الإمارات تحاكم فتاة قاصر بسبب “تويتات”

34b9e4b0a3a30c01509d0ee96d7a63c1

أجلت محكمة إماراتية مختصة بنظر قضايا أمن الدولة قضية فتاة قاصر تبلغ من العمر 18 عامًا، لكن لا أحد يعلم اسم هذه الفتاة، حيث أخفت المحكمة هويتها أثناء المحاكمة المتهمة فيها بإنشاء وإدارة حساب إلكتروني باسم “حارات الجنان” على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”.

السلطات الإماراتية تتهم الفتاة بنشر تغريدات مسيئة للإمارات على موقع تويتر وهو ما شأنه أن يُسئ لسمعة الإمارات ومؤسساتها.

الواقعة أكدها الناشط الحقوقي الإماراتي أحمد منصور الذي كتب تغريدة قال فيها إن السلطات الإماراتية تحاكم فتاة عمرها 18 عامًا، بسبب نشاطها على تويتر أمام المحكمة الاتحادية العليا، التي لا تُستأنف أحكامها.

كما أكد أيضًا أن السلطات الإماراتية تحاكم شابًا قاصرًا بتهمة الانضمام لداعش، أمام نفس المحكمة، مضيفًا: “علمًا بأن القانون الإماراتي يتطلب إجراءات مختلفة بالأحداث ومكان احتجازهم”.

مؤكدًا وجود قضية أخرى لشخصين إماراتيين متهمين بالانضمام لجمعية الإصلاح (التي تم وضعها على رأس قائمة الإرهاب في الإمارات). طالبوا بتحويلهم لسجون عامة.

عقب تدوال أنباء هذه المحاكمات شبه السرية أخذ نشطاء حقوق الإنسان المهتمين بالشأن الإماراتي يخمنون هوية الفتاة التي تحاكم بسبب كتاباتها على تويتر، حيث ربط البعض بين هذه القضية وبين الفتاة موزة العبدولي المعتقلة نجلة محمد العبدولي أحد العسكريين الإماراتيين الذين قاتلوا في سوريا.

حيث اعتقلت السلطات الإماراتية 4 من أسرته بعد نبأ مقتله في معارك بسوريا كان من ضمنهم فتاة لم تتجاوز 18 من عمرها هي موزة محمد العبدولي التي رثت أباها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، قبل أن تقتحم قوات الأمن الإماراتية منزلها وإخفائها مع شقيقتها الكبرى وشقيقها مصعب ثم أتبعتهم قوات الأمن بشقيقهم الأكبر وليد بعد عدة أيام من اعتقالهم.

عقب هذه الحادثة تسائلت منظمات حقوق الإنسان عن مكان إخفاء أبناء وبنات العبدولي والسبب وراء إخفائهم قسريًا دون توجيه أي تهم مباشرة لهم، وقد أطلقت هذه المنظمات وقتها هاشتاج للحديث عن القضية تحت اسم “جريمة اختطاف بنات العبدولي”.

ومع ظهور فتاة في سن موزة العبدولي رجح البعض أنها المعنية بالمحاكمة دون أن تذكر القضية اسمها وهو أمر قضائي غير مألوف في ظل غياب اسم المتهمة، فيما أبدت العديد من منظمات حقوق الإنسان تخوفها من تعرض الفتايات المختطفات وشقيقهن للتعذيب بعد اختطافهم من قبل جهاز أمن الدولة الإماراتي.

وطالبت المنظمات المجتمع الدولي بالضغط على ولي عهد أبوظبي، للإفراج عن الأختين بنات العبدولي، لأنه ليست هناك ثمة تهم حقيقية موجهة إليها وإنما اعتقالهم جاء على خلفية سياسية بحتة، حيث كان والدهم الراحل سجينًا سياسيًا لدى الإمارات في العام 2005، لمدة أربعة شهور بسبب توجهاته السياسية الإصلاحية قبل أن يغادر الإمارات وينضم إلى المقاتلين في سوريا بعد تسليح الثورة السورية ويكون له دور كبير مع حركة أحرار الشام في تحرير عدة مدن من يد نظام بشار الأسد.

إذ صنفت دولة الإمارات العربية المتحدة العام الماضي الحركة كتنظيم إرهابي ضمن لوائح الإرهاب لدى الدولة، لكن يؤكد محامون أن عملية اعتقال أسرة العبدولي غير قانوني لأنه لا يجوز اعتقال عائلة بأكملها بناء على توجه الأب الذي كرمته الدولة في السابق بعد حرب الخليج الثانية، وما لبثت أن اعتقلته بعد ذلك بسبب توجهه السياسي، ولم تكتف بذلك فقط بل اعتقلت 4 من أبنائه بعد موته بينهم أصغر معتقلة في الإمارات موزة العبدولي، والتي يعتقد البعض أنها ماثلة الآن أمام محكمة أمن دولة بسبب تدوينات لرثاء أبيها على موقع تويتر.