واجهت شركات كثيرة عربية وأجنبية في الأوقات الماضية أزمات مالية ومشكلات جعلتها تتخذ إجراءات من قبيل تخفيض الرواتب وإغلاق الأفرع وليس آخرا إلغاء مناصب وظيفية والتخلي عن موظفين. وربما لا تكون الأزمة المالية العالمية التي ضربت أسواق المال في عام 2008 مثالا بعيدا لما حصل للشركات والمؤسسات بعدها، حيث أسهمت الأزمة في اتخاذ تلك الشركات قرارات مجحفة بحق موظفيها أضرها بالنسبة لهم الفصل، أو كما حدث نهاية العام الماضي ومطلع العام الجاري عندما أعفت عشرات الشركات في الولايات المتحدة الأمريكية العاملة في مجال النفط الصخري مئات الموظفين بسبب انخفاض أسعار النفط العالمية إلى مستويات متدنية جدا.
وكما حصل مع الموظفين السوريين الذين تم الاستغناء عن خدماتهم في شركات النفط الحكومية في الإمارات العربية المتحدة العام الماضي بدون ذكر أسباب.
وأقرب مثال هو ما حصل في الأيام الماضية مع شبكة الجزيرة الإخبارية عندما قررت الاستغناء أيضا عن ما يقرب من 500 موظف من وظائفهم في الشركة في خطة لتطوير عملها. وهناك أيضا الحكومات والمؤسسات الغير ربحية عندما تجتاحها أزمة مالية أو مشاكل إدارية وغيرها تتخذ إجراءات أيضا من قبيل فصل الموظفين. كما ما حصل مع الحكومة السورية المؤقته ومع منظمات سورية تعمل في المجال الإغاثي بسبب نقص التمويل الكافي تم إصدار قرار أن العمل أصبح “تطوعيا” بدون راتب ما دفع الكثير من الموظفين لترك العمل والبحث عن آخر.
إذن بالعموم لو أنت موظف في شركة ما وقررت هذه الشركة الإستغناء عنك وعن الخدمات التي كنت تؤديها لهم، وبغض النظر عن الأسباب والتبريرات التي تعطيها لك الشركة، عندئذ سينتابك شعور بالإحباط لا يمكن وصفه ولا يستطيع أحد أن يشرح ما تشعر به، فيما يلي سنقدم لك بعض النصائح والتوصيات التي ممكن أن تأخذ بها وتساعدك على العبور من هذه المشكلة في مسار حياتك المهنية:
1- لا تحزن…لست أول شخص تم فصله من العمل ولن تكون الأخير، ولا تنس أنك أخذت خبرة واستفدت من الفترة التي عملت بها فهي بدون شك طورت معارفك وحياتك المهنية وفتحت لك أبواب فرص عمل جديدة لم تكن على اطلاع بها.
2- اهدأ…الدنيا لم تنته ولم تُغلق كل الشركات من حولك، لازال هناك مئات الآلاف منها ولكن عليك أن تجد لك مكانا فيها، وكن على ثقة أنه عندما تفلس شركة أو تغلق فإن مقابلها شركة أخرى ربحت أو أُسست. هناك فرصا أخرى تنتظرك.
3- قبل الخروج من العمل لا تنس أن تطلب شهادة خبرة ورسائل توصية من المدراء الذين كنت تعمل معهم.
4- استنشق هواءا نظيفًا واذا كنت تعيش في مكان مزدحم فحاول أن تجد مكانا هادئا ترتاح فيه من فترة العمل ومن الضغط النفسي الذي أنت فيه الآن.
5- اتصل بأصدقائك ومعارفك وأخبرهم أنك الآن حر، وأنك جاهز للارتباط بعمل جديد لو سمعوا أو عرفوا مؤسسة تحتاج لموظفين من نفس الخبرة التي تمتلكها.
6- حاول أن تتقشف قليلا في حياتك تحسبا فيما لو تأخرت عن الارتباط بعمل جديد، وخفف من مصاريفك الكمالية قدرالمستطاع.
7- استخدم وسائل التواصل الاجتماعي وقواعد التوظيف على الشبكة للبحث عن وظيفة تناسبك من الوظائف المعروضة، فهي جيدة بالفعل والشركات باتت اليوم تعتمد عليها كثيرا للبحث عن أشخاص ذوي كفاءات.
8- لو حصلت على عمل يتطلب منك السفر فلا تستعجل في القرار وتأنّى، فأمر السفر وتغيير المكان ليس سهلا وقد تظهر لك تكاليف جديدة ومصاعب جديدة أنت بغنى عنها، وربما تحصل على عرض عمل في المكان الذي أنت فيه .. فقط اصبر قليلا.
9- إذا بدأ الوقت يمر ويطول وشعرت أنك لن تجد وظيفة ترتبط فيها بشكل كلي فحاول أن تطرق باب التوظيف الجزئي والعمل من البيت فهذا النوع من الأعمال بات ينتشر بكثرة والشركات تعتمد عليه لأنه لا يكلفها كثيرا كما يكلفها الموظف المتفرغ.
10- في حال مر الوقت ولم تجد عملا وبدأت مدخراتك تنفذ لا تنتظر أكثر من هذا، استفد من خبرتك ودراستك وحاول البدء بعمل جديد تؤسس فيه لمشروع صغير منفردا أو بالاشتراك مع أحد آخر، وحاول أن تكون مبدعا في هذا المشروع قدر الإمكان لكي تضيف شيء جديد تفتقر له الشركات في السوق وتتطلع للتعامل معك. فمن يدري ربما تبدأ بتوظيف الناس وأنت الذي كنت تبحث عن عمل.
في النهاية ثق بنفسك وقدراتك وإمكانياتك هذه ليست النهاية، فلا تيأس ولا تتذمر ولا تلوم الآخرين وابدأ من جديد واعتبر ما فات قد مات، وابدأ حياة جديدة بعمل جديد ملؤها التفاؤل والأمل.