استهدف الطيران الحربي التابع للنظام السوري بالأمس المستشفى الميداني الوحيد ببلدة دير العصافير في القطاع الجنوبي للغوطة الشرقية بريف دمشق، وقد طال القصف مدرستين أيضًا مخلفًا عشرات من القتلى والجرحى.
أعداد الضحايا غير دقيقة نظرًا لكثرة الغارات الجوية التي شنتها قوات النظام على المدينة، فقد أفاد ناشطون ميدانيون أن عشرات الغارات الجوية استهدفت البلدة وأسفرت عن مقتل ما يزيد عن ثلاثين شخصًا وجرح العشرات، معظمهم من الأطفال.
فيما ذكرت مصادر إعلامية تابعة للنظام أسباب شن مثل هذه الغارات بأنها استهدفت مواقع لتنظيم جبهة النصرة، بينما نفى أهالي البلدة أي وجود لعناصر التنظيم في المنطقة.
أعداد القتلى جراء هذه الغارات في تزايد بعد استهداف المستشفى الوحيد في المدينة، وقد ذكرت مصادر طبية بالمدينة أن من بين الجرحى عددًا من أفراد الطاقم الطبي للإسعاف، وهو ما زاد من صعوبة عملية إسعاف المصابين.
من جانبه وصف الدفاع المدني في ريف دمشق، المجزرة بأنها “جريمة حرب جديدة ضد الإنسانية”، مشيرًا إلى أن أطفالًا ونساءً وممرضين، قتلوا خلال استهداف المستشفى والمدرستين، إلى جانب أن الغارات استهدفت أيضًا مركزين للدفاع المدني في القطاع الجنوبي للغوطة، وأدت إلى مقتل مدنيين، وفق الدفاع المدني، من بينهم أحد عناصره.
كانت مدن وبلدات ريف دمشق، قد شهدت هدوءًا نسبيًا بعد سريان الهدنة في 27 فبراير الماضي، إلا أن الطيران الحربي النظامي يستهدف هذه المدن بشكل متقطع، وبالأخص مدن وبلدات منطقة المرج التي تشهد معارك بين قوات المعارضة السورية المسلحة وقوات النظام.
حيث تحاول القوات التابعة للنظام التقدم في المناطق الفاصلة بين بلدتي بالا وحرستا القنطرة، وذلك لإحكام السيطرة على بلدة دير العصافير والبلدات المجاورة لها، عن طريق فصل القطاع الجنوبي للغوطة، والذي يعتبر شريانًا للأهالي، إذ لم يبق أراضٍ زراعية صالحة للزراعة إلا في هذا القطاع.
يعيش أهالي بلدة دير العصافير في الغوطة الشرقية بريف دمشق حالة مأساوية منذ أسابيع، بعد إغلاق كافة الطرق الواصلة إلى بلدات الغوطة الشرقية، وبسبب القصف المدفعي العنيف من قبل قوات النظام من جانب، والقصف بالغارات الجوية من قبل الطيران الحربي من جانب آخر، وهو ما يُعد خرقًا جديدًا وواضحًا لهدنة وقف إطلاق النار المزعومة في سوريا، وسط صمت دولي.
وتتزامن هذه الحالة مع الهجمات المتواصلة التي تشنها قوات النظام على المنطقة برمتها، بعد سيطرتها خلال الأسابيع الماضية على نقاط إستراتيجية، فيما أفادت وكالة الأناضول التركية بأن نحو 55 مدنيًا قتلوا هناك منذ سريان الهدنة قبل شهر.
من طرفه طالب الائتلاف الوطني السوري، يوم أمس الخميس، المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات حقيقية وعاجلة تجاه المجزرة التي ارتكبها نظام الأسد بحق المدنيين العزل في بلدة دير العصافير بريف دمشق، وذلك بعد أن أصبحت خروقات النظام للهدنة واسعة ومتكررة وتكاد تفرغ مفهوم الهدنة من معناه.
كما حذر الائتلاف من أن الهدنة ليست قيدًا مفروضًا على طرف دون آخر، وأن استمرار جرائم النظام بحق المدنيين السوريين يعرض هذه الهدنة والمسار السياسي برمته لتهديد جدي، الأمر الذي لا بد للمجتمع الدولي من إدراك أبعاده ومخاطره.
الولايات المتحدة أدانت المجزرة عبر خارجيتها التي قالت إن هذه الغارات روعتها، وقالت في بيان لها أنها تدين بأشد العبارات جميع الهجمات التي تستهدف المدنيين مباشرة.
أما تركيا فقد استنكرت من جانبها استهداف طيران النظام السوري للمدنيين بهذه الصورة في المستشفيات والمدارس، وقال بيان لوزارة الخارجية إن النظام سرع هجماته ضد الشعب السوري مجددًا.
ودعت الخارجية التركية الدول التي لها نفوذ على النظام السوري، إلى التدخل لإيقاف انتهاكاته وهجماته، مؤكدة أن تلك الهجمات لا يمكن قبولها وتبريرها أبدا في ظل سريان الهدنة.
ليبقى الشعب السوري رهين إدانات العبارات المشددة والاستنكارات البيانية دون أن يتحرك المجتمع الدولي لوقف هذه المجازر المستمرة بحقه منذ قرابة خمس سنوات.
جدير بالذكر أن هذه ليست المجزرة الأولى التى يرتكبها نظام الأسد منذ اندلاع الثورة السورية، حيث استهدفت مقاتلات النظام البلدة في مطلع العام 2013، وقصفت منازل المدنيين في مشهد مقارب مما أدى إلى سقوط عدة منازل فوق رؤوس ساكنيها ليسقط معها عشرات القتلى والمصابين.
https://www.facebook.com/hatita.revolution/posts/475007585873656