أخذت معدلات السمنة في الارتفاع حول العالم، حتى إن بعض الدراسات تقول إن 18% من الرجال في العالم سوف يعانون من السمنة بحلول عام 2025، وكذلك 21% من النساء حول العالم سوف يعانون من مرض السمنة.
حيث صدرت آخر دراسة علمية على أشخاص من قرابة 200 دولة حول العالم، وكشفت عن الزيادة في عدد الأشخاص الذين يعانون من سمنة مفرطة، إذ ارتفع من 105 ملايين شخص عام 1975 إلى 641 مليون شخص في العام 2014، وهو ما يستدعي اتخاذ إجراءات سريعة حتى لا يتحول داء السمنة إلى وباء حول العالم.
ووفقًا لقياس مؤشر كتلة الجسم ((BMI فإن البشر الذين يعانون من السمنة في العالم باتو أكثر ممن يعانون من نقص الوزن، وعلى مدار الـ40 سنة الماضية تغير العالم الذي كان به انتشار في عملية نقص الوزن بنسبة متضاعفة أمام السمنة، إلى عالم به أعداد المصابين بالسمنة فاقت أعداد هؤلاء الذين كانوا يعانون من نقص في الوزن.
وقد أشار العلماء إلى أن العقود الأربعة الماضية شهدت تغيرًا كبيرًا في مؤشر كتلة الجسم لدى البشر فنسبة المؤشر الصحيحة مع السن انخفضت إلى 24.2 من 21.7 لدى الرجال، أما النساء فقد ارتفعت لديهم من 22.1 إلى 24.4، وهو ما معناه أن سكان هذا العالم يزيد وزنهم كل عقد بمقدار 1.5، كما أن عدد كبير من هؤلاء تشكل السمنة خطرًا صحيًا على حياتهم أكثر من أي وقت مضى.
كما اكتشفت الدراسة أن خمسة من يعانون من السمنة المفرطة يعيشون في ستة بلدان من ذوات الدخل المرتفع: وهما أستراليا، كندا، أيرلندا ونيوزيلندا وبريطانيا والولايات المتحدة.
فيما حصلت الدول على شكل جزر مثل بولينيزيا وميكرونيزيا على متوسط أعلى مؤشر كتلة الجسم في العالم، بينما تيمور الشرقية، وإثيوبيا، وإريتريا حصلت على أدنى متوسط في مؤشر كتلة الجسم.
أما على صعيد نقص الوزن بعيدًا عمن يعانون من مرض السمنة فقد وجدت دراسات أن من يعانون من انخفاض حاد في الوزن معرضون لمشاكل صحية خطيرة في المناطق الأكثر فقرًا في العالم، وتحدث البعض على أنه لا يجب على العالم أن ينتبه لمشكلة السمنة فقط بما يغطي على مشكلة نقص الوزن الناتج عن عدم حصول كثير من الناس على ما يكفيهم من الطعام في العالم.
حيث رصد أنه ما يقرب من ربع السكان في جنوب آسيا يعانون من نقص في الوزن، وفي وسط وشرق أفريقيا نحو 12% من النساء و15% من الرجال يعانون من نقص حاد في الوزن، وكذلك في الهند وبنجلاديش وجد الباحثون أن أكثر من خُمس الرجال وربع النساء يعانون من نقص الوزن.
وتعرف منظمة الصحة العالمية السمنة بأنها تراكم غير طبيعي أو مفرط للدهون قد يلحق الضرر بالصحة، أما مؤشر كتلة الجسم هو مؤشر بسيط لقياس الوزن إلى الطول يشيع استخدامه لتصنيف زيادة الوزن والسمنة لدى البالغين، وهو يُعرَّف بأنه وزن الشخص بالكيلوجرام مقسوم على مربع طوله بالمتر (كجم/م2).
كما ترى منظمة الصحة العالمية أن السبب الأساسي لزيادة الوزن والسمنة هو اختلال توازن الطاقة بين السعرات الحرارية التي تدخل الجسم والسعرات الحرارية التي يحرقها، وغالبًا ما تكون التغييرات في النظم الغذائية وأنماط النشاط البدني ناتجة عن التغيرات البيئية والمجتمعية المرتبطة بالتنمية وعدم اتباع سياسات داعمة في قطاعات مثل الصحة والزراعة والنقل والتخطيط العمراني والبيئة وتجهيز الأغذية والتوزيع والتسويق والتعليم.