أطلق نشطاء فلسطينيون وعرب حملة عالمية على شبكات التواصل الاجتماعي للمطالبة بإنهاء معاناة سكان قطاع غزة الذين يعيشون ظروفًا إنسانية واقتصادية صعبة، وفك الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة والذي أكمل عامه العاشر.
وقالت الحملة، في بيان لها، إنها أطلقت حملتها عبر موقعي التواصل الاجتماعي “تويتر” و”فيسبوك”، من خلال هاشتاج ” #بكفي_حصار” باللغتين الإنجليزية والعربية، من أجل إيصال معاناة سكان قطاع غزة والبالغ عددهم 1.9 مليون فلسطيني إلى الرأي العام العالمي.
وعرّفت الحملة نفسها، على أنها تجمع عالمي من أجل التضامن مع قطاع غزة المحاصر، بغرض الضغط على إسرائيل لكسر الحصار المفروض عليه، وتهدف الحملة إلى الضغط على الجهات الرسمية الدولية، لكسر الحصار البري والبحري للقطاع، وإعادة قضية غزة إلى سلم الأولويات بعد التجاهل الكبير لها، وحث الأشخاص والمؤسسات على التبرع ودعم القطاع المحاصر، والسعي للضغط على الأنظمة وصناع القرار من أجل كسر الحصار عن غزة.
وحظيت الحملة بمتابعة وتفاعل واسع على منصتي تويتر وفيسبوك، شارك فيها فلسطينيون في الداخل والخارج، إلى جانب نشطاء عرب وأجانب، طالبوا بآلاف التغريدات والتدوينات بفك الحصار عن غزة، ونشروا صورًا ومقاطع فيديو لآثار ما خلفته سنوات الحصار المفروض على القطاع في مختلف مجالات الحياة.
رغم الحصار رغم التضييق والحروب والعدوان العسكري الجنوني المتكرر الا ان غزة تضج بالحياة والحب والجمال#عصر_حماس #بكفي_حصار
— أحمد أبو نصر #غزة (@ahmadnser1) April 1, 2016
وأشار أدهم أبو سلمية، المتحدث باسم هيئة كسر الحصار وإعادة الإعمار بغزة، أن الحملة تصدرت “التريند” (الوسم الأكثر تداولاً) الأول في الأردن، والثالث في الجزائر، والسادس في الكويت، إلى جانب تصدره العديد من الدول العربية كالسعودية ومصر ولبنان واليمن، والعديد من الدول الأخرى كفرنسا وأمريكا وإنجلترا وإندونيسيا وماليزيا وإيران، وكانت النسبة العظمى من التغريدات من فلسطين.
وصلت عدد التغريدات في حملة #بكفي_حصار إلى 54 ألف تغريدة وصلت لنحو 25.7 مليون متابع، وفي سابقة هي الأولى من نوعها تقريبًا في الحملات كانت نسبة التغريد من الإناث أعلى بكثير منها من الذكور، حيث كانت مشاركة النساء 67% مقابل 33% للرجال.
نتمنى ان لا تتحول تغريداتنا الى كلمات واعداد لا منفعة منها بل نتمنى ان يشكل كل حرف سلاح يغمد في صدر من فرض الحصار
.#بكفي _حصار
— nor elhoda (@norelho73714100) April 2, 2016
وصاحب الهاشتاج مجموعة كبيرة من الوسوم منها: ” كتائب القسام، رفح، افتحوا معبر رفح، حماس، تركيا، غزة، عصر حماس، عد جنودك، ارحل يا عباس، ألف يوم صمود، عباس لا يمثلني، غزة تقاوم” .
وفرضت سلطات الاحتلال حصارًا على قطاع غزة منذ فوز حركة المقاومة الإسلامية حماس في انتخابات المجلس التشريعي عام 2006، طوقًا مشددًا على قطاع غزة، ما أدى لتفاقم الأوضاع المعيشة فيه، وتردي أحوال السكان، كما شن الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة حروب عسكرية ضد قطاع غزة منذ عام 2008، تسببت في تضاعف الأزمة الإنسانية لسكان القطاع، وتدهور البنية التحتية بشكل كبير وتدميرها، أثرت هذه الحروب سلبًا على مختلف القطاعات في قطاع غزة، وأدت لاستشهاد آلاف الفلسطينيين، وإصابة عشرات الآلاف.
ما الجريمة التي ارتكبتها غزة حتى تحولوها إلى سجن كبير؟#بكفي_حصار
— د. مأمون فريز جرار (@mamofj) April 2, 2016
وشارك في الحملة نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، حيث دعا إلى التحرك الجدي على كافة المستويات من أجل إنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة منذ عشر سنوات، وطالب في كلمة مصورة له بالضغط على صناع القرار في العالم وإسرائيل لإنهاء هذا “الظلم التاريخي” كما وصفه.
بدوره، أشار عزت الرشق عضو المكتب السياسي بحركة حماس، إلى أن “حصار ما يقارب مليوني فلسطيني في قطاع غزة يعدّ جريمة العصر، مطالبًا أحرار العالم أن يتحركوا بجهود عاجلة لإنهاء هذه الجريمة، وأضاف، أن “التاريخ سيذكر أن حصارًا ظالمًا كان مفروضًا على قطاع غزة لـ 10 سنوات، وسيسجله كجريمة للاحتلال ووصمة عار لكل من شارك أو تواطأ معه”.
#بكفي_حصار
حصار ما يقارب مليوني فلسطيني في قطاع غزة جريمة العصر .. على أحرار العالم أن يتحرّكوا بجهود عاجلة لإنهاء هذه الجريمة.
— عزت الرشق- فلسطين (@izzat_risheq) April 1, 2016
كما شارك أمين الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي القره داغي، في الحملة، قائلاً في تدوينة له عبر تويتر “عشر سنوات من الحصار الخانق الظالم على غزة وأزمة الدواء والكهرباء، فإلى متى؟”.
بدوره، طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، برفع الحصار الصهيوني المفروض على قطاع غزة منذ 10 سنوات، والذي أدى لتفاقم الحياة الإنسانية في القطاع، وأوضح أن حكومته تسعى لتوفير مياه صالحة للاستخدام عبر تنقية مياه البحر في غزة، وإيصال مولدات كهربائية للقطاع.
من جانب آخر، ذكرت مصادر فلسطينية أن الاحتلال أبلغ السلطة الفلسطينية بوقف إدخال الأسمنت إلى غزة حتى إشعار آخر لكافة المشاريع وأصحاب الشركات الخاصة، عدا المشاريع القطرية والأنروا، بزعم أن كميات من الأسمنت تم مصادرتها مؤخرًا من قِبل حماس وهي تقدر بآلاف الأطنان، جاء هذا المنع تأكيدا على سياسة الاحتلال في تشديد الحصار وخنق القطاع وعدم إعمار ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية.