ترجمة وتحرير نون بوست
يمكن لأفخاخ الكاميرا أن تساعدنا على التعرف على أكثر الحيوانات مراوغة وصعوبة بالالتقاط في العالم، فبمجرد استشعار أجهزة الحركة لتحرك أسد جبل أو فيل أو أي مخلوق آخر، ستلتقط الكاميرا صورة لما يقف أمامها بشكل تلقائي.
“معظم الحيوانات تختبئ، وفي الواقع، قد لا تسنح لك الفرصة لرؤيتها بتاتًا، وقد تظن بأن ذاك المكان خالٍ أساسًا من أي حيوانات”، قال رولاند كايس، عالم الحيوان في جامعة ولاية كارولينا الشمالية، ومؤلف الكتاب الذي سيصدر قريبًا “المخلوقات الخفية: كيف تكشف أفخاخ الكاميرا عن أسرار الطبيعة”.
استخدم مصورو الحياة البرية الكاميرات التي يمكن التحكم بها عن بعد منذ أكثر من قرن من الزمان، ولكن في السنوات الأخيرة بدأ العلماء باستخدام هذه الأداة بشكل أكثر تواترًا، وذلك وفقًا لما يقوله كايس، حيث أوضح بأن الصور التي يتم التقاطها تساعد الباحثين على تتبع مكان وجود أنواع الحيوانات النادرة أو معرفة المنطقة التي تقطنها مخلوقات معينة.
الصور أدناه، هي صور التقطها الدكتور كايس ضمن مشروعين لأفخاخ الكاميرا يعمل عليهما، وتقدم لنا لمحة معمقة عن الحياة السرية لبعض أنواع الحيوانات البرية، بما في ذلك الأسود التي تجوب الأراضي الرطبة في ناميبيا وذئاب القيوط التي تسكن في غابات ولاية كارولينا الشمالية.
العملاق الساحر
صورة ليلية لفيل ضمن منطقة زامبيزي في ناميبيا.
تعج منطقة زامبيزي في ناميبيا بالحيوانات الغريبة والخجلة من الكاميرا، ولتصوير تنوع المخلوقات، قام ويل بورارد لوكاس، وهو مصور يعمل مع الصندوق العالمي للحياة البرية، بوضع عدة أفخاخ كاميرا حول حفرة ماء تؤمها الكثير من الحيوانات في يوليو الماضي وتركهم دون مراقبة لمدة ثلاثة أشهر.
“من النادر حقًا أن أعمل على مشروع لا أرى فيه الحيوانات التي أصورها” قال لوكاس، وأضاف: “السبيل الوحيد لالتقاط مثل هذه الصور الجميلة هو استخدام فخ الكاميرا”.
خلال الأيام الـ10 التي قضاها لوكاس هناك، هربت جميع الفيلة التي قابلها أو قامت بتغطية أنفسها بأذنيها، ولكن الصور التي التقطتها الكاميرا الفخية أظهرت عملاقًا رماديًا ساحرًا يتجول بهدوء حول حفرة الماء الموحلة.
ملك الغابة الشاب
صورة لأسد شاب في منطقة زامبيزي في ناميبيا.
الأسود هي آكلة اللحوم الأفريقية الأكثر شهرة، ولهذا كانت الهدف الأول في مشروع لوكاس.
تعيش قبيلة أسود واحدة فقط ضمن منطقة زامبيزي في ناميبيا، وبعد سنوات من تعرضها للضرب على أيدي المزارعين المحليين لمهاجمتها مواشيهم، تعلمت الأسود كيف تتجنب البشر.
أشارت ليز هانسن، وهي زميلة للوكاس تعمل كباحثة للحياة البرية وقامت بتوثيق لواحم المنطقة لسنوات طويلة، بأنها لم يسبق لها وأن رأت قبيلة أسود بشكل مباشر، لذا ساعدت لوكاس على تحديد أحد المسارات المعروفة التي تسلكها تلك القطط الكبيرة، حيث قام بدوره بوضع فخين من الكاميرات ضمن هذا المسار.
على مدى ثلاثة أشهر لم تعبر الأسود بجانب الكاميرات إلا لمرتين فقط، وكان ذلك كافيًا ليصحل لوكاس على مبتغاه، حيث استطاعت إحدى الكاميرتين التقاط صورة أسد ذكر شاب يحدق في عدسة الكاميرا.
وليمة أسد الجبل في الجبال
صورة لأنثى أسد الجبل، تدعى P-35، تم تصويرها بفخ كاميرا في جبال سانتا سوزانا شمال غرب لوس أنجلوس.
استطاع أحد أفخاخ الكاميرا في جبال سانتا سوزانا شمال غرب لوس أنجلوس التقاط هذه الصورة لأنثى أسد الجبل المعروفة باسم P-35، وهي تفترس غزالًا كانت قد قتلته.
كانت P-35 ترتدي طوق تتبع عندما قتلت فريستها، مما سمح لجيف سيكيتش، وهو عالم أحياء يعمل في دائرة الحدائق الوطنية، بتحديد مكان الجيفة ووضع كاميرا DSLR في مكان قريب أثناء استراحة أنثى أسد الجبل في مكان بعيد.
كان سيكيتش يأمل بأن تستطيع الكاميرا التقاط صورة طفلة اللبوة أثناء انضمامها إلى الوليمة، ولكن أيًا من الصور لم تكشف عنها، “لقد أردت أن أعرف فيما إذا كانت الطفلة على قيد الحياة أم لا، أعتقد بأنها ليست كذلك”، قال سيكيتش.
وليمة مسروقة لدبين
صورة لدبين في جبال سانتا سوزانا شمال غرب لوس أنجلوس.
بدلًا من التقاط صورة أنثى أسد الجبل مع طفلتها، استطاع فخ الكاميرا في سانتا سوزانا التقاط صورة لزوج مختلف، أم دب وطفلها؛ فبعد ثلاث ليال من وضع سيكيتش للكاميرا، وجد الدبان الغزال الذي قتلته P-35 وباشرا بنهش الفريسة، وبعد التهام الوجبة المسروقة، غادرا المشهد ولكن ليس قبل إسقاط الكاميرا على الأرض.
“قام الدب بعدها بإسقاط الكاميرا” قال سيكيتش، وتابع: “مما وضع حدًا لحفلة التقاط الصور في مساء ذلك اليوم”.
ذئب قيوط التقطته عدسة المتطوعين
صورة لذئب قيوط التقطتها كاميرا فخية في غيمز لاند بولاية كارولينا الشمالية.
قام المتطوعون في مشروع إي مامل (eMammal) العلمي بوضع فخ كاميرا استطاع التقاط صورة لذئب قيوط في غيمز لاند بولاية كارولينا الشمالية، حيث يشجع مشروع إي مامل عشاق الحياة البرية على وضع أفخاخ الكاميرا بجانب بيوتهم لرصد المخلوقات المليئة بالفرو التي تعيش من حولهم، وكان هذا المشروع بالذات يرصد آثار الصيد على الحياة البرية قرب منطقة راليه في كارولاينا الشمالية.
“لقد عثرنا على العديد من ذئاب القيوط ضمن منطقة راليه في أماكن حضرية لم نكن نظن بأنها تعيش ضمنها”، قال الدكتور كايس، عالم الحيوان في جامعة ولاية كارولينا الشمالية الذي بدأ مشروع إي مامل.
زفير النمر الحار
صورة لنمر يطلق زفيرًا حارًا أثناء مروره بقرب فخ كاميرا في الهند وضعه طلاب المرحلة الإعدادية.
“ما تجده يثير الدهشة أحيانًا”، قال الدكتور كايس.
في إحدى المرات، استطاعت كاميرا مخفية ثبتها طلاب مدرسة إعدادية في الهند التقاط صورة لهذا النمر وهو يزفر بنفس مشبع بالبخار الحار، حيث كان الطلاب يشاركون في مشروع إي مامل الذي يتضمن تبادل صور أفخاخ الكاميرات ما بين طلاب الهند والمكسيك وكارولينا الشمالية.
“هذا النوع من النشاطات يسمح للأطفال معرفة الحيوانات التي تعيش حولهم والتي لم يكونوا ليرونها أبدًا بدون هذا المشروع”، قال الدكتور كايس، وأضاف: “من خلال فرحة تقاسم اكتشافاتهم الخاصة، يستطيع الطلاب مقارنة مختلف أنواع الحيوانات البرية، ولمس نقاط التشابه والاختلاف بينها”.
المصدر: نيويورك تايمز