تقوم الشركات حاليًا التي تقدم خدمتها عبر الإنترنت بتقفي أثرنا على هذا الفضاء الإلكتروني ربما ليخاطبونا باهتماماتنا، أو ليقدموا لنا محتوى إعلاني يُلائم شخصياتنا المختلفة، لذا فإن بعض هذه الشركات ولاسيما المتعلقة بالمواقع الاجتماعية مثل فيس بوك وجوجل تقوم بتسجيل نشاطنا عليها ومن ثم القيام بتحليله فيما بعد.
إذا حاولنا معرفة ما يعلمه عنا محرك البحث الأشهر عالميًا “جوجل” فإننا سنذهل من كم المعلومات الشخصية الدقيقة التي في متناوله، فجوجل يحتفظ بسجل بحثك وعادات تصفحك ويسجل أماكن خروجك، وخريطة بالأماكن التي استخدمت فيها هاتفك المحمول من قبل، كما أن جوجل كون لمحة شخصية عنك وعن ميولك وهوياتك، بما في ذلك مجال تقريبي لعمرك وجنسك واهتماماتك، وإذا لم تتفق مع هذه اللمحة الشخصية عنك فيمكنك تغييرها وجعلها أكثر أو أقل دقة، وهذا الأمر يؤثر في الإعلانات التي ستراها عبر المنتجات المرتبة أبجديًا.
عليك أن تعلم أن جوجل وغالبية الشركات الحديثة التي تعمل في مجال البحث والبيانات تحاول بشتى الطرق جمع قدر كبير من المعلومات عن مستخدميها، ومن ثم استثمار هذه البيانات والمعلومات لأغراض مختلفة منها على سبيل المثال الإعلانات أو بيع هذه المعلومات لشركات أخرى.
بطبيعة الحال ليس كل المستخدمين راضون عن تخزين البيانات حول سلوكهم ومعلوماتهم الشخصية الخاصة على خوادم هذه الشركات بهذه الصورة، بعض الشركات وعلى رأسها جوجل تمكنك من الاطلاع على المعلومات والبيانات التي تعرفها عنك عند استخدام محرك البحث جوجل أو أحد خدماتها الأخرى عبر مجموعة من الروابط التي تضعها جوجل والتي يمكنك إزالة بعض البيانات من خلالها.
فعند بداية دخولك إلى عالم جوجل تبدأ بإدخال بياناتك الشخصية كالاسم والجنس والسن إلى غير ذلك، وإذا دخلت بعد ذلك إلى جوجل عبر هاتف ذكي فإن جوجل يمكنه رسم خريطة لتحركاتك بكل سهولة.
جوجل كذلك يقوم بتخزين كل ما كنت تبحث عنه في الإنترنت عبر محرك البحث جوجل، لذلك لا تستغرب إذا ما وجدت إعلان ما بمحتوى شبيه لما كنت تبحث عنه قبل فترة.
كما أن جوجل يعرف الأجهزة الموصولة بحسابك جيدًا وعددها ونوعها، كما أنه يعرف جميع التطبيقات والمواقع التي تسعمل فيها حسابك على جوجل لتسجيل الدخول إليها، غير أنه حساب جوجل الخاص بك يحتفظ بجهات الاتصال والتقويم وملفات جوجل درايف والصور والعناوين، وغيرها من الأمور الخاصة بك.
وعليك أن تعلم أنه كلما عرف جوجل عنك أكثر، كلما تمكن من مطابقتك مع معلن يراك الزبون المثالي، والمعلنون على استعداد لدفع المزيد من الإعلانات التى يتم عرضها للزبون المثالي المحتمل، على سبيل المثال شركات الطيران تريد استهداف الأشخاص المحبين للسفر، صناع ملابس الأطفال يريدون استهداف الآباء، لذا جوجل يعرف عنك أكثر من اللازم بكثير.