مر أمس أربعون عاماً على تأسيس عملاق التكنولوجيا الأمريكية؛ شركة “آبل”، التي استطاعت أن تجعل من نفسها علامة تجارية كبرى، وجذبت ملايين المستخدمين إلى أجهزتها المتنوعة؛ بداية من أجهزة الحاسوب التي بدأت بها، وصولاً إلى هواتف آيفون وأجهزة آيباد الشهيرة.
وتمكنت آبل من تخطي صعاب عديدة خلال مسيرتها، فهي أصبحت ضمن الشركات الأكثر قيمة في العالم، بعد أن مرت بظروف عصيبة جعلتها تقترب من الإفلاس عام 1997.
أُسست الشركة في الأول من شهر أبريل/نيسان عام 1976 على يد ستيف وزنياك، ورونالد واين، وستيف جوبز، وأصبح لديها الآن أكثر من 480 متجراً في 18 بلداً في جميع أنحاء العالم، وحققت دخلاً أكثر من 18 مليار دولار للربع الأول من هذا العام فقط، وباعت مليار هاتف آيفون.
لكن، في حين تتجه أمريكا بسرعة البرق نحو التكنولوجيا الرقمية لإدارة المجتمعات، وتغرق الأسواق بمنتجات “آبل” و”مايكروسوفت”، “جوجل” و”إتش بي” وغيرها، محققة أرباحاً قياسية، فإن الإدمان على هذه التكنولوجيا الحديثة يحطم البيئة، والمياه، والسكان، وعلى المدى البعيد الاقتصاد.
وهذه الصور التي نشرها موقع “US uncut“، الأمريكي، تظهر أن ازدهار التكنولوجيا في الولايات المتحدة يؤثر على بقية العالم.
شركات التكنولوجيا تعتمد على عمالة الأطفال في الحصول على المواد الخام
ففي جمهورية الكونغو الديمقراطية التي مزقتها الحرب، كثفت عمالة الأطفال، في العقد الماضي، نتيجة لزيادة الطلب على المعادن مثل الكوبالت والنحاس والكولتان. حالياً، 16.9% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و14 عاماً يعملون في مجال التعدين.
يضطر 40 ألف طفل على الأقل للتنقيب عن المعادن واستخراجها لصناعة الهواتف الذكية وأجهزة الحاسب المحمولة.
مجموعات تعمل على استخراج الألغام التي تغذي الصناعات الأمريكية
خلفت عمليات الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994 ألغاماً كثيرة دفعت مجموعات للعمل على استخراجها، في حين ذكرت الأمم المتحدة عام 2001 أن واشنطن تعمل على شراء تلك المعادن.
أكبر مصنع لشركة آبل في الصين يثبت شبكات لمنع العمال من الانتحار، ولكن العمال لا يزالون يقتلون أنفسهم.
جاء تثبيت تلك الحواجز بعد سلسلة من حالات الانتحار في عام 2010 في مصنع “شنتشن فوكسكون” التي أسفرت عن مقتل 14 عاملاً.
ومع ذلك، لا يزال عمال فوكسكون يحاولون الانتحار، فانتحر بين عامي 2010 و2013، 7 عمال آخرون، وقفز عامل آخر، ما أدى إلى وفاته، في أغسطس/آب الماضي. وفي عام 2011، اضطر عمال في المصنع إلى التوقيع على بند ضمن عقد العمل يمنعهم من الانتحار.
للتخفيف من حدة قضية الانتحار، أعلنت آبل زيادة الأجور في “فوكسكون”، وهي 293 دولاراً في الشهر، بزيادة 9.70 دولارات إضافية يومياً، في محاولة لتعزيز معنويات العمال. ولكن الشركة لم تقم بعد بإزالة شبكات منع الانتحار من مبانيها.
وإذا حكمنا من خلال هذه الصورة على عمال فوكسكون، فيظهر أن الروح المعنوية للعمال لم تتحسن كثيراً.
عمال فوكسكون يعملون بـ17 دولاراً في اليوم، والرئيس التنفيذي للشركة لديه ثروة تبلغ 5.9 مليار دولار.
الأجور وشروط والعمل في فوكسكون تدفع 5% من القوة العاملة (حوالي 24 ألف شخص) لأن ينهوا عملهم كل شهر.
ووفقاً لصحيفة نيويورك تايمز، فإن العامل في “فوكسكون” يعمل بمتوسط دخل 17 دولاراً في اليوم، ويعمل 70 ساعة أسبوعياً. وفي الوقت نفسه، فإن الرئيس التنفيذي للشركة تيري جو لديه ثروة بلغت 5.9 مليار دولار.
الصناعات المعدنية والتكنولوجية تخلف أميالاً واسعة من النفايات السامة
%95 من المعادن الأرضية النادرة تستخدم في إنتاج الهواتف الذكية وأجهزة الحواسيب المحمولة في شمال الصين.
منغوليا تمتلك 70% من احتياطيات العالم من تلك المعادن. تتدفق النفايات من الأنابيب في باوتو (منطقة منغوليا المتاخمة لشمال الصين) إلى بعض البحيرات السامة التي تغطي أكثر من 5 أميال في ذلك القطر.
أكبر شركات التكنولوجيا الأمريكية هي بعض من أكثر الشركات التي تتجنب الضرائب في البلاد.
لدى أكبر 5 شركات تكنولوجية؛ وهي آبل، مايكروسوفت، جوجل، أوراكل، سيسكو، أكثر من 430 مليار دولار نقداً في الخارج، فيما تمتلك آبل وحدها 158 مليار دولار مخبأة في الخارج.
إذا أعيدت تلك الأموال إلى الولايات المتحدة وأخضعت للضريبة بمعدل 35%، فإن 430 مليار دولار من شأنها أن توفر 150 مليار دولار للإيرادات والدخل الحكومي. وهذا يمكن أن يخلق 600 ألف وظيفة في القطاع العام لمدة 5 سنوات.
يوضح الرسم البياني أعلاه، معدلات الضرائب التي تدفعها شركات صناعة التكنولوجيا، وهي من أدنى المعدلات مقارنة بشركات الصناعة الأخرى.
سائقو حافلات شركات التكنولوجيا في سان فرانسيسكو ينامون في سياراتهم
في حين أن صناعة التكنولوجيا مزدهرة في كل من غوغل، وتويتر، وفيسبوك، وفيها أعداد كبيرة من العاملين من سان فرانسيسكو، إلا أن الموظفين ينامون في سيارات العمل.
وفقاً لصحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل، يبلغ متوسط سعر شقة بغرفة نوم واحدة ما يقارب مليوني دولار في سان جوسيه، وتزيد عن هذا السعر في أوكلاند، وأكثر من 3 ملايين دولار في سان فرانسيسكو. ولا يمكن لسائقي تلك الحافلات استئجار شقة في المدن التي يخدمونها، فينامون في سياراتهم بدلاً من ذلك.
تقرير: الخليج الجديد