أجل الأمان داخل المعسكر، وفي هذا السياق، فمن الصعب جدًا على أحدهم أن يدخل المعسكر ويغتصب إحداهن، ويدّعي الناس أن هذه الجريمة قام بها أحد سكان المعسكر، لقد دمرت هذه الجريمة عائلة بأكملها، لكن ماذا لو كانت الجريمة قد قام بها شخصًا ما من خارج المعسكر، ما الذي يمكن قوله عن الأمان داخل المعسكر؟”.
كانت المشاركات على وسائل التواصل قد نشرت صورًا لتونو والاحتجاجات التي انتشرت سريعًا، وقام الكثير من المستخدمين بالكتابة تحت هاشتاج #العدالة لتونو، مما يثير المخاوف بأن وسائل الإعلام الرئيسية لم تقم بتغطية الحدث.
كتب أحد مستخدمي فيس بوك، أون لي توراج قائلاً: “اغتُصبت وقُتلت سهاجي جهان تونو أمس، وهي ليست الأولى، هناك الكثيرات قبلها، وسيكون هناك الكثيرات بعدها، قد تكون أنت القادم، أو أختك أو ابنتك أو أمك أو زوجتك، فإذا لم يكن دفاعًا عن تونو فليكن دفاعًا عن نفسك#العدالة لتونو”.
أشار مستخدمو الإنترنت أيضًا إلى أن اختيار المرأة لملابسها يُشار إليه كسبب للاغتصاب في مثل هذه البلد المحافظة، لكن تونو كانت ترتدي الحجاب، والذي يُعتبر غالبًا كضمان ضد العنف في بنجلاديش،
وفي بنجلاديش، أقصي عقوبة لجريمة الاغتصاب هي السجن مدى الحياة، بينما عقوبة جريمة القتل، هي الإعدام شنقًا.
الاحتجاجات
على مدار الأسبوع نظم الطلاب والنشطاء الثقافيون في كوميلا العديد من المسيرات والسلاسل البشرية ومسيرات احتجاجية، وقاموا أيضًا بقطع الطريق السريع بين الولايات.
وفي يوم الأربعاء، هدد المتظاهرون بإضراب عام في المدينة إذا لم تتمكن السلطات من القبض على الجناة خلال 48 ساعة، بينما قام آلاف من سكان كوميلا بمظاهرات في وسط المدينة.
في الوقت نفسه، يوافق العديد من الناس على رأي ديبيو تانتريك، مستخدم الفيسبوك، الذي اتهم الحكومة بمحاولة كسب الوقت في تأخراستجابتها للحادثة.
هذا الرد البطيء على جريمة الاغتصاب والقتل جعل الاحتجاجات تنتشر بشكل كبير، كما يقول المتظاهرون.
وفي جانجاجران مانشا، المنصة التي خرجت منها مظاهرات شاهباج، نظم المتظاهرون مسيرات في تقاطع شاهباج دكا، مطالبين بالعدالة، بالإضافة إلى ذلك، نظمت العديد من المؤسسات من ضمنها “ناري سنغاتي” واتحاد “بنجلاديش شاهاترا” العديد من الفعاليات الاحتجاجية.
وطبقا لإحصائيات الرابطة الوطنية للمحاميات في بنجلاديش، فهناك على الأقل 241 حالة اغتصاب تم الإبلاغ عنها في الفترة بين يناير حتى مايو 2015، وقالت المنظمة إن حوادث الاغتصاب في ازدياد مستمر منذ عام 2010.
تقول الإحصائيات في المنظمة إنه تم الإبلاغ عن 789 حالة اغتصاب عام 2014، و719 عام 2013، و836 عام 2012، و603 عام 2011، و411 عام 2010.
في العام الماضي، تعرض حوالي 85 طفلاً وامرأةً من السكان المحليين للإساءة الجنسية، طبقًا لتقرير منظمة حقوق الإنسان في بنجلاديش للسكان المحليين.
المصدر: جلوبال فويسز