في مذهب أوباما الدبلوماسي المعلن فإن ما يحدث في الشرق ليس سوى “فوضى”، أما في لقاءاته الخاصة فإنه يصف أحداث الشرق بـ “المسرحية أو الشو المقرف” إذ تحول الشرق ليصبح مرتعاً خصباً لداعش وأخواتها والسبب وراء هذه المسرحية الهزلية السخيفة هو سلبية حلفاء أمريكا في الشرق وليس تردد سياسة أوباما الخارجية.
ولكن إذا ما عدنا قليلاً للبحث في سجلات التاريخ الحديث، سنجد أن كوفي عنان، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، في إحدى تصريحاته لروسيا اليوم قال ” لا يمكن أن نفصل ما يحدث في المنطقة الآن عن جذوره المتجذرة في القرارات التي اتخذت عام 2003 عقب الإطاحة بصدام حسين” حتى توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق وأحد أركان وعرابي الحرب في المنطقة، قال في مقابلة على قناة سي إن إن “لا يمكن أن نقول أن أولئك الذي أطاحوا بصدام حسين في 2003 لا يتحملون أي مسئولية عما يحدث الآن في 2015”
نيوت جنجرتش، المتحدث السابق باسم مجلس النواب الأمريكى ويا للمفارقة فهو جمهوري وليس ديمقراطياً قال “إن أكبر كارثة في تاريخ أمريكا الحديث كانت بول بريمر” والذي يراه جنجرتش أحد أهم الأسباب الفعلية لظهور داعش بسياساته التي تلت سقوط بغداد والتي اعتمدت ثلاث ركائز أساسية de-Baathification إقصاء البعثيين، وحل الجيش العراقي مع احتفاظ ضباطه وأفراده بكامل سلاحهم وعتادهم، وبناء نظام سياسي طائفي بامتياز والتي اعتبره “ريكاردو سانشيز” والذي كان يشغل منصب قائد قوات التحالف في العراق “فشل كارثي” أما بول بريمر نفسه والذي يعتبره البعض الأب الفعلي لداعش فيقول “إن داعش هي النسخة الثالثة من القاعدة، وهي امتداد طبيعي للأيدولوجية الإرهابية المتطرفة ولا دخل لسياساته في ظهورها.”
أما إذا ما أتينا لبطل قصتنا الرئيس الأمريكي الرابع والأربعون باراك أوباما، فهو يرى أن “داعش ليست خطراً وجودياً” على الولايات المتحدة، بينما التغير المناخي يشكل خطراً وجودياً على العالم كله.
وبحسب ما أورد جولدبرج في مقاله المطول الذي نشرته مجلة أتلانتك “مذهب أوباما” فإن مسئولين في المخابرات الأمريكية نقلوا لأوباما في أوائل عام 2014 أن أهمية داعش هامشية، أما رئيس القيادة المركزية في الشرق الأوسط الجنرال لويد أوستن فقد نُقل عنه أنه وصف الدولة الإسلامية بأنها مجرد “صدفة لن تتكرر”.
كما ويرى أوباما أن داعش ما هي إلا “فريق من الهواة اليافعين” ولكن ومع حلول أواخر ربيع عام 2014 وبعد أن استولت داعش على الموصل في شمال العراق، رأى أوباما أن المخابرات الأمريكية أساءت تقدير خطورة التنظيم، فتغير موقفه بشكل طفيف، ولكن وبعد أن قطعت داعش رؤوس ثلاثة أمريكيين مدنيين في سوريا، أضحى القضاء على داعش أهم بكثير من القضاء على نظام الطاغية بشار وأضحت داعش أولوية بالنسبة لإدارة أوباما.
وهذا يعيدنا إلى السؤال مرة أخرى عن تلك السياسة الداعشية وذلك الشو الإعلامي والإخراج الهوليوودي لمناظر جز الرؤوس وحرق المختطفين استدعاءً لتدخل أو تشكيلاً لرأي عام غربي، وسرعان ما يفتر ذلك العمل الدرامي التي تميز به مخرجو داعش الهوليووديين عقب تحقيق هدفه والوصول إلى مآربه التي يرى البعض أن ترسم له ولا يخطها بنفسه. فالتنظيم ذاته محط استغراب واستهجان، إذ تكشف الأيام والأحداث أن أهدافه ومنطلقاته مشبوهة وملوثة ولعلنا نأخذ مثلاً بعض الدراسات التي وثقف أن أكثر من 25 مسئولاً من أصل 40 من قادة التنظيم هم ضباط سابقون في حزب البعث والجيش العراقي، وهو ما أكدته أيضاً صحف عربية كصحيفة الحياة السعودية في تقريرها الذي نشرته حول حجي بكر الذي تحول إلى أحجية، يصعب فك طلاسمها من جانب أعتى الخبراء الأمنيين، فهو بعثي، أي أنه قومي عروبي اشتراكي، ولكنه في الآن ذاته قيادي داعشي، أي جهادي متطرف.
بالعودة لمذهب أوباما فهو يرى أن داعش أضحت تتمثل في شخصية “الجوكر” في فيلم “باتمان/الرجل الخفاش” إذ يأتي ذلك الجوكر أو المهرج ليضرم النيران في المدينة ويخلط كامل الأوراق وذلك بعد أن سيطرت عصابات “جوثام” المرتزقة على كامل المدينة وقسموها بينهم.
ولعل هذا يعيدنا إلى فهم أوباما المبدئي للتنظيم فهو عادة ما يسميه بالدولة الإسلامية في العراق والشام ISIL: Islamic State of Iraq and Levant وليس الدولة الإسلامية في سوريا والعراق أو ISIS: Islamic State of Iraq and Syria
هل لتبني أوباما لهذه التسمية من دلالة؟ وهل لأن داعش أطلقت على نفسها “الدولة الإسلامية” يتبنى الإعلام الغربي والشرقي فوراً الدعاية الداعشية؟ هل مثلاً يطلقون على الجمهورية الديمقراطية الكورية الشمالية Democratic People’s Republic of Korea؟ هل يعني أن كيم جونغ أون، رئيس كوريا الشمالية، أطلق على بلده الجمهورية الديمقراطية، فهل يعني ذلك بأنها أضحت ديمقراطية؟ وهل يعني إن أطلق أحدهم على نفسه لقب خليفة المسلمين، فهل يعني ذلك أنه حقاً خليفة للمسلمين؟
ولذا فإن تساوق الغرب يضع علامات استفهام كبيرة حول مآرب ومصالح الغرب من شيطنة الحركات التحررية في المنطقة والتساوق مع بروباجندا تشويه الإسلام في الغرب بتقزيمه بأشخاص الداعشيين وتصرفاتهم المفتعلة والمستدعاة في أوقات معينة ولأهداف أضحت واضحة.
شكل صعود داعش فرصة تاريخية لإدارة أوباما لكي تستثمر في ملف الأقليات العرقية في المنطقة متسترة ومتعذرة بسلبية حلفائها في المنطقة الذين فشلوا في القضاء على ذلك الكيان الناشئ، وفوراً قامت واشنطن ومن خلفها روسيا بدعم وحدات حماية الشعب الكردية وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، واللذان يعدان امتداداً لحزب العمال الكردستاني الإرهابي الذي تحاربه الحكومة التركية داخل مدنها في الجنوب الشرقي التركي، وكذا تحاربه في جبال العراق، والمفارقة أن واشنطن نفسها تضع الحزب على قائمة الإرهاب، إلا أنها دعمت وتدعم ذراعه السوري بحجة أنه الفريق الوحيد القادر على ردع ومواجهة داعش في المنطقة، بينما الحقيقة أن تركيا على أتم الاستعداد للمشاركة في أي تحالف يقضي على إرهاب داعش ولكن من قبله على إرهاب دولة الأسد الطائفية الذي دمر البلاد والعباد، ولذا فإن اعتراض تركيا أو كما يسميه أوباما “فشل أردوغان” ليس لأنه لا يريد حرباً على الإرهاب، إنما لأنه لا يريد أن يميز بين ألوان الإرهاب.
كان عدم حضور أوباما للمسير التضامني لثلة من رؤساء الدول عقب هجمات باريس تشرين الثاني/نوفمبر 20015 محط انتقاد واستهجان من الإعلام الأمريكي والغربي بشكل عام، ومما زاد هذا الاستغراب ما قام به أوباما في مانيلا، عاصمة الفلبين، في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر 2015 على هامش قمة التعاون الاقتصادي(APEC)، إذ عمل كمحاور تلفزيوني مستضيفاً كل من جاك ما، مؤسس شركة علي بابا الصينية العملاقة، ومخترعة فيليبينية اسمها آيسا ميجينو. كانت جل ملاحظات أوباما “المحاور الصحفي” لهذين الشابين النموذجين من وجهة نظره حول التغير المناخي، ولم يأتِ على ذكر الهجمات التي تبنتها داعش في باريس وراح ضحيتها مائة وثلاثين شخصاً.
عاد الغضب الإعلامي إلى الواجهة وسُنت ألسنة الصحفيين وخاصة قناة “فوكس نيوز” على أوباما وأمطره مراسلو البيت الأبيض بوابل من الأسئلة حول استراتيجيته المترددة، وكما أورد جولدبرج في مقاله أن صحفي سي إن إن قاله له “اعذرني على التعبير: لماذا لا نقتل أولئك الأوغاد الذين يقتلون حلفاءنا ويهددون أمننا؟” وأتبعه آخر بسؤاله “هل تعتقد أنك فعلاً تعرف هذا العدو بما يكفي لتهزمه وتحمي الوطن؟” استشاط أوباما غضباً من الأسئلة ولكنه هرب للحديث حول اللاجئين والنقاشات المثارة حول سياسات أمريكا المتعلقة بالهجرة وغيرها.
في الرابع من كانون الأول / ديسمبر 2015 وبعد أسبوعين من هجمات باريس، أقدم سيد رضوان فاروق وزوجته تاشفين مالك على ارتكاب حادث إطلاق نار جماعي في مقاطعة سان برناردينو الأمريكية بولاية كالفورنيا، والذي أدى إلى مصرع 14 شخصا وإصابة 17. وحارت العقول وقتها في الأسباب التي قد تدفع ذاك الشاب الخلوق الهادئ وزوجته لأن يخرجا من حفل لصالح المعاقين تابع لمؤسسة الصحة العامة في مقاطعة سان برناردينو الأمريكية ليعودا مرتديين ملابس عسكرية ومدججين بالأسلحة والمتفجرات لارتكاب تلك الجريمة الإرهابية. تكلم بعض المحقيين عن اتصالات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر الهاتف دارت بين سيد وبعض عناوين الإرهاب الدولي. من هي؟ لا أحد يعلم. وباستدعاء مبرر لنظرية المؤامرة، هل كانت تلك الحادثة استدعاء للتدخل الأمريكي في الشرق بحجة ضرب الإرهاب ومواجهة داعش؟ وهل كانت استنفاراً لأوباما ليتخلص من سلبيته ويتخذ خطوات جريئة متقدمة في مواجهة الإرهاب؟
ازداد أوباما ضيقاً من حجم التشكيك باستراتيجيته والإحراج الذي تعرض له من أسئلة الصحفيين، واعتذر قائلا إنه لم يحسن تقدير خوف الأمريكين من خطر انتقال إرهاب داعش والحركات المتطرفة إلى الأراضي الأمريكية على غرار ما حدث في باريس، ونقل كولدبرج أن إحدى أقرب مستشاري أوباما فاليري جاريت نقلت له أن الناس كانوا متخوفين من قيام تلك المجموعات الإرهابية بنقل حملة قطعها للرؤوس إلى الولايات المتحدة وأنهم قد ينفذون عمليات إرهابية كتلك التي حدثت في 11 من أيلول/سبتمبر 2001، فكان رده “لا يستطيعون أن يأتوا هنا لقطع رؤوسنا”.
في مذهب أوباما للتعامل مع الإرهاب نقطة غاية في الأهمية، ألا وهي أنه كثيراً ما يصرح لمستشاريه وأفراد طاقمه الرئاسي أن حوادث السير وحمامات السباحة وعمليات القتل الجنائية تحصد أرواحاً من الأمريكيين أكثر بكثير من تلك التي تحصدها عمليات الإرهاب المنظم، ولذا فكثيراً ما عبر عن إعجابه بالمنهج الإسرائيلي المرن في التعامل مع موجات العمليات الإرهابية، كما يسميها. بينما يرى في الوقت ذاته أن المجتمع الأمريكي يعيش حالة من الرعب غير المبرر وهو ما أثار إحباطاً، بحسب جولدبرج، لدى عدد من مستشاري أوباما وفاض بهم الكيل لينتقدوه علناً، إذ يرون أن سياسة أوباما تجاه إرهاب الشرق المتمثل في داعش وأذرع القاعدة سلبية جداً حيث يروي جولدبرج أنه سأل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري سؤالاً قائلاً: “هل ما زال الشرق الأوسط يشكل أولوية للولايات المتحدة؟ فأجابه “إن داعش خطر يهدد العالم بأسره ويجب أن نحارب الإرهاب على أرضه”
خرج أوباما في السادس من كانون الأول/ديسمبر 2015 عقب حادثة سان برناردينو بخطابه “سوف ندمر داعش” ولأول مرة صرح قائلاً “إن تهديد الإرهاب لنا، تهديد حقيقي، ولكننا سنتغلب عليه، وسوف ندمر الدولة الإسلامية في العراق والشام.”
وطرح أربعة خطوات لإنجاز مهمته:
أولاً: سيستمر سلاح الجو الأمريكي بضرب واصطياد رؤوس التنظيم واستهداف مقراتهم وبنيتهم التحتية وناقلات النفط التابعة لهم، وكذا ستفعل كل من بريطانا وفرنسا وألمانيا وقد ضاعفت هذه الدول نشاطها عقب تفجيرات باريس.
ثانياً: ستستمر واشنطن في تقديم التدريب والتسليح لحلفائها على الأرض وستعيد نشر وحدات الاستخبارات المركزية الخاصة لتسرع من عملياتها ضد التنظيم.
ثالثاً: ستعمل مع تركيا على إغلاق حدودها مع سوريا لمنع مرور الإرهابيين إلى داخل سوريا والالتحاق بمجموعات داعش وستعمل كذلك على تجفيف منابع تمويلهم وتجنيدهم لمقاتلين من خارج سوريا. ستعمل بالتوازي مع الدول الإسلامية والجاليات الإسلامية في الغرب على مواجهة الأيدلوجية الإرهابية التي يروج لها التنظيم عبر الشبكة العنكبوتية وشبكات التواصل الإجتماعي.
رابعاً: ستعمل الولايات المتحدة جاهدة على وقف إطلاق النار في سوريا والدخول في عملية سلام وحل سياسي، وبذلك تسمح للجميع بمن فيهم روسيا للتركيز على ستهداف داعش وهي التي تشكل تهديداً حقيقياً لكافة حلفاء الولايات المتحدة.
وأوضح أيضاً الاجراءات التي لا يجب أن تُستدرج لها الولايات المتحدة وهي أن لا تدخل الولايات المتحدة حرباً برياً في سوريا أو العراق وهو ما ترغب فيه داعش، لأنه يعلم بأن الولايات المتحدة إن احتلت أرضاً مسلمة كما فعلت في العراق فإن التنظيم يستطيع أن يجند جيوشاً من المقاتلين لدحر المحتلين، وكذا سيستنزف قدرات وطاقات القوات الأمريكية ولذلك فهو دائماً ما يكرر أن استراتيجيته في استخدام الضربات الجوية والطائرات بدون طيار والقوات الخاصة على الأرض والعمل مع قوات محلية كوحدة حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي الكرديين هي الاستراتيجية الأنجح، ولكن ارسال قوات أمريكية لتقاتل وتُقتل على أرض أجنبية لعقد آخر من الزمن لن يعود بالنفع على الولايات المتحدة ولن يحقق النصر المستدام للجيش الأمريكي بل على العكس سيستنزفه في حرب لا داعي لخوضها على أرض غير أمريكية.
وكعادته “الأوبامية الحسينية” أكد أن حرب بلاده على الإرهاب ليست حرباً على الإسلام وأن مجموعة كداعش لا تمثل الإسلام. قائلاً: “الدولة الإسلامية في العراق والشام ليست سوى مجموعة من قطاع الطرق والبلطجية والقتلة وعباد الموت، ولكنهم لا يشكلون إلا جزءً صغيراً جداً من المسلمين حول العالم.”
كانت هذه هي استراتيجية أوباما في التعامل مع التنظيم الأكثر إثارة للجدل. وتبقى الأسئلة المطروحة هل حقاً ورث أوباما عبء تركة بوش الابن؟ هل حقاً تعتقد الولايات المتحدة أنها أخطأت في حربها على العراق؟ هل ثمة فرق جوهري بين الجمهوريين ومذاهبهم والديمقراطيين ومشاربهم في التعامل مع قضايا الشرق؟ هل يتم توظيف العنف الداعشي ليخدم أهدافاً استخباراتية؟ ألم تخدم داعش بفيدوهاتها وتنفيرها النظام السوري ومناهضي الإسلام في الغرب؟ هل نبالغ في الغوص في نظرية المؤامرة؟ هل حقاً تمثل لنا داعش الصورة الجهادية الخالصة والنموذج الإسلامي الذي نرغب في بنائه في القرن الواحد والعشرين؟
أعتقد في النهاية أن داعش ليست محض صدفة وليست مجموعة من الهواة ولكنها جوكر حقيقي وليد سياسات استعمارية وقمع لشعوب وجدت في نموذج القوة الملتحية ملاذاً للموت تحت راية سوداء تعلوها كلمات التوحيد. لا شكل عندي أن داعش سلاح في ظهر أحدهم، ولكن من هو؟ كشفت الأيام أنها ليست في ظهر بشار ولا خامنئي ولا العدو الإسرائيلي، ولكنها في ظهر أناساً جُلّهم سُنيين رأوا غير رأيها وانتهجوا سبيلاً غير سبيلها.
من المنطقي أن يستطيع أوباما وماكينات نظامه الإعلامي أن تجعل من الإسلام داعشياً وإن حاول كذباً وعبثاً الظهور بثياب الديمقراطي المتسامح المتقبل للآخر. ولكن ذلك لن يصمد طويلاً فعديد نماذج ثورتنا فضح كذب استراتيجيته ومذهبه المزيف ولنا في ثورات الربيع العبر. فهل كان في مصر داعشاً حينما قبل، بل قامت إدارته نفسها بانقلاب دموي أسود في مصر؟ سيكون هذا موضوع مقالي القادم بإذن الله.